«معرض الكتاب».. ورد الاعتبار لـ«الورقى»
حضور تجاوز مليونى زائر فى 10أيام.. ندوات وفعاليات وثراء عميق وإقبال على شراء الكتب والدوريات والمجلات.. لبناء الوعى الحقيقى.. فالمصريون هم أصل العلم والمعرفة والثقافة والحضارة.. لذلك مطلوب مد فترة معرض القاهرة الدولى للكتاب.. وحشد الشباب بتعاون وزارات التربية والتعليم والتعليم العالى.. والشباب والرياضة والتوسع فى ندوات عن الهوية الوطنية.. والأمجاد المصرية.. وعظمة الجيش المصرى والإنجازات والنجاحات التنموية والاقتصادية.. والنتائج والآثار الإيجابية للمشروعات القومية على مصر والمصريين.. وما لدينا من نقاط مضيئة فى مواجهة ظروف عالمية قاسية.. هى فرصة ثمينة للوعى والفهم لكل التحديات وتنشيط الذاكرة الوطنية.
معرض القاهرة الدولى للكتاب هذه التظاهرة الثقافية والعُرس المعرفى الكبير.. هو رد اعتبار حقيقى لأهمية ودور الكتاب الورقى وبالتالى الصحافة الورقية.. فالواقع يشير إلى أن الشغف والاهتمام والإعجاب بـ "الورقى" مازال متوهجًا رغم سوء الأحوال الجوية والارتفاع غير المسبوق لأسعار الورق بسبب تداعيات الأزمة العالمية.. لكن الورقى والمطبوع مازال حيًا وفاعلًا ومؤثرًا.. ولنا فى معرض الكتاب والصحافة القومية المثل.
دعك من الذين يقولون إن الكتاب الورقى راحت عليه.. أو الصحافة الورقية فقدت بريقها وانخفض الإقبال عليها.. وأنها إلى زوال.. هذه أضغاث أحلام.. وتنظير لا يرتكز إلى أى حقيقة على أرض الواقع.. فالمعرفة لا تقتصر على إلكترونى أو ورقى.. فالإنسان يظل طوال حياته يبحث عنها ويتطلع إلى المحتوى والمضمون الذى ينشد.. دون النظر إلى طبيعة الوسيلة فأينما تولوا وجوهكم.. تجدوا المحتوى والمضمون الراقى والمهم.. سواء عن تاريخ الأمم وحضارتها وأمجادها وقصص وحكايات البشر.. والرؤى التى تخاطب الحاضر وترسم المستقبل.
دفاعى عن الكتاب والصحافة الورقية ليس لمجرد انحياز أعمى لا يرتكز إلى واقع.. فحقيقة الأمر أن الكتاب والصحافة الورقية أجد فيهما عمقًا وثراء يتسم بالنضج أكثر من الوسائل الأخرى التى تعانى فى أحيان كثيرة من التهور والانفلات.. كما أن المنتج الثقافى والمعرفى الورقى يعد وثيقة تاريخية لا يمكن العبث فيها.. كما أن المنتج والصحافة الإلكترونية لم تتمكن حتى الآن من بناء أجيال من الكوادر والرموز والبنية التحتية البشرية التى أثرت فى وجدان وعقول وحاضر ومستقبل العالم.. ولا يعرف عنها سوى عدم التريث وأحيانًا الفوضى لكل من "هب ودب".. فالأروع أن "المنتج الورقى" كتبًا أو صحافة يتمتع بالرصانة ومشهود لأهله ورموزه الجديرين بالإمساك بالقلم.. ولم تكن أبدًا مشاعًا لكل من «هب ودب نصبوا من أنفسهم إعلاميين وكُتابًا بعد أن باتت السوشيال ميديا تحمل إغراءات للكثير من الفئات التى تنشر العبث والانحلال والفوضى والتطرف والتشدد.. دون وجود قدرة حقيقية على السيطرة والإحكام وترشيد الخطاب الإلكترونى إلا من رحم ربى.
بريق المنتج الورقى.. ممثلًا فى المؤلفات والكتب بدا مثيرًا للإعجاب والاندهاش فى نفس الوقت.. فهذا الإقبال منقطع النظير على معرض القاهرة الدولى للكتاب ليس له إلا تفسير واحد.. هو أن الكتاب الورقى مازال يحظى بالشغف والإقبال والمتابعة والاهتمام.. بالإضافة إلى حالة الثراء وعمق المحتوى والمضمون الذى يخاطب كافة الاهتمامات فى عُرس ومهرجان ثقافى ومعرفى يجسد عظمة وثراء الدولة المصرية.. وأيضًا قيمة الكتاب ويبرئ ساحته من زيف الأقاويل عن اندثار.. وتراجع.. وفقدان البريق.. فكيف يقولون ذلك وفى أقل من أسبوع شهد معرض القاهرة الدولى للكتاب حضورًا مكثفًا زاد على مليون ونصف المليون زائر.. وهو عدد كبير للمعرض فى أسبوعه الأول.. ناهيك عن كونه يقام فى القاهرة.. والفرصة متاحة لأهالى ومواطنى مدن ومحافظات القاهرة الكبرى بالإضافة إلى الحضور العربى الكبير فى فعاليات المعرض.. وكذلك زيارة كافة الأعمار والفئات والأسر المصرية.. وهو ما يشير إلى اهتمام المصريين بالكتاب الورقى.. والمعرفة والثقافة.
الحقيقة أن وزارة الثقافة هذا العام أبلت بلاءً حسنًا سواء فى تنوع محتوى المعرض.. أو وجود تيسيرات وتخفيضات وفقرات أخرى تواكب ظروف واهتمامات المواطن المصرى.. ووضع المعرض هذا العام يده على قضايا مهمة للغاية.. تحتل شواغل الوطن والمواطن مثل قضايا الإرهاب والتطرف.. وتكلفة الإرهاب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. ويكفى أن يعرف المواطن أن تكلفة الإرهاب وصلت إلى ما يزيد على ٥٨٣ مليار جنيه.. بالإضافة إلى الأعلى من ذلك وهو حجم التضحيات فى أرواح الشهداء ودماء المصابين كنز الوطن الحقيقى.
أتمنى أن يتم تمديد فترة المعرض لأسبوع آخر.. وأن تكون هناك رحلات شبابية ومدرسية بمعرفة وزارات التربية والتعليم والتعليم العالى والشباب والرياضة بالإضافة إلى دور الأحزاب السياسية والمجتمع المدنى فى ذلك من خلال زيارات وحضور ندوات بعينها بالإضافة أيضًا إلى أهمية إذاعة الندوات التى يتضمنها معرض الكتاب بشكل يومى على الهواء أو مسجلة.. بالإضافة إلى أهمية تناول ومناقشة أمرين: الأول وهو مكانة مصر وقدرها منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا.. وأيضًا الهوية الوطنية المصرية.. والثاني: عرض القدرات والجهود والإنجازات المصرية على مدار ٨ سنوات.. والتأكيد على حتمية هذه الجهود والمشروعات بالأدلة والبراهين والأسانيد وحتمية هذا المسار الإجبارى الذى لم يكن هناك بديل غيره لانتشال الدولة المصرية وعبقرية الإنقاذ والإنجاز التى حققها الرئيس عبدالفتاح السيسى وأثر هذه المشروعات العملاقة فى قوة وقدرة الوطن ومستوى معيشة وحياة المواطن.. والعوائد التى حصل عليها المصريون بالإضافة إلى قوة وقدرة الاقتصاد المصرى.. كنا فين بالأرقام.. وأين نحن الآن وبالأرقام.. وماذا عن المستقبل وبالأرقام المتوقعة.. ليصل المواطن إلى الفارق الشاسع بين ما كنا عليه وأصبحنا فيه الآن.. ليدرك حجم الإنجاز والجهود.
معرض الكتاب بعمقه وثرائه والإقبال والزخم عليه وتنوعه.. فرصة عظيمة ليعرف الجميع قدر وتاريخ وعظمة مصر من بين سطور الكتب والموسوعات.. وربما يكون عمر هذا المعرض أكبر من أعمار «دويلات» كثيرة.. فرصة عظيمة أيضًا للتعرف على العمق الحضارى والإسهامات المصرية ليس فقط فى المنطقة ولكن فى العالم.. وفرصة ذهبية أيضًا ليعرف الجميع وزن وثقل ودور مصر فى الحاضر.. وكيف استعادت مكانتها.. وأصبحت الرقم الأكبر والأهم والأبرز فى المعادلة الإقليمية.. ليعرف المصريون قيمة وطنهم.. وكيف يحترمه العالم ويعول عليه فى أمن وسلام واستقرار المنطقة وكيف يرى العالم دور مصر وثقلها.. وعلاقاتها الدولية المتوازنة والحكيمة.. وأهمية ما تحقق من نجاحات عبقرية.
كنت اتمنى أيضًا أن يتضمن المعرض مجموعة من الندوات الاقتصادية.. تكشف عن حجم قوة وصلابة الاقتصاد المصرى.. وتبشر بالمستقبل الواعد لمصر فى هذا الاتجاه.. وما لدينا من نقاط مضيئة وفرص كبيرة فى العديد من المجالات مثل الطاقة والبترول والغاز والاكتشافات وكيف أصبحت مصر مركزًا لتداول الطاقة.. والكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر وقناة السويس.. والنهضة الزراعية والصناعة والأمن الغذائى.. وأهمية تطوير الموانئ المصرية.. وأهمية موقع مصر الجغرافى للعالم والتجارة العالمية.. ورؤية القيادة السياسية فى توظيف واستثمار هذا الموقع الفريد لتحقيق عوائد ومكاسب وطنية واقتصادية وإستراتيجية.
الحقيقة أن محتوى ومضمون المعرض هذا العام يبشر بتطوير أكثر خلال الأعوام القادمة.. ويكون إضافة قوية على طريق بناء الوعى الحقيقى والفهم الصحيح.. وهو ما يؤكد عليه الرئيس السيسى دائمًا كونه صمام الأمان للحفاظ على هذا الوطن من حملات التزييف والتشكيك والتشويه والأكاذيب والتخويف.
معرض القاهرة الدولى للكتاب وحالة الإقبال الكبيرة والزخم والاهتمام من قبل المواطنين هو رد اعتبار لقيمة المنتج الثقافى والمعرفى الورقى ورد اعتبار لمكانة الكتاب الورقى.. وهو ما ينعكس أيضًا على قيمة وقدر ودور وأهمية الصحافة الورقية التى تعد قاطرة الإعلام المصرى.. لكن البعض تفرغ لمحاولات الانتقاص من قيمة وقدر الصحافة الورقية ولم يفكر فى كيفية إحداث المزج والتمازج بين ما هو ورقى وإلكترونى.. فى صورة إعلام شامل ومتكامل.. والحقيقة أن الكرة مازالت فى ملعب الصحافة الورقية بما تملكه من رصيد غير محدود من الأجيال المختلفة والبنية التحتية البشرية القادرة على صناعة المحتوى والمضمون فى المقابل الإعلام الإلكترونى وإن بدا مهمًا للغاية دون انتقاص من قيمته إلا أنه مازال فى طور الارتجالية.. ولم يصنع أبناءه وكوادره ورموزه بعد.. لم يرتكز إلى بنية تحتية بشرية بعد.. مازال أبناء الصحافة الورقية هم من يقودون الإعلام الإلكترونى والأسماء موجودة وحاضرة عندى.. ومازال الإعلام المصرى يعتمد على أبناء وكوادر الصحافة الورقية وفى القلب منها وفى مقدمتها الصحافة الورقية فهذا الإعلامى والمذيع اللامع ينتمى إلى الصحافة الورقية وهذا المعد ورئيس تحرير البرامج من أبناء الصحافة الورقية.. والمعلق على الأحداث وضيوف البرامج والمحللون من أبناء الصحافة الورقية وفى أحيان كثيرة تكون أفكار البرامج من محتوى ومضمون الصحافة الورقية وأطروحاتها ومقالاتها.. لذلك فمن الأفضل ألا نتجه إلى التنابز بين الورقى والإلكترونى أو الانتقاص من قدر الورقى.. لأن هذه رؤية خاطئة والرؤية الصحيحة تصب فى مسار كيفية الاستفادة من نقاط القوة الكثيرة من الصحافة الورقية.. ومميزات الصحافة الإلكترونية وإحداث تكاملية وتزاوج بين ما هو ورقى وإلكترونى خاصة أن المنظرين فى أحيان كثيرة تعمدوا الإساءة والتقليل من شأن الصحافة الورقية التى تتمتع بثراء وعمق وتحليل ورؤى ومقالات فى كافة المجالات والاتجاهات.
الصحافة القومية على سبيل المثال واجهت حملات ممنهجة من أعداء الوطن.. للتقليل من شأنها والانتقاص من دورها بأكثر من أكذوبة.. والسبب الحقيقى وراء ذلك هو يقين هؤلاء الأعداء أنها عصب الإعلام المصرى وقاطرته سواء فى مضامينها الوطنية.. أو كوادرها ورموزها المهنية.. وهو ما يمثل ثروة وكنزًا ثمينًا فى مجال بناء الوعى الحقيقى.. لذلك فإن الصحافة القومية وما لديها من ثروات وذخيرة فى مجال المحتوى والمضمون فى الماضى والحاضر والمستقبل لأنها ترتكز إلى أعمدة صلبة.. وخبرات مديدة.. وأجيال مهنية واحترافية وطنية فى إطار الإعلام الرصين الذى يعمل بحكمة ووفق قيم ومواثيق مهنية وأخلاقية تحقق أهداف الوطن فى التنوير وبناء الوعى الحقيقى.. ولديها محتوى قوى يستطيع أن يكون مثار جذب واهتمام من القراء والمتخصصين وصُناع القرار.
الصحافة الورقية عمومًا.. والقومية خاصة.. تواجه تحديات غير مسبوقة.. فى إطار انعكاسات الأزمة العالمية عليها وفى ظل ارتفاع غير مسبوق لأسعار الورق ومستلزمات ومدخلات الإنتاج.. لكن فى نفس الوقت مازالت محل اهتمام القارئ والمواطن المصرى.. وحرصه على الاضطلاع والمعرفة والتنوير من قبل جميع الفئات.. وأبرز ما لديها فى هذا العصر.. هو قيمة ودور وثقل كوادرها وعناصرها كقيمة إعلامية وصحفية نادرة.. لذلك
فإن هذه الكوادر التى تنتمى للصحافة القومية.. هى من تقود المشهد الإعلامى فى مصر سواء التليفزيونى أو الإلكترونى ونجد أن القائمين والمذيعين والمعلقين والمحللين والمشرفين عليها من نخب الصحافة القومية ذات
الرصيد غير المحدود والإسهام العميق فى الإعلام المصرى العريق.. والذى يؤدى بشكل جيد فى مساندة قضايا الوطن.. وبناء وعى المواطن.. والحقيقة أن الدولة المصرية تدرك هذه الحقيقة.. ولا تألو جهدًا فى دعم الصحافة القومية والاهتمام بدورها الوطنى فى ظل دقة التوقيت وما يشهده من تحديات بالإضافة إلى تداعيات الأزمات العالمية سواء جائحة «كورونا» أو الحرب «الروسية - الأوكرانية».. وفى ذات الوقت تعمل الهيئة الوطنية للصحافة على التطوير والتحديث وتقديم الدعم لاستمرار الدور المحورى والوطنى للصحافة القومية والاتجاه صوب استثمار موارد المؤسسات لدعم العملية الصحفية والحرص على التحديث والتطوير والاستفادة من كافة الإمكانيات والقدرات وإحداث التكامل ما بين الورقى والتطور التكنولوجى الهائل فى وسائل الاتصال الحديثة.. لكن ورغم هذه التحديات التى تواجه الصحافة الورقية عمومًا والقومية خصوصًا.. فإن دور الصحافة القومية لا غنى عنه لأنه الأساس والقاعدة التى ينطلق منها الإعلام المصرى.. وهو ثروة حقيقية فى مجال دعم قضية بناء الوعى الحقيقى التى تعد أهم سلاح فى مواجهة حملات الزيف والتشكيك والأكاذيب والغزو الثقافى.
الحقيقة أن الدروس الغزيرة والرسائل المهمة لفعاليات وأيام معرض القاهرة الدولى للكتاب لفتت انتباه الكثيرين إلى أهمية المنتج الثقافى والمعرفى الورقى.. وأجهضت محاولات الكثير من المنظرين والمدعين فى التنبؤ بأن يأفل نجم المنتج والصحافة الورقية.. وكل ذلك مجرد خيالات مريضة وأضغاث أحلام.. فالإنسان يبحث عن المحتوى والمضمون القوى الذى يثير اهتمامه ورغبته فى المعرفة والاطلاع أو من أجل التخصص الذى يعمل فيه.. أو إشباع رغبته فى القراءة.. ومن هنا لابد أن ندرك أهمية ترسيخ حب القراءة والاطلاع فى نفوس وعقول الأبناء من الأجيال الجديدة لأنه للأسف.. هناك محاولات لإغراق أبنائنا بالاطلاع على مضامين فاسدة وسطحية تسعى لاختطاف وعيهم وعقولهم بل وهويتهم بالإضافة إلى أن هذه الوسائل الإلكترونية أو مستجدات التكنولوجيا الحديثة شديدة الإسراف فى نشر وبث المحتويات الترفيهية والإباحية أو التى لا تناسب قيمنا وأخلاقياتنا.. وبالتالى فإن الكتاب والصحافة الورقية مازالا يحتفظان بمبادئ وقيم تحفظ للإنسان هويته وقيمه وأخلاقياته وتنمى معرفته وخبراته.. ويحقق منها الكثير من الاستفادة.
"المتحف الكبير".. والتجلى الأعظم
مصر مع موعد.. فى القريب مع حدثين مهمين وتاريخيين وعالميين.. يجسدان مكانتها وعمقها الحضارى وكيف اصطفاها المولى عز وجل ليتجلى عليها وقدرها أنها وطن الحضارة والثقافة والعراقة.. جذورها تضرب فى التاريخ.. لذلك فإن افتتاح "المتحف الكبير" الذى يضم كافة صنوف الحضارة المصرية العريقة هو حدث تاريخى.. وهدية "مصر – السيسي" للعالم.. بما يعكس ما وصلت إليه مصر من تقدم وازدهار ومكانة ثقافية مرموقة.. لذلك لابد أن نقدم هذين الحدثين بأرقى وأعظم صورة لأن العالم أجمع سيتابع افتتاح المتحف الكبير والتجلى الأعظم.
من هنا أرى أن افتتاح المتحف الكبير لابد أن يتمتع باحتفالية أسطورية عالمية.. وأقترح أن يكون أعظم وأكثر إبهارًا من حفل المومياوات الملكية و«الكباش».. ويتم فى احتفال افتتاح المتحف الكبير إجراء موكب أسطورى لدخول توت عنخ آمون للمتحف يوم الاحتفال.. ولا يتم إدخاله قبل الافتتاح ويكون دخول "توت عنخ آمون" وهو من أهم الآثار التى يهتم بها العالم وشعوبه يوم الافتتاح نفسه.
أرى أيضًا أن يتم بناء ماكيت على أطراف المتحف الكبير أو بجوار أسواره نموذج محاكاة لحياة الفراعنة.. أى تصور ليوم فرعونى كامل منذ الاستيقاظ وحتى النوم.. يؤديه بعض الممثلين يوميًا.. يتناول اهتمامات الفراعنة اليومية وغذاءهم وأكلاتهم.. وعلاجهم.. واحتفالاتهم بالزواج وغيرها من المظاهر اليومية لحياة المصرى فى هذه العهود.. وتخصيص تذكرة منفصلة للأفواج السياحية.. وبالعملات الصعبة وعلى مراحل مختلفة.. كل مرحلة تمثل حدثًا ضمن يوم فى حياة الفراعنة.. يتعلق بالنساء والرجال والأطفال والغذاء والخبز والأفراح والاحتفالات ونظم الحكم.. والقيم الإنسانية والعلم والثقافة والطب والهندسة التى سبق المصريون العالم إليها وعلموا البشرية كل هذه الأمور.. ولدينا من يشرفون على كتابة النص والسيناريو ليوم نموذج المحاكاة ليوم فى حياة المصرى القديم.. ليعرف الجميع عظمة هذا الشعب.. وكيف سبق البشرية إلى التحضر والتوحيد والعلم والرقى.
"أوبريت" عالمى
لاشك أيضًا أن احتفالية التجلى الأعظم هى حدث عظيم.. وإنجاز فريد.. فى إطار إدراك الدولة المصرية لأهمية الاستفادة من قدراتها وثرواتها وحضارتها ومكانتها.. هناك حدث عظيم هو افتتاح "التجلى الأعظم" وهو تطوير المكان الذى اختاره المولى عز وجل ليتجلى عليه وأصبح مزارًا عالميًا على أحدث وأبهى وأروع مستوى.. لذلك فإننى أرى أن نقوم بعمل أوبريت فنى «عالمي».. يتمثل فيه كل الأديان السماوية وجميع «الأنبياء» ليس ظهورًا وتجسيدًا ولكن صوت من يتحدث بالنيابة عن كل نبى.. مثلًا يقول موسى أو عيسى أو محمد عليهم أفضل الصلوات والسلام وتخرج فى النهاية مصر ممثلة فى "فنانة مصرية" تحمل الملامح المصرية لتقول للعالم أنا التى اختارنى المولى عز وجل عن سائر بلاد الدنيا ليتجلى علىَّ.. وأنا من احتضنها واختصها بالرعاية والحماية والحفظ.. وأنا أرض ومهد الرسالات والأنبياء ويتضمن "الأوبريت العالمى"حوارًا عن السلام والتسامح والتعايش وحرية الاختيار والاعتدال والوسطية والتعارف والتعاون والإنسانية التى تمثل جوهر الأديان السماوية.. وهو ما رسخته "مصر – السيسي" وأصبح محل احترام وتقدير وشهادة وإشادة العالم.