تعثر المساعدات الدولية المقدمة لسوريا جراء الزلزال.. ما علاقة بشار الأسد؟
تعثرت الطرق الواصلة من تركيا إلى سوريا لتقديم المساعدات الدولية لمتضرري الزلازل المدمرة المتتالية منذ أمس الاثنين، بسبب قضايا لوجيستية، حسبما أعلن مكتب الشؤون الإنسانية بمنظمة الأمم المتحدة عن وجود عرقلة في إمكانية مرور المساعدات المقدمة لسوريا لإنقاذ ضحايا الزلزال الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا خلال ساعات مبكرة من صباح أمس، والذي أودت تبعاته المتتالية بحياة عشرات المئات وإصابة آلاف آخرين، وانتظار غيرهم تحت الأنقاض أملا في الوصول إليهم قبل لفظ أنفاسهم الأخيرة دون الخروج من كبوتهم.
تعثر وصول المساعدات إلى سوريا لمواجهة تداعيات الزلزال
وبالعودة إلى تعثر وصول المساعدات الإنسانية من تركيا إلى سوريا التي تربطهما علاقة ليست بالجيدة بين النظامين الحاكمين في كلا البلدين، تواصل الحكومة الروسية مساعيها على مدار الأسابيع الماضية لإعادة التوافق وما يمكن وصفه بالتطبيع السياسي مجددًا بين رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، ونظيره السوري بشار الأسد، بعدما تقطعت العلاقات فيما بينهما على خلفية دعم أنقرة للثورة السورية التي انطلقت عام 2011، وتطورت إلى حرب أهلية تسببت في تدخلات خارجية بالبلاد، وصراع تركيا المتواصل مع الأكراد المتواجدين في عدة مناطق بالشمال السوري، الأمر الذي يمكن أن يلقي بظلاله على إمكانية توصيل المساعدات الدولية لسوريا عبر الأراضي التركية.
فما أن ضرب الزلزال المدمر سوريا وتركيا خلال الساعات الأولى من صباح الاثنين، تتالت التعهدات الدولية بتقديم المساعدات الطارئة إلى تركيا بشكل عاجل لدعمها في استخراج ومساندة ضحايا الزلزال المدمر، في حين لم تعلن دول تقديمها المساعدة إلى سوريا ومتضرريها من الزلزال، الأمر الذي يثير تساؤلا بين رفض المجتمع الدولي للرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، وتعهدات تقديم المساعدات من دول بعينها.
أمريكا تكتفي بإرسال مساعدات إلى تركيا
وبالنظر إلى الجانب الأمريكي، قال البيت الأبيض، في بيان له، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعلن أن بلاده مستعدة لتقديم أي مساعدة مطلوبة لتركيا، وذلك خلال اتصال هاتفي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان، مضيفا أن الفرق الأمريكية تنتشر بسرعة لدعم جهود البحث والإنقاذ التركية وتنسيق المساعدات الأخرى التي قد يحتاجها الأشخاص المتضررون من الزلازل، بما في ذلك الخدمات الصحية أو مواد الإغاثة الأساسية، دون الحديث عن تقديم المساعدات إلى سوريا.
سوريا تبحث عن مساعدات
واكتفى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، بالحديث عن إمكانية تقديم المنظمات الإغاثية التي تتواصل مع واشنطن، مساعدات إلى الضحايا السوريين، دون الحديث عن إرسال مساعدات للأراضي الشمالية في سوريا المتضررة من الزلازل المتتالية، وهي الخطوة ذاتها التي اتبعتها عدة دول أوروبية، سبق أن أعلنت تجميد العلاقات بينها وبين النظام السوري الحالي برئاسة بشار الأسد.
روسيا تعلن تقديم مساعدات إلى سوريا
وعلى الجانب الآخر، أعلنت الحكومة الروسية الحليف الأول لنظام بشار الأسد، والخصم المباشر للولايات المتحدة الأمريكية في صراعها العسكري الدائر في أوكرانيا، أنها أرسلت فرق إنقاذ إلى الأراضي السورية لتقديم مساعدات، إذ عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال الساعات الماضية، تقديم مساعدة لسوريا وتركيا ضمن جهود الإنقاذ بعد الزلزال المدمر.
عربيًا، أعلنت عدة دول في مقدمتها مصر، تقديم مساعدات إنسانية إلى سوريا وتركيا، واضعة الخلافات السياسية جانبًا لمواجهة تداعيات الزلازل المدمرة، في حين ناشد رئيس الهلال الأحمر السوري، المجتمع الدولي برفع الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا لمواجهة تداعيات الزلزال المدمر، مؤكدا أن نتائج الزلزال كارثية وعدد الضحايا مرشح للارتفاع مع غياب المعدات وفرق الإنقاذ.