أحب الأعمال في ليلة الإسراء والمعراج.. دار الإفتاء المصرية توضح
يرغب ملايين المسلمين في معرفة أحب الأعمال في ليلة الإسراء والمعراج، فهل هناك عبادات محددة يفضل الإكثار منها في تلك الليلة، وهل يجوز صيام ليلة الإسراء والمعراج؟ وما هو حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج؟ وغيرها الكثير من الأمور المتعلقة بـ إحياء تلك الليلة المباركة التي شهد فيها النبي صلى الله عليه وسلم آيات ربه الكبرى.
أحب الأعمال في ليلة الإسراء والمعراج
يتساءل المسلمون عن أحب الأعمال في ليلة الإسراء والمعراج، فقد بدأ العد التنازلي لاستقبال تلك الليلة المباركة حيث 11 يوما فقط تفصلنا عن موعد ليلة الإسراء والمعراج والتي تأتي في موعد هجري ثابت من كل عام ليلة السابع والعشرين من شهر رجب، وتوافق ميلاديا لهذا العام ليلة 18/2/2023.
الإكثار من الطاعات
وفيما يتعلق بـ أحب الأعمال في ليلة الإسراء والمعراج، فقد أوضح الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى ومدير إدارة الفتاوى الهاتفية بدار الإفتاء المصرية في فيديو سابق له أن جميع أعمال الخير والطاعات مستحبة في ليلة الإسراء والمعراج، حيث قيام ليلها بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن الكريم، وكذلك إحياء نهارها ببر الوالدين وصلة الأرحام والتصدق في أبواب الخير المتعددة.
الإكثار من الصلاة على النبي
كما أوضح الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أحب الأعمال في ليلة الإسراء والمعراج خلال لقاء سابق له في إحدى القنوات الفضائية الدينية، مؤكدا أن الصلاة علي النبي صلي الله عليه وسلم، من الأشياء التي يجب على الانسان أن يعمل بها في ليلة الإسراء والمعراج، وكان السلف الصالح يملؤون أيامهم ومواسمهم الشريفة كهذه بالصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم.
تدبر آيات الإسراء والمعراج
وأضاف الشيخ أحمد وسام، أنه من المستحب أيضا تدبر آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن واقعة الإسراء والمعراج، مثل سورة الإسراء، وسورة النجم، حيث يتم قراءتها لتدبر الآيات وفهم معانيها ومقاصدها الشريفة، والبحث عن معجزة الإسراء والمعراج في الكتب الموثوقة والتفتيش عن الأحاديث النبوية الصحيحة الوارد فيها تلك المعجزة الربانية وكل ذلك يدخل في باب إحياء ليلة الإسراء والمعراج.
صلاة القيام
وعلى صعيد ذا صلة بـ أحب الأعمال في ليلة الإسراء والمعراج، قال الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، أن الصلاة هي معراج القلب إلى الله تعالى، وهي رحلة روحية يطوي الإنسان فيها فواصل البعد بينه وبين الله، ويدنو من خالقه ورازقه بالسجود، ولان الصلاة فرضت على المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج، لذلك يستحب الإكثار منها إحياء لتلك الليلة وخصوصا صلاة القيام في الثلث الأخير من الليل.
حكم صيام ليلة الإسراء والمعراج
أيام قليلة وتبدأ ليلة الإسراء والمعراج 2023 للعام الهجري 1444، ولذلك يبحث الكثيرون عن حكم صيام الإسراء والمعراج، وقد أجازت دار الإفتاء المصرية صيامها من باب التطوع دون الوجوب، وفقا لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ الله بَعَّدَ الله وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا».
وأكدت دار الإفتاء إنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم صيام ليلة الإسراء والمعراج، ولكنه كان يحرص على الصيام في رجب وشعبان، ولذلك يستحب إحياء مواسم العبادة بالطاعات والعبادات ومن أكثر العبادات التي يحبها الله هي الصيام، فضلا عن ضرورة الاستغفار وذكر الله وإطعام الطعام وإخراج الصدقات والسعي في قضاء حوائج الناس.
هل يجوز الاحتفال بـ ليلة الإسراء والمعراج؟
يرغب بعض المسلمين الاحتفال بـ ليلة الإسراء والمعراج حيث التجمع في المساجد وإقامة حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم، فضلا عن الاستماع لنخبة من المشايخ والعلماء الذين يلقون بعض المحاضرات الدينية لهذه المناسبة الطيبة، وفي ذلك قالت دار الإفتاء المصرية، إنه لا مانع شرعا من الاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة.
واستشهدت الدار بما ورد في الشرع الشريف بالأمر بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله عز وجل: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، وجاءت السنة الشريفة بذلك؛ ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الإثنين من كل أسبوع ويقول: «ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ».
وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ أَنْجَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
وعليه فالاحتفال بالمناسبات الدينية على الصورة المذكورة أمر مشروع لا كراهة فيه ولا ابتداع، بل هو من تعظيم شعائر الله تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج: 32].