حاصلة على الإعدادية.. أم عبدالرحمن وهبت حياتها لتحفيظ أطفال منطقتها القرآن مجانًا: كلهم زي أحفادي
داخل محل صغير لبيع الأدوات المكتبية بمنطقة الشؤون بمدينة قنا، تجلس على كرسي خشبي يلتف حولها الأطفال كلٌ منهم يمسك مصحفا في يده، في انتظار إشارة الحاجة أم عبدالرحمن، لبدأ رحلتها اليومية بتحفيظهم القرآن الكريم.
الحاجة أم عبدالرحمن، صاحبة الـ55 عاما، كرست حياتها لإتمام رسالتها وأداء واجبها تجاه أهالي منطقتها، إذ قضت ما يزيد عن 5 سنوات في تحفيظ الأطفال القرآن الكريم، رغم حصولها على الشهادة الإعدادية فقط.
القاهرة 24 التقى الحاجة أم عبدالرحمن، والتي قالت إن الله عزوجل أكرمها بتعلم القرآن الكريم وحفظه أثناء دراسة أبنائها في مراحل التعليم الأزهري، مشيرة إلى أنها عقب خروج زوجها على المعاش وافتتاح محل لبيع الأدوات المكتبية قررت الشروع في تحفيظ أطفال المنطقة القرآن الكريم مجانا.
تحفيظ الأطفال القرآن الكريم بالمجان
دشنت أم عبدالرحمن حملة تحفيظ القرآن وتعليم الأطفال أصول الدين الإسلامي منذ 5 أعوام، موضحة أن السبب في تدشينها لهذه الحملة عندما كانت تجلس داخل المحل الذي كانت تعمل فيه وتجد الأطفال يتبادلون الشتائم بالشارع، قائلة: كنت ببقى قاعدة في المحل وبسمع الأطفال بتشتم في الشارع وكنت بخرج أزعقلهم وأتعصب عليهم وأوقات كنت بكلمهم براحة، وبعدها قررت آخد خطوة تحفيظهم القرآن وتغيير سلوكهم.
تعليم الأطفال أصول الدين
وتابعت: أنا اللي كنت ببعت لهم عشان يحفظوا القرآن الكريم قبل ما أكلم أولياء الأمور والأطفال كانوا بيوافقوا وحبوا الفكرة، مشيرة إلى أن أول مجموعة بدأت في تحفيظها القرآن كان 10 أطفال حتى تعدى العدد الآن قرابة الـ 80 طفلا.
مبادرة أم عبدالرحمن لم تتوقف عند تحفيظ القرآن الكريم للأطفال فقط، بل تعلمهم أصول الدين، وبر الوالدين، والقيم والأخلاق، قائلة: أنا مبعلمهمش بالقراءة والكتابة، أنا بقول لهم كدا الآيات شفوي وتاني يوم بسمع لهم اللى خدوه إمبارح وبعلمهم الأخلاقيات والقيم الدينية.
وأكدت السيدة الخمسينية أنها تكون سعيدة عندما يأتي إليها أولياء أمور الأطفال لشكرها لتغيير سلوك أبنائهم للأفضل وحفظهم القرآن الكريم، مردفة: كتير ناس بتيجى تقولي شكرًا يا حاجة ولادنا سلوكهم بقا أحسن والتغيير واضح عليهم، وأنا أقول دول زي أحفادي.
وحول الوقت الذي أفردته لتحفيظ القرآن، قالت محفظة القرآن الكريم إنها تبدأ من الساعة 11 صباحا وحتى أذان العصر ثم تستريح بعض الوقت وتستكمل حتى العاشرة مساء، مشيرة إلى أنها تقسم المحفظين إلى مجموعات، بسبب الإقبال الكثير منهم: كل اللى يجي على عيني وراسى أحفظه المهم يكون بيعرف يردد ورايا.
أم عبدالرحمن تختتم حديثها بأنها تتمنى من الله عز وجل أن يجعله شفيعًا لها وأن يجعله خالصًا لوجهه، وأن يختم القرآن الكريم على يدها أكبر عدد من الأطفال.