ما بعد الزلزال؟!
تسبب الزلزال المدمر الأخير الذي وقع الإثنين في وفاة 11 ألف في سوريا وتركيا، وعشرات آلاف الجرحى، وهذا الزلزال حسب الخبراء هو حدوث خلل في صدع شرق الأناضول، وهو واحد من الفوالق التي الأرضية المنتشرة في تركيا ولعل نشأة الزلازل كنتيجة لأنشطة البراكين أو نتيجة لوجود انزلاقات في طبقات القشرة الأرضية، وهو أمر جيولوجي ليس للإنسان سيطرة عليه أو حكم، ولكن بمشاهدة مشاهد انهيار العمارات والمنشآت وتدمير البنية التحتية في ثواني قليلة، فضلا عن الضحايا، يذكرنا بضعف حيلة الإنسان أمام قوة الطبيعة سواء من زلازل، وبراكين، وتسونامي وغيرها ما يجعل العالم الآن يتعامل مع قضية تغير المناخ بمنتهي الحزم والجدية التي يعد الإنسان هو السبب المحوري لتلك القضية وهي تغير المناخ.
يبرز أحدث تقرير مناخي للأمم المتحدة، فإن التهديد الذي يهدد كوكبنا لن يزول، على العكس من ذلك إنها تزداد سوءًا، يجب علينا تخفيفها في كل مكان والتكيف عند الضرورة وبناء المرونة ضد الصدمات القادمة مع ضرورة خفض الانبعاثات التي قد تؤدي إلى ارتفاع منسوب المحيطات وضرب الجفاف في الكثير من المناطق وارتفاع لدرجات الحرارة وغيرها.
ما يجب القيام به من نهج شامل يشمل تسعير الكربون والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة مع تعويض ووضع فرص جديدة لأولئك المتأثرين سلبًا بالتحول الأخضر، يمكن لهذه الإجراءات أيضًا أن تعزز أمن الطاقة.
وتقدم صندوق النقد الدولي للمساعدة بموافقة المجلس التنفيذي على إنشاء صندوق جديد للمرونة والاستدامة من خلال توفير تمويل طويل الأجل ميسور التكلفة وتحفيز الاستثمار الخاص، سيساعد في مواجهة التحديات الحرجة على مستوى الاقتصاد الكلي مثل تغير المناخ والأوبئة المستقبلية.
ويتأكد ذلك من خلال جدية مصر وفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه قضية تغير المناخ من خلال استضافة مصر لمؤتمر تغير المناخ كوب ٢٧ والحرص على الخروج بمؤتمر ناجح بنتائج إيجابية تعكس حرص الدولة المصرية على الحفاظ على درجة حرارة الكوكب عند مستوى ١،٥ درجة مئوية وحتى لا نصل لمرحلة لن ينفع وقتها الندم والحسرة.
السؤال إلى من يعرفون أنفسهم من دعاة الفتنة والخراب على المنصات الإخوانية الذين سخروا من اهتمام مصر باستضافة مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، هل رأيتم الخراب والدمار الناتج عن الكوارث الطبيعية جراء الزلزال؟ وإن كان لا دخل للإنسان بالزلازل ولكن الخراب المتوقع لتداعيات تغيير المناخ بسبب الإنسان قد تكون أشد دمارًا إن لم يتم التعامل معه بكل جدية مثلما حدث مؤخرا بقيادة مصر لمؤتمر كوب ٢٧ وإنشاء صندوق الخسارة لمعالجة التأثيرات على المجتمعات التي تعرضت حياتها وسبل عيشها للتدمير بسبب أسوأ آثار تغير المناخ والمتضررة ما يعد انتصارا للإرادة المصرية.
وختاما رحم الله ضحايا زلزال تركيا وسوريا، ومصر كعادتنا وقت الكوارث والأزمات، كانت من أول الدول عرضا للمساعدة وتقديم واجب العزاء.
حفظ الله مصر من كل شر وسوء