الناقد يوسف نوفل يعلق على تصريحات أحمد مراد حول القصة والرواية: كلامه خطأ في خطأ
أثار الكاتب أحمد مراد الجدل في الوسط الثقافي والأدبي بتصريحاته الإعلامية حول الفرق بين القصة والرواية، حيث قال إن الرواية من مروية يعنى شىء قابل للكذب، بينما القصة من قص الأثر أى لابد أن تكون حقيقية.
القاهرة 24 تواصل مع الناقد الكبير الدكتور يوسف نوفل، الرئيس الفخري السابق لاتحاد كتاب مصر والحاصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، والذي رفض كلام أحمد مراد تماما، واصفا إيها بأنها خطأ في خطأ وكذب في كذب.
الناقد الكبير يوسف نوفل يعلق على تصريحات أحمد مراد حول القصة والرواية: كلامك خطأ في خطأ
وقال الدكتور يوسف نوفل، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24، إن كلام أحمد مراد خطأ في خطأ وعارٍ من الصواب وليس فنيا ولا موضوعيا ولا يخضع لأي معيار في معايير نقد السرد، لأن لا يوجد في الأدب أو الفن عموما صدق وكذب، لأن التخيل الذي يصنعة المبدع من مدن وقصور وسماوات، تتمثل في التصوير وأحداث وخلق شخصيات ومواقف وغيرها ليصل إلى مغزى جمالي يرتقي به الفن، هذا كله ليس كذبًا، ولكنه خلق لواقع جديد يعالج واقع الإنسان المعاصر.
وتابع يوسف نوفل: جميع الفنون المقروءة وغير المقروء والقولية والمشاهَدَة والفنون تشيكيلة ورسم ونحت من شعر ونثر، جمالها في التخييل الذي سماه أرسطو المحاكاة، ليس معنى هذا أنه كذب لكن القصاص أو الشاعر بصفته مفكرا وعنده رؤية للعالم يخلق عالمًا جديدًا ليعالج به العالم المعاصر.
واستطرد الدكتور يوسف نوفل: السرد أشكال وقوارب أدناها وأصغرها القصة القصير جدا، وبعض نماذجها الآن في بضع أسطر أو جمل ثم القصة القصيرة، ثم القصة، ثم الرواية المطولة، ثم الثلاثيات والرباعيات هذا بوجه عام من حيث الشكل.
وأوضح الدكتور يوسف نوفل: ليس هدف السرد بشكل عام أن يقدم لنا أكذوبة، لأن ذلك المبدع يقدم الجمال الفني ليسمو بسلوك الإنسان وبالنوع الفني، فهو لا يكذب لكنه يلتقط خيطا واقعيا، ويريد أن يبلوره فيخلق عالما جديدا ويستحدث شخصيات جديدة ويخترع مواقف أخرى من أجل تنمية الموضوع الذي يعالجه، فهذه المسألة ليست كذبا بل هي خيال، خيال ينبع من الواقع ليضيء ثم يعود الواقع، فالكاتب يستوحي ما يكتب من المجتمع ليعود به إلى المجتمع مرة أخرى ويكشف قضاياه.
واستطرد الدكتور يوسف نوفل: لا أقول هذا صدق أو هذا كذب.. المسألة لها معيار فني آخر متصل بالتكنيك وتكنيك السرد في القصة القصيرة بجميع أنواعها يخضع لمعايية فنية فالقصة القصيرة موقف ومقطع مركزة لدرجة أن أحد الكتاب الغربيين عرف القصة القصيرة فقال: لو أن امراة استندت بيديها إلى مائدة ونظرت إليَّ نظرات ذات مغزى، لكانت قصة قصيرة، لقطة مركزة مكثفة لا علاقة لها بالصدق أو الكذب، الرواية والقصة والقصيدة والمسرحية والرسم مبنية على واقع حدث.
وحول قول أحمد مراد إن الرواية كل أعمال الآداب نابعة من موقف ما في حياة الإنسان فهي نابعة من الصدق وليس الكذب جميع الأعمال الفنية واستشهد يوسف بأن نجيب محفوظ عادته في تأليف أعماله مبنية أنه يجلس على ريش أو شاة الحرافيش يسجل ما يسمعهم من أصدقائه يسجله ثم ينسج على العظام لحم وشخصيات فتخرج أعماله بعد ذلك مثل الثلاثية والكرنك، وغيرها، كما فعل كل هذا استقاه من الصدق وليس من الكذب مختتما أن ما قاله أحمد مراد عار من الفنية.