صاحب المآذن العالية.. ذكرى رحيل سعد الدين الشاذلي مُدبر عبور حرب أكتوبر
يحل اليوم الجمعة 10 فبراير، ذكرى رحيل الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي رحل عن عالمنا في عام 2011، بعد رحلة عطاء عسكرية؛ أبرزها تولي رئاسة أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر، ووضع خطة المآذن العالية.
وولد الفريق سعد الدين الشاذلي، في أبريل من عام 1922، وتدرج في المناصب العسكرية حتى وصل إلى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973، حيث وصف بأنه مدبر خطة حرب أكتوبر التي حملت اسم المآذن العالية.
ويعتبر الشاذلي أحد أبطال مصر العظماء وبالأخص حرب أكتوبر، حيث خاض العديد من الحروب، ووصِفَ بالشخصية العسكرية الصارمة، والرأس المدبر للهجوم المصري الناجح على خط الدفاع الإسرائيلي.
المآذن العالية
ويعد الهدف الأساسي لخطة المآذن العالية هو عبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف واقتحامه، ثم اتخاذ أوضاع دفاعية على مسافة تتراوح بين 10 – 12 كم شرق القناة وهي المسافة المؤمنة بواسطة مظلة الصواريخ المضادة للطائرات، وتتألف القوة المهاجمة من خمس فرق مشاة بإجمالي قوات يصل لـ 120 ألف جندي.
ويوضح الفريق الشاذلي في مذكراته، جوهر خطة المآذن العالية، قائلا: بسبب ضعف قواتنا الجوية وضعف إمكاناتنا في الدفاع الجوي ذاتي الحركة يمنعنا من أن نقوم بعملية هجومية كبيرة، ولكن في استطاعتنا أن نقوم بعملية محدودة، بحيث نعبر القناة وندمر خط بارليف ونحتل من 10 إلى 12 كيلومترا شرق القناة، ونتحول بعد ذلك لأخذ مواقع دفاعية.
وتعتمد فلسفة الخطة على عدم قدرة إسرائيل على تحمل الخسائر البشرية نظرًا لقلة عدد أفرادها، بالإضافة إلى إطالة مدة الحرب، لاسيما أنه في كل الحروب السابقة، كانت تعتمد إسرائيل على الحروب الخاطفة التي تنتهي خلال أربعة أسابيع أو ستة أسابيع على الأكثر؛ لأنها خلال هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة عالية جدًّا، لذلك فإن الحالة الاقتصادية تتوقف تمامًا في إسرائيل والتعليم يتوقف والزراعة تتوقف والصناعة كذلك؛ لأن معظم الذين يعملون في هذه المؤسسات في النهاية ضباط وعساكر في القوات المسلحة؛ ولذلك كانت خطة الشاذلي تقوم على استغلال هاتين النقطتين.