فقدت أولادها الثلاثة.. ناجية سورية تروي كواليس الزلزال: ابنتي توفيت في حضني تحت الأنقاض| خاص
استيقظ العالم صباح الإثنين الموافق 6 فبراير على خبر فزع قلوبنا جميعا، حيث تعرضت سوريا وتركيا لهزة أرضية بلغت قوتها 7.8 ريختر، والتي تسببت بدمار المنازل والمباني، وأسفر عنه آلاف الضحايا، ووسط تلك الفاجعة يوجد آلاف الناجين الذي يحمل كل منهم قصصا عاشوها تحت الأنقاض.
ريم إحدى الناجين من الزلزال في سوريا، فقدت أولادها الثلاثة ربى وصلاح الدين وآية بسبب الزلزال، وتوفيت ابنتها الكبرى ربى بين ذراعيها تحت الأنقاض، عاشت ريم لحظات مرعبة في الظلام وبرودة الجو بعد الزلازل الذي أسفر عنه سقوط البيت الذي كانوا يسكنون فيه في الطابق الثاني في قرية ترمانين في إدلب إحدى محافظات سوريا.
ناجية سورية من زلزال تركيا وسوريا
روت الناجية السورية ريم سعيد لـ القاهرة 24 قائلة: القصة صارت لما كنا في البيت كنت أنا وزوجي وأولادي الثلاثة، صارت هزة قوية قمنا أنا وزوجي وأقول له: الأولاد خلينا نطلع، وبدأت الأغراض اللي بالغرفة تقع علينا، اللبس اللي في الخزانة، وحدث هذا بثواني، وفجأة انفجر البناء والحجر كله فوقنا، وفي هذه الأثناء قربت مني بينتي الكبيرة ربى صاحت يا ماما، وربتت على كتفي.
وتابعت: بعدها انقطعت الكهربا وصرنا تحت الأنقاض، وكان ليل ومطر ورعب، واتشاهدنا، وبعدها حصل زلزال آخر وصرنا نتشاهد، ونصيح يارب يارب، بس الأولاد يارب احفظ أولادنا، ونصيح للجيران وللعالم، كنا نحيب أن بنايتنا فقط هي اللي سقطت.
وأضافت ريم الناجية من زلزال سوريا: صرنا نصيح لحد يطلعنا، كنت حاسة إني أختنق، وما أقدر أتنفس، وكان الهوا كله غبرة ودخان والجو برد شديد، حاولنا نصرخ، حاولنا نستنجد بأحد.
وفاة ابنتها في حضنها
وتابعت ريم الناجية من زلزال سوريا وتركيا: جسيت على نبض بنتي وكان في نبض بسيط، وبعدها ماحسيت إلا وهي عم تشهق وتموت بحضني، وما قدرت أسوي لها شئ، وبعدها جم أهل الخير والعالم وبدأت تتطمن علينا، والناس اتجمعت وحاولوا إنقاذنا.
وأشارت ريم إلى أن البناء هبط بشكل مخيف، وكان العالم كله عم يتجمع وما كانوا عارفين العايش من الميت، وما في كهربا ولا نت، وكان الوضع مخيف لدرجة ما بقدر أحكي إياها.
واسترسلت: الحمد لله العالم طلعونا وكان معهم أخي بعد ما سمعوا صوت زوجي، وأنا كنت من الرعب ما عاد يطلع صوتي، مسكت حجر وصرت دق على الخشب، وأقول: يا عالم طلعونا.. يا عالم طلعونا، وظلينا تحت الأنقاض حوالى ساعتين، وطلعوا بنتي اللي في حضني متوفية، وبعدها أنا وزوجي ثم الأولاد.
وأوضحت ريم الناجية من الزلزال: أسعفونا إلى المستشفى، وكان المستشفى غير قادر على استيعاب العدد الهائل من المصابين، وكان هناك كمية ألم وموت وعذاب، كان يوم مثل يوم القيامة.
وأشارت إلى أنها أصيبت بجروح خفيفة، وقالت: انفجعنا بموت أولادنا، إحنا حرفيًا طلعنا من الموت على الموت وألم وفقد روحنا اللي هنا، أولادنا أغلى شيء عندنا وفقدنا المال وكل شئ، بس لا يساوي ذرة قدام ما صار مع أطفالي.