صراخ وركام.. سوري يروي تفاصيل نجاة أسرته من الزلزال في اللحظات الأخيرة: اللي صار لا يتحمله العقل
بلحظة واحدة، وفي غمضة عين، باتت حياتهم تحت الركام، نتيجة الزلزال الذي وقع في سوريا، وسجل صداه بالعديد من الدول، أبرزها تركيا، فلم يعلم السوريون أنه في أقل من دقيقة ونصف سينتقلون من حالهم مع أسرتهم خلال نومهم، إلى ضحايا وعالقين تحت الأنقاض، يصرخون بكل قوتهم المتبقية لإنقاذهم.
تفاصيل نجاة أسرة من الزلزال المدمر
يروي محمد قناوي تفاصيل نجاته مع أسرته، لـ القاهرة 24، قائلًا: ما بقدر أوصف اللي صار.. اللي صار أكبر من أن يتحمله العقل.
كانت الساعة في حدود 4 صباحًا، حين وقعت الهزة الأرضية، استيقظ محمد الساكن بمنطقة بجنديرس على شعور باهتزاز المنزل، وسرعان ما سمع صراخ زوجته وأطفاله، وفي أقل من دقيقة باتت الهزة زلزالا مدمرًا، وأصبح المبنى ينهار، وسرعان ما تمكن من الخروج مع بعض أسرته خارج المنزل.
كل شىء انهار في غمضة عين
في غمضة عين بدأت المباني تسقط واحدًا تلو الآخر، حتى أصبح كل شيء في حالة انهيار تام، والجميع أصبح تحت الركام، فبات الصراخ والعويل بكل الاتجاهات، هكذا يسرد محمد تفاصيل وقوع الزلزال.
يضيف محمد: استطعت الخروج من المبنى، وأبي يحمل طفليّ الاثنين، حاولت العودة لاستخراج الجيران، وزوجتي وابني الثالث، إلا أن السلالم قد انهارت، وأصبح مدخل المنزل ركاما.
محاولات محمد لاستخراج زوجته
ويشير محمد إلى أن المبنى كان يتضمن نحو 20 عائلة، بالإضافة إلى عقارين ملاصقين لعقارهم، مما أدى إلى زيادة الخسائر.
ويستكمل محمد: اتجهتُ إلى المبنى المجاور، حتى أتمكن من الصعود للطابق الأول بين الحيطان المهدومة، في هذا التوقيت رأيتُ الكل في حالة ذعر ورعب شديد، لم يتمكن العقل من الاستيعاب، ولم يستطع أحد التحرك من مكانه.
الأم والابن عالقان تحت الركام
حاول محمد إنقاذ زوجته ونجله، واللذين وجدهما عالقين، تحت ركام السلالم المهدودة، وتعرضا لإصابات بالغة.
تمكن محمد من استخراج نجله، وأوصله إلى خارج المبنى المنهار، وحينها وقعت هزة أرضية ثانية، إلا أنه عاد ليتمكن من إخراج زوجته، بمساعدة شقيقه وصديقه.
توجه محمد بنجله سريعًا إلى أقرب مستشفى، وكانت إصابته خفيفة، مقارنة بزوجته التي تعرضت، لكسور بالأضلاع، وجروح كبيرة بالرأس، مشددًا: كانت عملية نقل زوجتي إلى خارج المبنى متعبة جدًا، لأنها مكنتش عارفة تتحرك خالص.
يقول قناوي: المشاهد كانت مؤلمة، أعداد هائلة من المصابين، جثث في كل شبر، أعداد المصابين أكبر من استيعاب أي طاقم طبي.