شركة سعودية توقع عقدا بـ 500 مليون جنيه لتطوير فندق شبرد التاريخي بالقاهرة مقابل 69% من الأرباح
حصلت شركة سعودية على عقد تطوير فندق شبرد التاريخي بقيمة 500 مليون جنيه إذ وقعت الشركة المتخصصة عقدا مع شركة مصرية للمقاولات بقيمة 500 مليون جنيه، لتطوير فندق شبرد التاريخي وسط القاهرة حسب بيان للشركة القابضة للسياحة والفنادق اليوم الأحد.
جاء ذلك بحضور رئيس مجلس الإدارة غير التنفيذي للشركة القابضة للسياحة والفنادق، والعضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة للسياحة والفنادق التابعة لـ وزارة قطاع الأعمال العام، ورئيس الشركة المصرية العامة للسياحة والفنادق "إيجوث"، والرئيس التنفيذي للشركة السعودية، ورئيس مجلس إدارة شركة المقاولات المصرية المعنية بالتطوير.
وتبلغ إجمالي التكلفة الاستثمارية لتطوير الفندق 1.4 مليار جنيه، وتمول الشركة السعودية عملية التطوير الشامل للفندق بما يشمل التأثيث والفرش والتجهيز للتشغيل بمستوى خدمة فندقية فئة الخمس نجوم، وتبلغ سعة الفندق 316 غرفة وجناحًا.
وتعمل مصر على إعادة تطوير فندق شبرد منذ 2008، لكن مع صعوبة تنفيذ عمليات التطوير، وسوء حالة الجدران، قررت الشركة القابضة للسياحة والفنادق إغلاقه نهائيًا خلال عام 2013، إلى أن طرحت مناقصة وفازت بها الشركة السعودية في 2020.
وتبلغ مدة التعاقد 35 عاما يحصل خلالها المستثمر على نسبة 69% من صافي ربح التشغيل لمدة 10 سنوات ثم يحصل على نسبة 60% حتى نهاية التعاقد.
ويعتبر فندق شبرد من أعرق الفنادق التاريخية في مصر، وكان مقره حي الأزبكية واحترق في يناير عام 1951 ضمن حريق القاهرة.
وتشمل الفنادق التي ستطرح في البورصة خلال الفترة المقبلة كل من "ماريوت" القاهرة، و"كتاراكت" أسوان، و"مينا هاوس" الهرم، و"وينتر بالاس" الأقصر، و"سيسل" الإسكندرية، و"موفنبيك" أسوان، و"ألفنتين" أسوان.
وكان القاهرة 24 انفرد بنشر مخطط وزارة قطاع الأعمال العام لطرح الفرص الاستثمارية لعدد من الفنادق التي ستطرحها الوزارة خلال الفترة المقبلة أمام القطاع الخاص وتتعلق بالقطاع السياحي والفندقي وتتمثل في فندق سيقام على أرض سافوي بمدينة الأقصر ومجمع الكونتيننتال بميدان الأوبرا بوسط القاهرة ومشروع فندق الأقصر.
تاريخ فندق شبرد
يعد فندق شبرد من الفنادق التاريخية على النيل، كانت بداية فندق شبرد في عام 1841 من خلال مبنى متواضع بحي الأزبكية، وقد أطلق على المبنى اسم الفندق البريطاني، ثم تنازل مالك الفندق Hill عنه إلى صامويل شبرد والذى بعده أصبح فندق شبرد، واحترق الفندق في يناير 1952 ضمن حريق القاهرة وقررت الحكومة المصرية إعادة بناء الفندق مع نقل موضعه إلى منطقة جاردن سيتي أمام نيل القاهرة، وأعيد افتتاحه في عام 1957 بنفس الاسم وتبلغ إجمالى مساحة أرض الفندق 3198.45 متر مربع يضم 254 غرفة وجناحا فندقيا، وكانت تديره (شركة روكوفورتى) منذ 29 سبتمبر 2009 حتى فبراير 2014 تم إغلاقه لوجود تشققات في جدرانه.
قيمة الفندق التاريخية
الفندق كان قبلة القادة الأوروبيين الزائرين لمصر ولعل من أشهر العبارات التي قيلت عنه ما قاله سفير بلجيكا في برلين البارون دنوتونيا الذى زار مصر في نهاية القرن التاسع عشر، قال "أتشكك كثيرًا إذا ما كان يوجد في إحدى العواصم الأوروبية فندق تتوافر به وسائل الراحة والتسلية، كتلك التي وجدتها في فندق شبرد" المطل على نيل القاهرة وتعود ملكية الفندق لصموئيل شبرد الإنجليزي صاحب شركة شبرد ذات السمعة الواسعة في عالم الفندقة والتي كان مقرها لندن.
وتعود قصة بناء المبنى الأول للفندق، عند حضور صموئيل شبرد للقاهرة للبحث عن قطعة أرض يقيم عليها فندقه الجديد في عام 1941، فوقع اختياره على موقع الفندق القديم المطل على بحيرة الأزبكية بالقاهرة، وكان به قصر قديم ومهدم استخدمته الحملة الفرنسية خلال وجودها في مصر في الفترة من 1798 -1801 حيث جعل منه الجنرال كليبر الذى حل مكان نابليون في قيادة القوات الفرنسية عقب عودة الأخير إلى فرنسا، مركزا للقيادة العامة، واستمر كذلك حتى قام سليمان الحلبى بقتل كليبر داخل حديقة القصر، وتم افتتاح الفندق في نهاية عام 1841 وعرف وقتها باسم "الفندق الإنجليزي الجديد" واستمر حاملا هذا الاسم حتى عام 1845 حين أطلق عليه فندق شبرد وقد شهدت مرحلة إنشاء الفندق حالة من الرواج السياحي والتجاري لمصر، وهو ما شجع الكثير من الوفود الأوروبية على المجيء لمصر والإقامة فيه.
وفى عام 1869 أقامت فيه العديد من الشخصيات العالمية التي جاءت لمصر لحضور حفل افتتاح قناة السويس وعدد من ملوك وحكام وأمراء أوروبا منهم بدعوة من الخديو إسماعيل على رأسهم الملكة أوجينى زوجة نابليون الثالث، وكانت أول من حضر لرؤية الحفل من الملوك والملكات بهدف مشاهدة معالم مصر وجمالها و"فرانسوا جوزيف" ولى عهد بروسيا، والسير "هنرى أليوت" سفير بريطانيا في الاستانة، والأمير عبد القادر الجزائري وعدد آخر من الأمراء والنبلاء والسياسيين والصحفيين العالميين.
كما أقام فيه الملك فيصل ملك العراق الراحل، وأغاخان، ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق السير وينستون شرشل، والرئيس الأميركى الأسبق تيودور روزفلت، كما كان الملك فؤاد الأول ومن بعده ابنه الملك فاروق والزعيمان الوفديان سعد زغلول، وخليفته مصطفى النحاس من بين زوار الفندق والراغبين في الاستمتاع بالجلوس فيه.
وأُتخذ الفندق كأحد مراكز قيادة الحلفاء في الحربين العالميتين الأولى 1914-1918، والثانية 1939-1945. كما استضافت غرفه الوفود العربية التي حضرت إلى مصر لإعلان إنشاء جامعة الدول العربية عام 1946.