الأوقاف والخطة الدعوية بالمساجد.. تحية واجبة وجهد مشكور
في السادس من مايو العام الماضى 2022، وبعد عيد الفطر المبارك، أعلن الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خبرًا أثلج قلوب المصريين وأدخل البهجة عليهم، عندما أعلن عودة فتح المساجد بشكل كامل أمام المصلين، بعد عامين تقريبًا من الإغلاق ثم الفتح الجزئي بسبب جائحة كورونا.
قرار الوزير جاء بعد حملة ضده من أبواق الشر الذين ليس لهم عمل سوى الانتقاد لأي قرار، فهم الذين انتقدوا قرار الحكومة بغلق المساجد خوفًا على المصلين، وهم الذين انتقدوا قرار منع الاعتكاف الذي جاء خوفًا على المواطنين أيضا، لكنهم فجأة لم نسمع لهم صوتًا عندما نرى مساجدنا الآن أصبحت ملاذًا آمنًا للمواطنين صغارًا وكبارًا من مجالس إقراء ومجالس علمية ومنهجية وبرامج مختلفة للأطفال.
مساجد مصر الآن عادت لدورها المنشود، بل أضيف لها أنشطة نسمع عنها لأول مرة، ومنها البرنامج الصيفي للطفل مثلا، الذي اجتذب الأطفال وأسرهم خلال الإجازة الصيفية، وساهم هذا البرنامج في الاهتمام بالنشء الصغير حتى لا يكون فريسة للجماعات المتطرفة التي تعمل في الخفاء، بل إن الوزارة قررت فتحه مرة أخرى خلال إجازة نصف العمام لتدلل بهذا الأمر على أن الطفل أمانة يجب الاعتناء به في هذه السن الصغيرة.
الأنشطة التي تشهدها المساجد أكبر رد على أن مصر ستظل سباقة ورائدة في العمل الدعوي، لأنها من وجهة نظري وجبة دعوية مكتملة الأركان، فإلى جانب اهتمام الدولة والوزارة بإنشاء وافتتاح مساجد جديدة، تقدم الوزارة منهجا دعويا لتحاصر به أصحاب الأفكار المتشددة وتقديم الفكر الوسطي للعامة والبسطاء الذين وجدوا ضالتهم في مثل هذه الأنشطة.
لا أخفيكم سرا أنني مداوم على حضور الأنشطة المختلفة لوزارة الأوقاف بالمساجد، أحرص على الذهاب إلى الحسين للاستمتاع بجمال شيوخ الإذاعة في الختمات المجودة التي تعقد، وأحرص على الذهاب إلى السيدة نفيسة للاستمتاع بالمبتهلين الإذاعيين في الأمسيات الابتهالية التي تعقد بشكل دوري، إلى جانب حضور مجالس الفقه والحديث والدروس المنهجية بحضور كبار العلماء.
أنشطة الوزارة لم تقف على المسجد فقط، بل امتدت لخارجه حتى يكون هناك تضييق على أصحاب الفكر المتطرف، وذلك من خلال مبادرات ومسابقات، فالوزارة أطلقت مبادرة "اكتشاف" لتبنى أصحاب المواهب والأصوات الحسنة وهو ما يعد أمرا على خطى الجمهورية الجديدة التي تهتم بأصحاب المواهب وتتبناهم وتفتح ذراعها لهم ليقدموا أفضل ما لديهم.
أيضا أطلقت الوزارة بالتعاون مع إذاعة القرآن الكريم، عدة مسابقات في السيرة النبوية والتفسير وغيرها للأئمة ولكافة المواطنين أيضا بجوائز مادية، إلى جانب مسابقة القرآن الكريم العالمية التي انبهرنا فيها بأشياء لم نكن نسمع عنها من قبل، مثل استحداث فرع الأسرة القرآنية لأول مرة، لنجد 3 أشقاء يتوجون بالجوائز، ما يعني أن مصر ستظل دائما بلد القرآن وحفظه.
لم تقتصر الوزارة على هذه الأمور فحسب، بل استعدت مبكرا لشهر رمضان الفضيل الذي يعد شهرا استثنائيا لشتى المسلمين في بقاع الأرض، حتى تقطع الطريق على هؤلاء الذين يعشقون الاصطياد في الماء العكر، من خلال الإعلان عن بعض ملامح الخطة الدعوية في الشهر الفضيل، إذ أنه سيكون بمقدروك أن تذهب إلى الحسين لتستمتع بالصلاة وراء أعلام القراءة المعتمدين، أو الذهاب إلى أي مسجد لتجد ما تريده من دروس علمية ودعوية وغير ذلك.
إذا كان لي اقتراح أقدمه في هذا الصدد، فهو أن يكون هناك تعاون وتنسيق مع مؤسسات الدولة الإعلامية لبث مقرأة القرآن لأعلام القراء مباشرة على الهواء حتى يستمتع العالم بجمال القراء المصريين وهم يتلون كتاب الله، وحسنا فعل الوزير عندما وجه بإقامة مقارئ لكبار القراء والمبتهلين في مقر انعقاد مسابقة القرآن الكريم العالمية ليرى العالم أن مصر دائما متميزة في تلاوة كتاب الله.
الحقيقة أن ما يقام في المساجد من أنشطة دعوية الآن يستحق الفخر والشكر معا، الفخر لما نشاهده من نماذج متميزة ودعاة متميزين علميا ودعويا، والشكر لوزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة على هذ الخطة الدعوية التى انتشرت في ربوع مصر وشعر بها القاصي والداني.