فضل ليلة الإسراء والمعراج بالتفصيل وحكم الاحتفال بها
ما هو فضل ليلة الإسراء والمعراج؟.. تعد ليلة الإسراء والمعراج والتي توافق ليلة الـ 27 من شهر رجب، هي من أفضل الليالي وأعظمها حيث وقعت فيها أقوى المعجزات النبوية، ووقع في ليلة الإسراء والمعراج أحداث كبيرة وعظيمة حيث صعد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا، والتقى في كل سماء بنبي من أنبياء الله عز وجل إلى أن صعد إلى سدرة المنتهى، وكانت ليلة الإسراء والمعراج دعما نفسيا ومعنويا كبيرا لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها ووفاة عمه أبو طالب، فضل ليلة الإسراء والمعراج كبير نعرضه بالتفصيل في السطور التالية.
فضل ليلة الإسراء والمعراج بالتفصيل
وفي فضل ليلة الإسراء والمعراج أنها كانت دعما للنبي واطلاعه على الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ونقطة كبيرة من نقاط التحول في الدعوة إلى الله عز وجل، فكانت معجزة ربانية أيد الله بها نبيه، وكانت دعما نفسيا ومعنويا كبير لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها ووفاة عمه أبو طالب، ويعد فضل ليلة الإسراء والمعراج أنها حادث يصعب على العقل البشري تصديقه لا يؤمن به إلا إذا كان الإنسان لديه إيمان عميق بالله عز وجل خاصة وأن العديد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنوا بسبب هذه الواقعة، قال -تعالى-: (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى* وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى*عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى).
وكان من فضائل ليلة الإسراء والمعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى من آيات ربه الكبرى وصلى بالأنبياء ورأى سيدنا جبريل في صورته الحقيقية التي خلقه الله عليها حتى وصل إلى سدرة المنتهى، وفي ليلة الإسراء والمعراج فرضت الصلاة وكانت خمسين ألف صلاة ثم خففت لخمس صلوات بأجر خمسين صلاة.
ويعد أيضا فضل ليلة الإسراء والمعراج أنها بين مكانة سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم - التي لم يصل لها أحد من أهل السماوات والأرض كما أن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إماما للأنبياء دليل على أنه خاتم الرسالة والمرسلين، وكانت جزاء لصبر رسول الله على ايذاء قريش وفراق أحبيته زوجته وعمه، فصعد سيدنا النبي برفقة سيدنا جبريل الموكل بهذه المهمة إلى السماوات العُلا حتى وصل إلى سدرة المنتهى وكلّمه الله -تعالى-، قال -تعالى-: (ثمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ)
حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
تحتفل الدولة المصرية بليلة الإسراء والمعراج في مسجد الحسين بحضور القيادات الدينية، وأكدت دار الإفتاء المصرية استحباب الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج وصيام هذا اليوم، ونصحت دار الإفتاء بقراءة القآن الكريم وقيام الليل والإكثار من الاستغفار والبعد عن المعاصي وكثرة الصلاة على النبي وذكر الله عز وجل.
ورأي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم سيدنا جبريل عليه السلام في رحلة الإسراء والمعراج على صورته الكاملة التي خلقه الله تعالى عليها وله (600) جناح قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الإسراء: 1]، وقال تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ۞ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ۞ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ۞ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ۞ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ۞ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ۞ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ۞ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ۞ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ۞ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ۞ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ۞ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ۞ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ۞ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ۞ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ۞ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ۞ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾ [النجم: 1-18].
ودليل الثبوت من القرآن في قوله تعالى: ﴿وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ۞ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ۞ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ۞ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ۞ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ۞ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ۞ وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى ۞ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى ۞ فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى ۞ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ۞ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ۞ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ۞ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ۞ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ۞ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ۞ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ۞ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ۞ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾[النجم: 1-18].
أحاديث ليلة الإسراء والمعراج
أحاديث نبوية شريفة وردت عن ليلة الإسراء والمعراج، منها ما ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لَمَّا كَذَّبَتْنِى قُرَيْشٌ قُمْتُ في الْحِجْرِ فَجَلاَ اللهُ لي بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ»، هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي.
وعن الشيخين البخاري ومسلم -وزيادة بـ"مسند" البزار- أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ، فَرَكِبْتُهُ، فَسَارَ بِي حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ خَرَجْتُ، فَجَاءَني جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ. فَقَالَ جِبْرِيلُ صلى الله عليه وسلم: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ، ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. قيل: مرحبًا به وأهلًا، حيَّاه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء، فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ عليه السلام..» إلى آخر الحديث، فقد ذكرت فيه القصة الشريفة مختصرة، وقد تكررت فيه كلمات الاستفتاح والترحيب في كل سماء.
ومن معجزاته أيضًا صل الله عليه وآله وسلم انشقاق القمر؛ قال الله تعالى في سورة القمر: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ القَمَرُ ۞ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ﴾ [القمر: 1-2].
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنًى إذ انفلق القمر فلقتين، فكانت فلقة وراء الجبل، وفلقة دونه، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اشْهَدُوا» رواه الشيخان.