خلال فعاليات معرض القاهرة للابتكار.. وزير التعليم العالي يفتتح مؤتمر اليوم القومي للقمح
افتتح الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، صباح اليوم الإثنين، فعاليات مؤتمر اليوم القومي للقمح، والذي تنظمه أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالتعاون مع المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI)، وكل الوزارات والجهات المعنية بمحصول القمح.
ويُعقد المؤتمر بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وبحضور الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والدكتور كيبروم أباي رئيس البرنامج القطري بالمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، والدكتور علي أبوسبع المدير الإقليمي للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، والدكتورة ليزلي ريد مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر.
فعاليات معرض القاهرة الدولي السابع للابتكار 2023
ويأتى ذلك على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي السابع للابتكار 2023، والذي يقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومشاركة دولة البرتغال كضيف شرف المعرض هذا العام، والشريك الاستراتيجي هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار(STDF)، والمعهد المتحد للعلوم النووية بروسيا الاتحادية، على مدار يومي 13، 14 فبراير الجاري بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وفي كلمته، أكد الدكتور أيمن عاشور أهمية المؤتمر الأول لليوم القومي للقمح (يوم علوم القمح)، والذي يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي باتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين احتياجات مصر من القمح، موضحا أن الهدف من المؤتمر هو تعزيز التواصل بين العلماء والباحثين والمتخصصين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والمناخ؛ للعمل معًا لتوفير القمح، وبما يسهم في مواكبة مصر لرؤية 2050 التي تضع استراتيجية قادرة على مواجهة التحديات التي تهدد الأمن الغذائي لمصر، وخاصة حرب أوكرانيا الأخيرة.
وأشاد الوزير بجهود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ممثلة في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في متابعة واستغلال كل الفرص الممكنة لتعزيز إنتاج القمح في مصر، مثمنًا جهود الأكاديمية في تنظيم هذا المؤتمر ومشاركة جميع الجهات المعنية وأصحاب المصلحة معًا؛ لمناقشة النظام البيئي للقمح من خلال الجلسات العامة للمؤتمر على مدار يومي 13، 14 فبراير الجاري حول إنتاج القمح وديناميكيات التجارة وأنماط الاستهلاك، وغيرها من القضايا المرتبطة بالقمح.
وأكد على دور المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI) والمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR) في تقديم الدعم العلمي والتكنولوجي العالمي، بالتعاون مع مؤسساتنا التعليمية والبحثية وجامعاتنا؛ بهدف إطلاق البرامج والمبادرات التي من شأنها التوعية بوضع بيانات ذكية ومشاريع ميدانية؛ لتعزيز قيمة القمح، مشيدًا بدور أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا (ASRT) في التعريف بمشروعاتنا التجريبية من خلال الشراكات الدولية والممارسات العالمية؛ بهدف تقديم رؤية عاجلة لتأمين احتياجات مصر من القمح.
وفي ختام كلمته، أكد أيمن عاشور أهمية العمل على إيجاد بدائل أخرى للقمح لمواجهة الطلب المستدام على القمح دون إحداث فرق كبير في نوعية الأطعمة بمصر، معربًا عن تطلعه لتنفيذ المشروعات التجريبية بما يحقق أهداف التنمية في مصر.
ومن جهته، أشار الدكتور محمود صقر إلى قيام أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بالتنسيق والتعاون مع كل الجهات المحلية والدولية لتنظيم فعاليات اليوم القومي للقمح، وعلى رأسها المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية لما له من دور فعال في مجال البحث العلمي وخاصة في مجال الزراعة والغذاء، موضحًا أن الهدف من المؤتمر هو مناقشة مستقبل زراعة القمح في مصر، وآليات تخفيض معدل الاستيراد، ووضع الحلول العلمية للمشكلات التى تواجه إنتاج القمح وتخزينه سواء على المدى القصير أو طويل الأجل، ومضيفًا أن المؤتمر يناقش على مدار 4 جلسات عدة محاور مرتبطة بالقمح، وهي: إنتاج القمح، ديناميكيات تجارة القمح، أنماط استهلاك القمح في مصر، وتنتهى بوضع عدة توصيات لدعم متخذي القرار.
وأكد صقر على أهمية دعم الأكاديمية لجهود مركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة في النهوض بإنتاجية محصول القمح بصفة خاصة، ومحاصيل الغذاء بصفة عامة من خلال البرنامج القومي للحملات القومية للنهوض بإنتاجية الغذاء، موضحًا أن البرنامج ساهم في زيادة إنتاجية القمح وإنتاج أصناف جديدة من الأرز الهجين، وتدشين العيادة الزراعية الإلكترونية، ومهد الطرق للإرشاد الزراعي الإلكتروني في مصر.
ومن ناحيته، أشاد كيبروم أباي بمشاركته في فعاليات اليوم القومي للقمح، مؤكدًا أهمية التعاون مع وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والزراعة خاصة في ظل التحديات العالمية، والتغيرات المناخية التي يشهدها العالم، وتأثير الأزمة الأوكرانية الأخيرة على مصر، باعتبار أن القمح يمثل أساس الغذاء بها، مشيرًا إلى دور المعهد الدولى لبحوث السياسات الغذائية في توفير حلول سياسية قائمة على البحوث من شأنها الحد بشكل مستدام من الفقر، والقضاء على الجوع، وسوء التغذية في البلدان النامية، مؤكدًا أن النظم الغذائية العالمية والإقليمية والوطنية تواجه تحديات كبيرة تتطلب تحولات أساسية من خلال اتباع نهج متعدد التخصصات موجه نحو الأنظمة لإعادة تشكيل النظم الغذائية بحيث تعمل لصالح جميع أفراد المجتمع على نحو مستدام.
وأضاف الدكتور أباى أن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية يركز على خمسة مجالات بحثية إستراتيجية هي: تعزيز إمدادات الغذاء المقاومة للمناخ والمستدامة، تعزيز النظم الغذائية الصحية والتغذية للجميع، بناء أسواق وأنظمة تجارية وصناعات غذائية شاملة وفعالة، تحويل الاقتصادات الزراعية والريفية، تعزيز المؤسسات والحوكمة، مؤكدًا دور المعهد في تقديم البرامج الإقليمية والقطرية التي تسهم في توفير الدعم الشامل للتنمية التي تقودها البلدان، فضلًا عن تعزيز الشراكات وتوصيل الأبحاث وتقوية قدرة الشركاء والاستفادة من البيانات والأدوات التحليلية.
كما أشار علي أبو سبع إلى أهمية التعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا في اليوم العلمي للقمح، مشيرًا إلى التحديات التي تواجهها مصر، منها زيادة درجة الحرارة، ودور الحكومة في توفير الغذاء وبناء القدرات والمهارات من خلال التدريب والاستفادة من البحث العلمي والتعاون مع الشركاء الدوليين.
وأكد على دور العلوم والتكنولوجيا في مواجهة التحديات العالمية، مشيرًا إلى دور المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية في التعاون مع الشركاء الدوليين في ظل التغييرات المناخية، كما أكد على دعم التعاون مع وزارة التعليم والبحث العلمي لتوفير فرص لتدريب الباحثين المتخصصين في مجال الزراعة.
ولفت إلى التعاون مع العديد من الدول ومنها السعودية، مؤكدًا أهمية حل المشكلات التي تواجه الفلاحين، وضرورة بناء القدرات لمواجهة التحديات المستقبلية، مضيفًا أن الهدف من أبحاث المجموعة الاستشارية هو الحد من الفقر الريفي، وزيادة الأمن الغذائي، وتحسين صحة الإنسان والتغذية، والإدارة المستدامة للموارد الطبيعية، وموضحًا أن أبحاث المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية يتم إجراؤها في 15 مركزًا بالتعاون مع شركاء من معاهد البحوث الوطنية والإقليمية، ومنظمات المجتمع المدني، والأوساط الأكاديمية، والقطاع الخاص من جميع أنحاء العالم.
ومن جهتها، أكدت الدكتورة ليزلي ريد مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، أن الأخيرة هي الشريك الأكبر والمهم للحكومة الأمريكية، موضحة أن بلادها أصبحت من أكبر المساهمين مع المنظمات الدولية في دعم الشعوب والدول فيما يتعلق بالأزمات الإنسانية وتحقيق الازدهار والرخاء، مشيرة إلى أهمية المشاركة فى فعاليات اليوم القومي للقمح بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.
وأضافت: هناك العديد من الدول ومن بينها مصر شهدت تحديات غير مسبوقة منذ عام 2020، إذ واجهنا كوفيد 19 والتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية والحرب الأوكرانية الروسية، وأيضًا الزلزال المدمر فى تركيا وسوريا مؤخرًا، مؤكدة دور الوكالة في دعم تركيا وسوريا لمواجهة التداعيات الناجمة عن الزلازل.
وأشارت الدكتورة ليزلي ريد إلى تضرر مصر من هذه الأزمة، مؤكدة حرص الوكالة على توفير المساعدات اللازمة لدعم الغذاء في مصر، وخاصة زيادة الإنتاجية وخفص الهدر بعد الزراعة، كما أنهم يعملون مع المزارعين لخفض الهدر ودعم الإنتاجية بمقدار 30%، قائلة: ندعم خلال هذا الموسم 11 ألف مزارع صغير من 10 محافظات في استخدام التكنولوجيات التي تتوافق مع المناخ، وكذلك دعم السلع الغذائية، فضلًا عن توفير الدعم لزراعة القمح.