أبطال خلف الشاشة.. صُناع نجوم الصف الأول
تعج المؤسسات بالكثير من ذوي الخبرة وغيرهم من القامات والمقامات المعروفة في أوساطهم المختلفة، وبالطبع قد تقوم هذه المؤسسات على خبراتهم التي يقدمونها لها، فتكبر ويكبرون معها تدريجيا، ويتصدر هؤلاء المشهد طيلة الوقت، فهذا بالطبع حال ديناميكية العمل، وأعراف المؤسسات والمتداول بين الجميع.
لكن هناك أبطال حقيقيون مختبئون خلف الشاشات يعملون في صمت، دون أن يعرفهم أحد، أو يكشف هويتهم أحد، نظرا لعدم الاختلاط كثيرا أو لعدم ظهورهم في المشهد بالمرة، لا يصنعون لأنفسهم "لقّطة" للظهور، ولا يبحثون عن الشهرة، بل يكتفون بالفرحة بنجاح الكيان المؤسسي لإيمانهم أنه جزء مؤثر فيه لا تقوم له قائمة بدونهم.
البطولة لا تقتصر فقط على ذلك الذي ينهمك في كتابة "الإسكريبت" مثلا أو إعداد حلقة لبرنامج تلفزيوني، أو تجهيز نشرة إخبارية دسمة في إحدى صالات التحرير بالمواقع الإلكترونية والإخبارية فقط، ولكن هناك أبطال آخرون.
صانع القهوة، هذا البطل الذي بدونه لا تستطيع أن تقف أمام الكاميرا أو تحاضر أو حتى تكتب ما يُحاك في صدرك دون أن ترتشف من يديه "فنجان قهوة" أو "كوباية شاي" تفتح شهيتك على العمل دون تذمر، عامل البوفيه يكاد يكون هو البطل الحقيقي الذي يستطيع أن يتحكم في انسجام حالتك المزاجية على مدار اليوم خلال دورانك في دائرة عملك، سواء كنت تفضل شرب القهوة أو غيرها.
وهناك غيره من الأبطال الحقيقيين الذي يعدون هم صُناع نجوم الصف الأول، "المحرر الصحفي، الكاميرا مان، الميك أب أرتيست، اللبّيس، المخرج، المؤلف، وغيرهم الكثير والكثير.. هذا على سبيل المثال في مجال الميديا عموما.
وفي الحياة عموما، تعد الأسرة أحد أهم الأبطال التي تصنع النجم الحقيقي كل في مجاله وتخصصه، الداعم الأول والسند الحقيقي الذي لا غناء عنه، مهما كانت الظروف والتحديات التي تواجه بعضنا، والصديق أيضا يعد من الأبطال الذين يدفعونك للمقدمة طوال الوقت بفضل تشجعيه لك، أطفالك وزوجتك وأسرتك ومنزلك، حتى ملبسك إن أحببته واعتنيت به يجعلك تظهر بشكل مبهر في عيون كل من حولك.
وهناك أيضا أبطال في الشارع لا نعلمهم هم الصُناع الحقيقيون لنجوم حياتهم ويسعون دائما أن يكونوا في الصف الأول، ويظلون هم يصفقون في الخلف فرحين بما وصل إليه من يحبون.. فـ من لا يشكر الناس لا يشكر الله.