تضحية لا تُقدر بثمن│ وفاة سيدة بعد نقل كِليْة ابنتها لها.. والفتاة: بقيت بكلية واحدة وأمي ماتت
تضحيات الآباء لأبنائهم محفورة بالأذهان على مر الأجيال، نتيجة غريزة الأبوة والأمومة بقلوبهم، إلا أنه نادرًا من نجد تضحيات معكوسة الصورة، تجعلنا نقف أمامها وقفة إجلال، مقدمين لبطلها كافة الاحترام والتقدير.
تضحية بطولية من الابنة للأم
قادت عبير إبراهيم صاحبة الـ 29 عامًا قصة تضحية بطولية، من خلال تبرعها بكٌليتها لإنقاذ والدتها، التي عانت كثيرًا من الفشل الكلوي.
في تاريخ 3 سبتمبر الماضي خصعت الأم وابنتها لعملية جراحية كبرى، لاستبدال كٌلية من جسد عبير ووضعها في جسم الأم التي تبلغ من العمر 52 عامًا، وبعد معاناة شديدة نجحت العملية الجراحية، واستقرت حالتيهما وفقًا لحديث عبير لـ القاهرة 24.
مرت نحو 4 أشهر، والأم وابنتها في حالة مستقرة لم تخضع الأولى لأية جلسات من الغسيل الكلوي المعتادة، إلا أن الوضع المستقر لم يستمر طويلًا.
نجاح عملية زرع الكٌلى
تقول عبير: عملنا العملية يوم 3/9/2022، وركبوا لماما دعامة بتتشال بعد 4 شهور من العملية، وتعيش بعد كده طبيعية.
توجهت الأم وابنتها إلى ذات المستشفى، التي أٌجريت بها العملية الجراحية، إلا أنه رفض إجراء عملية إزالة الدعامة، وأمر بتحويلها إلى مستشفى آخر.
تضيف الابنة: توجهنا على الفور إلى المستشفى التي تم تحويل والدتي عليها، وأجروا لها العملية بصحبة أكثر من مريض يزيل دعامات مختلفة، حتى أُصيبت بفيروس شديد، تمكن من جسدها في وقت قياسي.
دي بتدلع..روحوها
روحنا المستشفى الأصلية اللي عملنا فيها العملية، بعد ماما تعبت، لكنهم قاللونا مفيهاش حاجة دي بتدلع، وهي داخلة على كرسي بعجل ومش عارفة تتحرك من التعب، معملوش تحاليل فيروسات ليها، مع إن معروف إن أي مريض زرع أعضاء بتكون مناعته ضعيفة جدًا، وبيستقبل أي فيروس بسهولة، عبير تروي تفاصيل تعرض والدتها لإهمال طبي.
توجهت الابنة بوالدتها إلى مستشفى آخر، وسرعان ما أجروا تحاليل فيروسات لها وأكد الأطباء إصابة الأم بفيروس قضى على أعضاء جسدها في وقت قصير، نتيجة الإهمال.
خضعت الأم لجلستي غسيل كلوي مجددًا، إلا أنها لم تستمر طويلًا في هذا العناء وتُوفيت إثر إصابتها بالتهاب رئوي وتوقف عضلة القلب.
تختتم الابنة حديثها قائلة: أمي ماتت وأنا بقيت عايشة بكلية واحدة، هاخد كل الإجراءات القانونية..عاوزة حق أمي.