مِنعه خوفو.. أول اسم لـ المنيا عاصمة إخناتون لعبادة الإله الواحد
حملت محافظة المنيا عبق التاريخ وسحر وجمال الطبيعة، والتي تعد أقدم محافظات الصعيد، وكان لها دور كبير في كشف أسرار كثيرة عن تاريخ مصر، وسميت قديما مِنعه خوفو، ذلك الاسم الذي تم اكتشافه منحوتا داخل مقابر بني حسن، الواقعة على بعد 22 كم جنوب شرق مدينة المنيا.
وتحتوي مقابر بني حسن على 39 مقبرة منحوتة في الصخر على حافة الهضبة الشرقية لأشراف وحكام مدينة حبنو من عصر الدولة الفرعونية الوسطى الأسرة الحادية عشر والثانية عشر الإقليم السادس عشر لمصر العليا، الذي يُعرف بإقليم الوعل، وأهم المقابر الأثرية بالمنطقة وهي مقبرة أمنمحات أمينى، ومقبرة خنوم حتب، ومقبرة باكت، ومقبرة خيتى، وغُطيت جدرانها بطبقة من الجص لسهولة الرسم والتصوير، ورسمت على جدرانها مناظر تمثل مختلف أنواع الرياضة، وتُعد سجلًا كاملًا للحياة اليومية في عصر الدولة الوسطى من التاريخ الفرعوني.
أول اسم يُطلق على محافظة المنيا
مِنعه خوفو.. هو الاسم الفرعوني القديم لمحافظة المنيا، ويرجع إلى اسم مرضعة الملك خوفو الذي كان متيما بها ولها دور كبير في حياة الملك، وعند دخول القبطية تغير الاسم إلى موني وتعني المنزل والذى أتى منه الاسم الحالي المنيا.
وعند دخول الإسلام على يد الوالي الخصيب بن عبد العزيز، كان يطلقون على محافظة المنيا اسم منية ابن خصيب، لأنه كان يحلم ويتمنى بولايتها في يوم من الأيام، وتحقق ذلك الحلم عندما دخلها ونُصب واليا عليها في ذلك الوقت، وكنية منيا الفولي تقال نسبة إلى العالم الإسلامي الشهير أحمد الفولي تيمنا بإقامته فيها.
الوضع الجغرافي لمحافظة المنيا
تعتبر محافظة المنيا رابطًا جغرافيًا بين محافظات الدلتا والقاهرة الكبرى ومحافظات وسط وجنوب الصعيد، وتقدر المساحة الكلية للمحافظة بنحو 32279 كم 2، وتمثل 3.2 % من جملة مساحة الجمهورية بطول حوالي 140 كم بامتداد وادي النيل، وأقصى عرض حوالي 380 كم من الشرق إلى الغرب، وتبلغ المساحة المأهولة نحو 2412 كم 2 بنسبة 7.5 % من المساحة الكلية.
وتنقسم محافظة المنيا إداريًا إلى تسع مراكز بهم 9 مدن، بالإضافة إلى مدينة المنيا الجديدة، وتضم المحافظة 361 قرية؛ منها 61 قرية أم، و300 قرية تابعة، و1824 كفرا وعزبة ونجعا، ويصل عدد سكانها إلى أكثر من 6 ملايين نسمة تقريبا.
منطقة تل العمارنة الآثارية داخل محافظة المنيا
تقع على بعد حوالي 60 كم جنوب شرق مدينة المنيا، وهي المنطقة التي اختارها إخناتون وزوجته نفرتيتي لإقامة عاصمة مملكته المسماة أخت آتون؛ من أجل عبادة الإله الواحد آتون الذى رُمز إليه بقرص الشمس تخرج منه أشعة تنتهى بأيد بشرية لتهب الحياة للكون.
وكانت مدينة أخت -آتون تل العمارنة حاليًا- عاصمة لمصر في عصر الدولة الفرعونية الحديثة، وقد أعطى إخناتون حرية كاملة للفنان للتعبير عن نفسه وما يحيط به مكونًا بذلك أول مدرسة للفن الواقعي المعروفة عالميًا بفن العمارنة.
وتعتبر أهم آثار المنيا هي مجموعة المقابر الشمالية وعددها 6 مقابر هي مقبرة حويا، مقبرة مرى رع الثاني، مقبرة أحموزا، مقبرة مرى رع، مقبرة بنتو، مقبرة بانحسى، الخاصة بالأمراء والوزراء.
ويوجد في المحافظة أيضا مجموعة المقابر الجنوبية وعددها 19 مقبرة وأهمها مقبرة آي كبير كهنة الآله آتون، ومقبرة إخناتون الملكية التي تقع على بعد 13 كم من تل العمارنة في وادي يتجه ناحية الشرق، وبقايا القصر الشمالى والجنوبي، ومعبدي آتون الكبير والصغير.
ومن المقرر أن يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي محافظة المنيا، خلال أيام، لتفقد عدد من القرى.