حوّل حياتي لجحيم.. زهراء: زوجي وقّع قايمة على بياض ثم أجبرني أتنازل عن حقوقي لأجل الطلاق
مثل أي شابة تتفتح زهورها على شمس الحياة، تحلم بالشخص الذي يكون لها زوجا، وتعيش قصة الحب التي طالما تمنتها، كانت كذلك حُلم لشاب ينتظر موعد اللقاء، حتى جاءت الصديقة التي تؤدي دور حلقة الوصل لتصل بين شابين للزواج، فلان يبحث عن فلانة لتكون خليلته، فيبدأ المعارف في تفقد وجوه شابات العائلة والأصدقاء، حتى وقعت أعينهم على الشابة زهراء محمد، والتي تصدرت مؤشرات البحث بمنصات السوشيال ميديا خلال الساعات القليلة الماضية، بسبب قصة زواجها المؤلمة.
روت زهراء لـ القاهرة 24، كيف تزوجت من محمد قبل 3 سنوات وكيف كان نعم رفيق الدرب، وتحول من بعد ذلك لوحش كاسر لا يرغب سوى في إذلالها وإهانتها، ذلك التحول الذي سأل عنه مستخدمو السوشيال ميديا، بعدما نشرت منشورًا يتضمن سخريتها من نفسها تقارن فيها بين حالتها قبل أعوام قليلة وعامها الحالي، مشيرة إلى أن زوجها وقّع على قائمة المنقولات على بياض وقت الزواج، أما بعد ذلك أجبرها على التوقيع للتنازل عن حقوقها، حتى يطلقها.
عام 2020 تعرفت زهراء البالغة من العمر 23 عاما خريجة كلية الدراسات الإسلامية والعربية شعبة شريعة إسلامية، على شاب يدعى محمد أيمن، عن طريق صديقتها التي كانت تبحث له عن عروس، وفي جلسة التعارف حرصت زهراء أن تكون كتابا مفتوحا لمحمد، تشرح له كل ما تحتاجه وتؤكد أنها تحافظ على كل حقوقه التي أقرها الله، ولا تريد سوى المودة والرحمة في علاقتهما، وكان يبدو أمامها أنه خير رفيق.
الوالد إمام مسجد، الناس يدعونه بالشيخ أيمن، لا يتكلم إلا باسم الدين، كان كذلك يوم قراءة الفاتحة، تلك المظاهر التي تشرح قلب الإنسان الذي يلتقيه لأول مرة، لا يعلم ما تخفي النفوس، لكن في البداية أحبت زهراء كثيرًا العائلة التي ستصبح جزءًا منها، خاصة بعدما وقّع زوجها على قائمة المنقولات على بياض، لا تعلم أنهم سيكونون سبب شقائها.
عامان ونصف فقط، كانت كافية لتذوق زهراء مرارة الأيام مع زوجها وأهله، كان سريع الغضب وسليط اللسان، يقف متفرجًا على أسرته التي كانت تتعمد الإساءة والأذى لزهراء، وعندما بدأت المشاكل تتزايد بشكل كبير، طلبت الطلاق لأول مرة، لكن زوجها رفض وأقنعها بالعيش معه كفرصة ثانية.
كان بيعايرني إني مليش ضهر أتسند عليه لأني أهلي منفصلين من صغري، ولما طلبت الطلاق مرة تانية بان على حقيقته وقسوته بقى ملهاش حدود، لدرجة إنه رفع إيده عليّا، بهذه العبارة وصفت زهراء المعاناة التي عاشتها في بيت زوجها، حتى أنها اكتشفت أن أسرارها الخاصة مع زوجها يعرفها والداه وشقيقته، وتحدثوا بها على الملأ أمام الجميع، تلك اللحظة التي يشعر فيها المرء بأنه متجرد من ملابسه تمامًا.
رفعت زهراء قضية تبديد منقولات زوجية، لذلك حاول زوجها وأسرته أن تعود لتعيش معهم مرة أخرى، ولأنها كانت دائمًا تريد العيش مع زوجها، فكانت تدعو الله أن ينصلح حاله وتعود إليه مرة أخرى على أمل استجابة دعوتها، لتتفاجأ أنها تتعرض للضرب والإهانة مرة أخرى، وعندما عارضت زوجها وأبيه عما يفعلاه بها، كانا دائمًا ما يتحدثان باسم الدين، ويقولان إن زوجها هو القوامة، ومن حقه أن يفعل ما يريد بزوجته.
وصل الزواج بهما لنهاية الطريق، وتعرضت زهراء للإهانة هي وأسرتها التي قررت أن تأتي لتأخذها وتطلب من زوجها الطلاق، لاقت اتهامات عدة من والدته، حيث قالت لها: انتي أكيد تعرفي حد على ابني عشان كدة عاوزة تطلّقي، ساعتها جوزي مدافعش عن شرفي.
أما الأب الشيخ أيمن، مثلما يلقبونه، ساوم زهراء لمدة 6 ساعات بين التنازل عن كافة حقوقها لتحصل على الطلاق، أو تنتظر حكم المحكمة وحينها سيختفي ابنه ولن تحصل على الطلاق بقية حياتها.
المنقولات، النفقة، المؤخر، نفقة المتعة، تلك كافة الحقوق التي تنازلت عنها زهراء، والتي كان قد وقّع عليها خلال الاتفاق على بياض، بجانب الإهانة التي تعرضت لها حتى وقت جلوسها أمام المأذون، التي أبرت أمامه زوجها من كافة ما عليه لزوجته.
بمجرد أن نشرت زهراء المنشور الذي يفيد بالتحول الذي حدث لزوجها، لاقت آلاف التعليقات التي تتساءل عن ذلك، وتصدرت مؤشرات البحث خلال ساعات قليلة، كما أكدت أن هناك عشرات السيدات اللاتي تواصلن معها، ليخبرنها أنهن تعرضن للظلم والضرب والإهانة من أزواجهن، وتنازلن عن حقوقهن في النهاية.