ماذا كان يفعل الرسول في شهر شعبان.. 3 أعمال مستحبة

ماذا كان يفعل الرسول في شهر شعبان سؤال يراود أذهان الكثير من المسلمين الحريصين على بدء شهر شعبان بالطاعات والعبادات التي تؤهلهم لاستقبال شهر رمضان بهمة روحانية عالية، ولأن شهر شعبان من الشهور المحببة للنبي صلى الله عليه وسلم لذلك سنوضح لكم كل ما يخص شهر شعبان من صيام وقيام ودعاء.

ماذا كان يفعل الرسول في شهر شعبان

يتساءل الكثيرون ماذا كان يفعل الرسول في شهر شعبان؟ وهو ما نوضحه لكم مع غرة شهر شعبان التي توافق اليوم الثلاثاء 21 فبراير 2023، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة التي نستدل بها على ما كان يفعله النبي الكريم في ذلك الشهر الذي وصفه بأنه شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان.

أولا: صيام شهر شعبان

لكل من يرغب في معرفة ماذا كان يفعل الرسول في شهر شعبان، نوضح لكم صيام شهر شعبان، فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضِيَ الله عَنْهَا أنها قالت: لَمْ يَكُنْ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّه». وفي رواية لهما عنها رضي الله عنها: «كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا».

أما سبب صيام النبي لشهر شعبان فقد جاء تفسيره في رواية أسامةُ بنُ زيد رضي الله عنهما أنه قال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» رواه النسائي، وحسنه الألباني.

ففي شعبان ترفع الأعمال كما أخير نبينا صلى الله عليه وسلم، وفي كل يوم ترفع الأعمال أيضا فقد ثبت في صحيح مسلم، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ فَقَالَ: «إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ». 

ولمن يحاول مجتهدا اغتنام أيام شعبان فعليه بإتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم بـ صيام شهر شعبان ونيل نفحات الصيام في تدريب النفس على التقوى، وترديد الدعاء المستجاب قبل الفطر، والقرب من الله عز وجل بأفضل العبادات، لأن الصيام لله، وهو وحده عز وجل يُجزى به، كما أن الصيام فيه حفظ لجوارح المسلم من الآثام.

فضل صيام شهر شعبان

بعد أن تعرفنا ماذا كان يفعل الرسول في شهر شعبان بالفعل الأول وهو الصيام الثابت بالدليل المؤكد من السنة النبوية المطهرة، سنقدم لكم الآن فضل صيام شهر شعبان والذي يدخل في صيام التطوع، ويصنفه الفقهاء إلى أربعة أنواع كالتالي:

• ما يتكرر بتكرر الأيام كصوم يوم وفطر يوم.
• ما يتكرر بتكرر الأسابيع، وهو صوم يوم الإثنين والخميس.
• ما يتكرر بتكرر الشهور، وهو صيام الأيام البيض من كل شهر.
• ما يتكرر بتكرر السنين، وهو صيام عرفة أو عاشوراء أو أيام شعبان.

وفضل صيام شهر شعبان يتضح كالتالي:

دخول الجنة

أوضح لنا النبي صلى الله عليه وسلم فضل صيام التطوع الذي يندرج تحته صيام شهر شعبان، في الحديث النبوي الشريف (إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَومَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ معهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَدْخُلُونَ منه، فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ، أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أَحَدٌ).

تكفير الذنوب

صيام التطوع سبب لمغفرة الذنوب أيضا كما جاء في الحديث الشريف عن النبي عليه الصلاة والسلام "فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ ووَلَدِهِ وجارِهِ، تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصَّوْمُ والصَّدَقَةُ".

التدريب على الصبر

يتطلب الصيام الصبر ومجاهدة النفس على ترك الشهوات، وفي الصيام نوعان من الصبر، صبر على الطاعة لله، وصبر على ترك المعصية وصولا إلى التقوى كما جاء في الآية الكريمة "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، وفي الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم "الصوم نصف الصبر".

نيل الشفاعة

الصيام يأتي شفيعا لأصحابه يوم القيامة، قال عليه الصلاة والسلام (الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أيْ ربِّ إنِّي منعتُه الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفعْنِي فيهِ).

ثانيا: العبادة وقت الغلة

استكمالا لبحث جواب ماذا كان يفعل الرسول في شهر شعبان، ستكون عبادة الغفلة من الأعمال المستحبة في ذلك الشهر، والذي قال عنه النبي "ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ"، ولذلك ينبغي على المسلم الحريص على اغتنام الفضائل أن يعمر أوقات شهر شعبان بالعبادة والطاعة في وقت يغفل عنه الكثيرون كما جاء في الحديث الشريف "سبق المفردون"، والمفردون هم من اعتزلوا الناس للعبادة.

ولذلك كان يكثر النبي صلى الله عليه وسلم من صيام شهر شعبان، وسبب غفلة الناس عن هذا الشهر أنه يأتي بعد شهر رجب الحرام وقبل رمضان، فيهتم الناس بهما ويغفلان عن شعبان، ولذلك فهو وقت مستحب ذكر الله فيه لغلفة الكثيرون عنه، وفي ذلك نذكركم بالحديث النبوي عن النبي عليه الصلاة والسلام "العبادة في الهرج كهجرةٍ إليَّ".

ثالثا: الاستعداد لـ ليلة النصف من شعبان

وردت أحاديث نبوية متعددة تؤكد فضل ليلة النصف من شعبان ونرصد لكم منها ثلاثة أحاديث صحيحة كالتالي:

الحديث الأول:

خرَّجه الطبراني في الكبير والأوسط، وصححه الألباني في السلسة الصحيحة، قال فيه نبي الله صلى الله عليه وسلم: «يَطَّلِعُ الله عَزَّ وَجَلَّ عَلَى خَلْقِهِ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ، إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ».

الحديث الثاني:

فقد خرجه البيهقي، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب وقال: صحيح لغيره، وهو قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «يطلع الله إلى عباده ليلة النصف من شعبان، فيغفر للمؤمنين، ويمهل الكافرين، ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه».

أما الحديث الثالث:

فخرجه ابن أبي عاصم في السنة، وقال الألباني في ظلال الجنة: صحيح لغيره، وهو قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان، فيغفر لأهل الأرض، إلا مشرك أو مشاحن».

ومن هذه الأحاديث يتبين ضرورة الاجتهاد في الدعاء خلال شهر شعبان، حيث ينزل الله إلى السماء الدنيا في ليلة النصف من شعبان كلها والتي تبدأ بغروب الشمس يوم الإثنين 6 مارس حتى فجر يوم الثلاثاء 7 مارس، فالدعاء فيها مستجاب والرحمة واسعة والمغفرة متحققة للتائبين كما جاء في الآية الكريمة "وَمَن يَعْمَلْ سُوءً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا".