هنا عاش إسماعيل ياسين.. تحويل شقة أبو ضحكة جنان مكتبًا لإحدى الشركات

على بعد أمتار من ساقية الصاوي أبرز المقاصد الثقافية المصرية، وعلى مقربة من مسرح الزمالك حيث الحفلات الغنائية والسهرات الفنية، يختلط الفن بهدوء حي الزمالك الراقي ويداعبهما هواء الكورنيش في مشهدٍ فني بديع، فيه الغناء والفن والهواء، يكتمل المشهد باللافتة المعلقة على طراز معماري مميز، والتي تخطف قلبك قبل عينك مكتوب عليها "هنا عاش إسماعيل ياسين" أحد أيقونات التمثيل المصري.

 شقة أبو ضحكة جنان بالزمالك

منزل إسماعيل ياسين

ما أن تطأ قدمك باب العمارة المميزة بين مثيلاتها في الحي، حتى تصطدم بورقة ملصقة على الحائط القديم، "لا يوجد مزار خاص بإسماعيل ياسين"، جملة كفيلة أن تمحو جمال ما شاهدت وصولًا إليها، يخرج "عم محمد" حارس العقار، يطرح عليك سؤاله المعتاد: "بتدور على مطعم السطوح"، وما أن تسأله عن سر اللافتة، ليرد: "إسماعيل ياسين كان عايش هنا، والشقة دلوقتي مكتب لشركة زي ما حضرتك شايف اللافتة كدة، ومفيهاش حاجة للأستاذ إسماعيل".

داخل الطابق الأرضي بالعقار رقم 138، قضى إسماعيل ياسين أيامه الأخيرة، جدران الشقة كانت شاهدة على لحظات سعادته أحيانًا وحزنه أخرى لضائقة مالية مر بها، يحكي الحارس الذي يندم لعدم معاصرته أسطورة الكوميديا: “أنا محضرتش للأسف حياته، لكن أهلي بيحكولي كتير عن حب الأستاذ إسماعيل للحياة، ومعاناته الفترة الأخيرة".

يكمل حارس العقار حديثه عما سمعه عن الراحل: كان مستأجر وسكن هنا بس، وبعد ما اتوفى مالك العقار أجره لحد تاني عادي، والمحافظة كرمته وحطت اللافتة الموجودة على باب العقار تكريمًا لتاريخه"، وفي الوقت ذاته يشير إلى مزار عبد الحليم حافظ، والذي يبعد عن العقار أمتارًا قليلة، حيث يسرد قصة الصداقة التي جمعت بينهما: “كانوا ديمًا بيزوروا بعض”.

يقف الحارس صامتًا، يوميًا أمام عشرات الأسئلة الموجهة له عن حياة إسماعيل ياسين، “كل يوم الناس كانت بتسألنا عنه”، الأمر الذي دفعهم لكتابة اللافتة الصادمة: “لا يوجد مزار لإسماعيل ياسين.. وشقته بقت ملك شركة كوكولا”.

مزار إسماعسل ياسين

ينتهي حارس العقار من حديثه وتذهب الأفكار التي شُكلت في عقلك وقت رأيت اللافتة فتقرر العودة إلى حيث جئت، لتخطف عينك على باب العقار لافتة أخرى مدون عليها المبنى طراز معماري مميز ورقم التسجيل 03180000761.

المبنى طراز معماري

إسماعيل ياسين من مواليد 15 سبتمبر 1912، وكان الابن الوحيد لأبيه الذي كان يعمل صائغا بمدينة عباس بمحافظة السويس، انتقل إسماعيل ياسين إلى القاهرة في ثلاثينيات القرن الماضي ليبدأ مشواره الفني كمطرب، إلا أنه لم يحالفه الحظ وعمل كمونولجيست حتى دخل إلى التمثيل، ليبدأ حياته الفنية بـ فيلم خلف الحبايب، ومن هنا كانت إنطلاقة إسماعيل يايسن ليصبح أسطورة الضحك ويلقب "أبو ضحكة جنان" حتى وفاته المنيه 24 مايو 1972 على آثر أزمة قلبية حادة.