زين ينادي وزارة التضامن.. هل تسمعني؟!
لم يكن يخطر ببال أحدنا ونحن نجلس ونتكلم قبل مباراة كرة مع بعض الأصدقاء ومع زين القريب إلى قلبي، أنه في يوم من الأيام سيذهب إلى السجن بسبب جشع وفساد بعض الإداريين في إحدى مؤسسات دور الرعاية بعين شمس.
دعني أُعرفك بزين أولا قبل أن أسترسل وأبدأ في سرد قصتهم الشبيهة بالأفلام العربية الحزينة والسوداوية.
زين هو طفل لوالد وأم أردنيين، دخلت به والدته مصر وهي حامل به حيث جاء لها الطلق فوضعته في أم الدنيا، وعند عودتها به لأرض الوطن، تم منعها في المطار بسبب عدم وجود أوراق ثبوتيه للطفل، فقررت تركه عند سيدة “معرفة”، وبدورها أرسلته للقسم التابعة له، حيث أودعه القسم في دار رعاية، وإلى الآن لم يعثر على ذويه بحسب قوله.
نعود إلى موضوع المقال الذي يحزنني حقيقة، حيث إنني لا أود أن أظهر بدور المدافع عن زين أو أصدقاءه الشباب الذي يمكث وسطهم طفل يتمنى العودة للامتحانات، ولكني حقيقة أدافع عنهم بسبب الظروف غير الإنسانية التي وضعتهم في مأزق كبير؛ بسبب فساد من ثلة داخل مؤسسة دار الرعاية التي أدت إلى اشتعال النيران في أجزاء كبيرة من دور الرعاية الذي كان يأويهم.
حكى لي شقيق زين - كما يطلقون على بعضهم البعض - وهو يصغره في السن، قائلا: "زين أكثر واحد حنين علينا وكل واحد بيحصل له مشكلة فينا بنجري عليه أول واحد عشان يساعدنا عشان هو أخونا حقيقي".
كل هذه المشاعر التي ساعت جميع إخوانه في دار الرعاية، لا تخرج من شخص يفتعل مشكلة أو يكن حقدا أو غلا لأحد.
الذي علمته من أحد متابعي قضية زين وأصدقاءه أنه متهم في قضية حريق دار الرعاية الذي ينام ويأكل ويشرب بها مع إخوانه في الدار التي تأويه.
تحدث معي زين عدة مرات، جميعها كان يعلو صوته نبرة حزن كبيرة، وكلمة على لسانه دائما إحنا مش متعودين على القعدة هنا، واحنا كنا بنطفي الحريق مش بنولعها هو إحنا هنحرق بيتنا؟!".
نرجو من كل مسئول بوزارة التضامن الاجتماعي، وعلى رأسهم الدكتورة نيفين القباج وهي سيدة قلبها كبير ولا ترضى بهذا الوضع أبدا لأبنائها، أن يتحركوا لإنقاذ هؤلاء الشباب.
كثير من التفاصيل أود أن أسردها ولكن لكل مقام مقال.. والسلام ختام.