الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مشاهد وموقف بطولي في واقعة أرض البودرة بحلوان | صور وفيديو

مصطفى درغام صحفي
حوادث
مصطفى درغام صحفي القاهرة 24 مع أسرة شاب حلوان
الأربعاء 22/فبراير/2023 - 11:46 ص

تعالت الصرخات في صباح ذلك اليوم «الحقوا ابنكم راسه بتتقطع»، فصاحب الجراج المتهم بسرقة مركبة توك توك من المجني عليه، لم يكفه أن يكون سارقًا بل تمادى في جرمه وأراد أن يكون قاتلًا، فلم يرغب أن يكون هناك شاب يصغره بـ30 عامًا، يمتلك بين يديه إيصالات أمانه بمبلغ 72 ألف جنيه ضده، فأراد التخلص من دينه بجرم أكبر فقتل دائنه، ذلك الفتى الذي لم يبلغ الـ18 عامًا، الذي استأمن قاتله على مركبة التوك توك خاصته، فسرقها الأخير، وادعى ضياعها، حتى وقعت الجريمة.

محرر القاهرة 24 انتقل إلى مسرح الجريمة، حيث أرض البودرة بمدينة حلوان، آخر نواحي العاصمة، تلك المنطقة حديثة الإعمار قليلة الخطوات والسكان، يشتد بك الرعب إذا ما مررت عليها في الليل، وتتجمع عليك الوحشة إذا ما زرتها بالنهار، هنا كان يقطن الضحية إبراهيم وسط أسرته، فوالده تقدم به السن وتجمع عليه المرض، فلزم منزله واعتمد على ساعد نجله، وشقيقه الأصغر أصيب بأمراض في قعر عينه لزمت عليه أن يكون قليل الحركة والإنتاج، ووالدته تبحث هنا وهناك عن أي عمل يدر عليهم بعض من المال، أما إبراهيم فعمل في جمع الخردة منذ صغره، حتى استحصل على ثمن مركبة التوك توك، التي ظن أنها ستقلهم من الشقاء إلى وسطية الحال.

المجني عليه

يقول والد إبراهيم في حديثه لـ القاهرة 24، أن نجله المقتول، اعتاد ركن مركبته في جراج المتهم، وقبل الواقعة بأيام توجه إلى الجراج فلم يعثر على مركبته، وبسؤال المتهم صاحب الجراج أنكر علمه به، واتهمه بأنه من حضر في وقت سابق وحصل عليها، ليبدأ الخلاف بينهما، ويتجمع أهل منطقتهما ويصدرون حكمهم العرفي بأن يوقع المتهم على إيصالات أمانة بقدر ثمن المركبة البالغ 72 ألف جنيه، حتى يعثر عليها، ويتوصل لهوية سارقها، طالما أنها كانت في حيازته، وأمهلوه فترة من الوقت.

على الرغم من توقيع المتهم على الإيصالات، إلى أنه لم يعجبه ذلك الأمر، ولم يشأ أن يكون تحت وطأة ورحمة المجني عليه وأسرته، فبدأ في المناوشات والمشاحنات مع إبراهيم وأصدقائه وأسرته، وحاول بشتى الطرق أن يحصل على شاهد زور، يشهد بأن الضحية استقل مركبة التوك التوك وخرج بها من الجراج، فلم يتمكن من ذلك، فبدأ في عملية إرهاب الصغير، وإحضار أصدقاءه من متعاطي المخدرات، إلى المنطقة لإخافته، وهو ما حدث، فقد أسر الضحية لوالده أنه أوجس خيفة من المتهم، لكن الأخير طمأنه بأن مكروهًا لن يحدث.

المتهم

يوم واقعة مقتل شاب حلوان سيظل محفورًا في رأس والدته، وكيف لا وهي من حدثتنا أنها شاهدت نجلها الفتى اليافع جثة هامدة تسيل منها الدماء أنهارًا، وحوله عشرات الأشخاص لا يقوون على الاقتراب منه، لا للدفاع عنه أو حتى إنقاذ ما تبقى من جسده، فالمتهم يمسك سكينًا طويلًا حادًا، يطعن به الفتى في كل موضع، ويمزق جسده أشلاءً، ويلوح به لمن حوله أو من سولت له نفسه إنقاذه، ويتوعدهم بنفس مصيره، وهنا اخترق صفوف المتفرجين رجل تقدم به السن يرتدي عمته وجلبابه الصعيدي، ويمسك في يده نبوت - علمنا أنه ورثه عن أجداده -، وينهال به ضربًا على جسد المتهم، حتى أوقعه أرضًا، واستمر في الضربات، رغبة منه في القضاء على هذا المجرم، حتى تمكن الأهالي من تخليصه من بين يديه، وبالنظر إلى ذلك الرجل، وجدوه والد الفتى إبراهيم.

هذا الكهل الذي استجمع ما تبقى له من قوة في هذه الحياة، نسي مرضه وسقمه ودبت فيه العافية من جديد، وكيف لا وهو يرى المتهم جاثما فوق نجله يكيل له الطعنات، بعد أن غافله من الخلف، واستغل صغر سنه، وقلة حيلته، وأنه دون سلاح أو وسيلة دفاع، وبعد ذلك حاول الأب إنقاذ نجله بنقله للمستشفى، لكنه كان بالفعل قد فارق الحياة.

تم القبض على المتهم ويدعى مسعد 47 عامًا بتهمة قتل المجني عليه إبراهيم 17 سنة، وتمت إحالته إلى جهات التحقيق التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات، وقرر قاضي المعارضات بالجيزة تجديد حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات.

تابع مواقعنا