الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

فضل ليلة النصف من شعبان والأعمال المستحبة فيها

فضل ليلة النصف من
دين وفتوى
فضل ليلة النصف من شعبان
الخميس 23/فبراير/2023 - 04:42 م

يتضح فضل ليلة النصف من شعبان في الاستعداد الحقيقي لدخول شهر رمضان دون بغضاء أو شحناء بل يدخل المسلم الشهر الكريم بقلب سليم خالي من الغل وسوء الأخلاق، ما يجعله مستحقا لبلوغ المغفرة والعتق من النيران في شهر رمضان، وقد ورد عن النبي صلى الله علسه وسلم أحاديث عديدة تؤكد فضل ليلة النصف من شعبان، فيغفر الله فيها للمستغفرين، ويرحم المسترحمين، ويؤخر أهل الحقد كما هم.

 

فضل ليلة النصف من شعبان

ينبغي على المسلمين الاستعداد لنيل فضل ليلة النصف من شعبان من الآن، وهي ليلة ميزها الله عز وجل عن غيرها فيها يطلع الله إلى جميع خلقه ليغفر لهم إلا لمشرك حتى يدع شركه، أو لمشاحن حتى يترك شحنائه، وهو ما رواه ابن ماجه بسنده أيضا عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن.

 

والأحرى بالمسلمين لنيل فضل ليلة النصف من شعبان، أن يسعوا لنيل رضا الله بترك الخصومة ونبذ الشحناء والتوبة إلى الله من المعاصي والذنوب، مع العلم أن موعد ليلة النصف من شعبان سيحين يوم الثلاثاء الموافق 7/3/2023، وبالتقويم الهجري 15 شعبان 1444هـ، حيث تبدأ الليلة بعد غروب شمس يوم الإثنين 6 مارس وتنتهي بفجر الثلاثاء 7 مارس.

فضل ليلة النصف من شعبان

 

هل ورد حديث صحيح في فضل ليلة النصف من شعبان؟

ومع كثرة الأحاديث النبوية التي يكون بعضها صحيح وبعضها ضعيف وفقا لسند الرواية، يتساءل الكثير من المسلمين هل ورد حديث صحيح في فضل ليلة النصف من شعبان؟ والجواب أنه وردت الكثير من الأحاديث حسنها بعض العلماء، وبعضهم ردها وقالوا بأنه لم يصح.

 

والحديث الصحيح في فضل ليلة النصف من شعبان هو ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)، أما الأحاديث الأخرى التي تخص هذه الليلة بالعبادة أو الاحتفال فهي أحاديث ضعيفة.

 

والوارد من الأحاديث النبوية الصحيحة في فضل ليلة النصف من شعبان هو الحث على الإقلاع عن كبيرتين من كبائر الذنوب هما: الشرك، والشحناء. فمن كان حريصا على بلوغ أجر هذه الليلة فعليه العمل بموجب ما ثبت من الأثر، وما جاء الحث عليه.

 

وفي ذلك لابد من التنويه بأن الأحاديث النبوية تنقسم إلى أحاديث صحيحة يتوفر فيها اتصال السند، والعدالة في الرواة، وضبط الرواة، وعدم الشذوذ، وعدم العلة، وأحاديث أخرى حسنة تتوافر فيها شروط الحديث الصحيح إلا شرطا واحدا وهو ضبط الرواة، وأخيرا أحاديث ضعيفة لم تتوفر فيها صفات الصحيح ولا صفات الحسن.

 

ومن الأحاديث الضعيفة في فضل ليلة النصف من شعبان ما يلي:

إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول ألا من مستغفر فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه، ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر.

 

وحديث آخر عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافعا رأسه إلى السماء فقال: يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله، قالت قد قلت وما بي ذلك. ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأ كثر من عدد شعر غنم كلب. وهذا الحديث ضعفه البخاري، وقال الترمذي: لا يعرف.

فضل ليلة النصف من شعبان

 

ماذا يجب أن نفعل في ليلة النصف من شعبان؟

من بين الأسئلة المتعلقة بـ فضل ليلة النصف من شعبان أيضا سؤال البعض ماذا يجب أن نفعل في ليلة النصف من شعبان؟ وهو ما أوضحه حال السلف الصالح قديما كالتالي:

 

قراءة القرآن

كان السلف الصالح يقبلون على قراءة القرآن استعدادا لدخول شهر رمضان فكانوا يريدون الحصول على الشفاء والهداية والبركة التي وصف الله عز وجل بها كتابه الكريم كما جاء في قوله تعالى "قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء" سورة فصلت /44.

 

وفي قراءة القرآن يستحب تحقيق تدبر الآيات والوصول إلى الخشوع الذي يزيد من الإيمان كما جاء في الآية الكريمة "وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا" سورة التوبة /124، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم حال قارئ القرآن "يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فمنزلتك عند آخر آية تقرأ بها".

 

إزالة الخصومة

ومن الأعمال المستحبة قبل ليلة النصف من شعبان أيضا أن يزيل المسلم الخصومة بينه وبين الآخرين، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ".

 

وقد أوضح الفقهاء أن الحقد إذا كانت لحسد وضغن دون حق فهو مذموم شرعا لأنه يثير العداوة والبغضاء والإضرار بالناس، أما إذا كان الحقد على ظالم لا يمكن دفع ظلمه أو استيفاء الحق منه أو على كافر يؤذي المسلمين ولا يُمكنهم دفع أذاه فإن ذلك غير مذموم شرعا.

 

وإزالة الخصومة وعلاج الشحناء والبغضاء يتطلب من المسلم أن يقوم بالإهداء والمصافحة والقضاء على سبب الخصومة الأصلي ومن خلال تبديل الذم مدحا، والتكبر تواضعا، وأن يضع نفسه في مكان غيره، ويتذكر أنه يحب أن يعامل بالرفق والود فيعامل من يحقد عليه كذلك.

 

الصيام

أوضح جمهور أهلم العلم إنه لا يستحب إفراد النصف من شعبان بالصيام بأن يصوم المسلم يوم 15 شعبان، وذلك لعدم وورود أحاديث نبوية تدل على تخصيص النبي لذلك اليوم بالصيام أو بالعبادة أو بالقيام وما نحو ذلك، ولكن الرأي الأرجح من الفقهاء هو جواز صيام النصف من شعبان لمن له عادة صيام الأيام البيض، أو لمن له عادة صيام أكثر أيام شعبان اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.

 

تعمير أوقات الغفلة بالطاعات

يستحب تعمير أوقات شهر شعبان كله بالطاعات والعبادات، فهو شهر يغفل عنه الناس كما أوضح النبي الكريم، وقد روي عن السلف أنهم كانوا يلقبون شهر شعبان بشهر القراء، قال ابن رجب رحمه الله: "ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شُرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن".

فضل ليلة النصف من شعبان

 

هل الدعاء مستجاب في النصف من شعبان؟

أوضح العلماء أن ليلة النصف من شعبان لها مسميات عديدة منها، ليلة البراءة، ليلة الدعاء، ليلة القِسمة، ليلة الإجابة، الليلة المباركة، ليلة الشفاعة، ليلة الغفران والعتق من النيران، وهي معاني تؤكد استجابة الدعاء في تلك الليلة المباركة إذا ما استغلها المسلم في الثلث الأخير من ليلها بالدعاء والتوجه إلى الله بما في القلب من أمور الدنيا والآخرة.

 

 أشهر أدعية ليلة النصف من شعبان ما يلي:

  • اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ.
  • اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ﴾.
  • إليه بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَم، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.
فضل ليلة النصف من شعبان

 

هل تحويل القبلة كان في النصف من شعبان؟

المشهور بين العلماء أن تحويل القبلة كان في النصف الثاني من شعبان، في العام الثاني من الهجرة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر ذلك برغبة قوية، ويقوم في كل يوم متطلعا ومتقلبا وجهه في السماء، يترقب الوحي لتحويل القبلة إلى القبلة التي يرتبط بها قلبيا وروحانيا حيث الكعبة المشرفة.

 

 حتى أمر الله وأنزل قوله الكريم "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ".

 

وكانت الأمة الإسلامية شهدت تحويل القبلة في البدء من الكعبة إلى المسجد الأقصى لحكمة إلهية، تتعلق بالعمل على تقوية إيمان المؤمنين، وعن هذا الأمر استشهد الدكتور علي جمعة بقول الله تعالى (وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ).

 

 قائلا: إن العرب قديما كانوا قبل الإسلام يعظمون البيت الحرام ويمجدونه‏، ثم جاء أمر الله بالاتجاه إلى المسجد الحرام‏ ليس تقليلا من شأن المسجد الأقصى، ولكنه ربط لقلوب المسلمين بحقيقة أخرى هي حقيقة الإسلام‏، حيث رفع سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام قواعد هذا البيت العتيق ليكون خالصا لله‏، وليكون قبلة للإسلام والمسلمين‏.

تابع مواقعنا