السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

آفة حارتنا الفهلوة

الخميس 23/فبراير/2023 - 07:41 م

الفهلوة مصطلح يعرفه الجميع بلا استثناء وسلوك يمارسه البعض حتى أصبح لديهم بمثابة أسلوب حياة لا يستطيعون العيش من دونه. 
ويعود أصل كلمة فهلوة إلى اللغة الفارسية ومعناها 'الرجل الشجاع واسع الحيلة" ولكن ما تحمله الكلمة من معنى حسب استخدامها الآن لا يتماشى مع معناها الأصلي. 

ومن المعروف أن الكلمة تحمل المعنى حسب الاستخدام في كل مجتمع، فإذا نظرنا إلى الشخص الذي يطلق عليه فهلوي لدينا، لا نجده إلا إنسانا يتحايل على القانون والأعراف وكل شيء بغية الوصول إلى ما يريد، وذلك بالطبع غير جيد وخطير للغاية، ولذلك نجد الكثير من علماء الاجتماع قد تحدثوا عن ظاهرة الفهلوة، حيث قالوا إنها أصبحت خطرًا يهدد المجتمع نظرًا لتفشيها بشكل كبير. 

وهنا يقول الدكتور جلال أمين أحد علماء الاجتماع “إن الحراك الاجتماعي في العقود الأخيرة الذي ارتبط بالمال بدلا من الارتباط بقيمة علمية لهو من أسباب تفشي هذه الظاهرة” وهنا نخلص إلى حقيقة، وهي أن طغيان الحياة المادية على نفوس بعض الناس دفعهم إلى استخدام جميع الأساليب والوسائل للحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب المادية، دون الالتفات لأي قيم أخرى من المفترض أن تكون هي الأساس، وذلك أمر غاية في الخطورة، لأن مجتمع كهذا لا يمكنه التقدم والازدهار بشكل حقيقي، ولو أن الحراك الاجتماعي الذي شهده المجتمع ارتبط بقيمة علمية وأخلاقية وبث روح التكافل والمنفعة العامة، بدلا من ارتباطه بالمال والمصلحة الشخصية، لكان قد تحقق الخير الكثير ولكنا رأينا مجتمعًا أفضل من ذلك بكثير وهذا يؤكده الواقع، لأننا نرى الشعوب التي اتخذت من العلم منهاجا وطريقا قد حققت أعلى درجات التقدم والنمو في شتى المجالات، وأولها المجال الاقتصادي الذي هو الأهم لأي دولة، ولن يتحقق ذلك في مجتمعنا إلا بتخلينا عن تلك الظواهر السلبية التي لم ولن تعود علينا بمنفعة حقيقية كأمة بل على العكس تماما، كانت سببا رئيسيا في كل ما نعانيه اليوم. 

لا بد من الإيمان بفكرة الوطن ونهوضه بشكل عام وأن يتعامل كل فرد مع عمله على أنه رسالة يؤديها وليس مجرد وسيلة لكسب المال بأي طريق.
وأيضا يجب أن تكون هذه هي العقيدة الراسخة لدى كل مسئول مهما كان موقعه أو حجمه.. فالمناصب تكليف وأمانة ثقيلة وليست تشريفا ووجاهة ونفوذ.

بهذا تتحقق أحلامنا في النمو والنهوض ونتبوأ مكانتنا التي نتمناها.

تابع مواقعنا