حكم الإسكندرية في السبعينيات وابناه عضوان في البرلمان.. رحيل رشاد عثمان آخر حيتان عصر السادات
توفي اليوم أحد أشهر رجال الأعمال في مدينة الإسكندرية رشاد عثمان، والد النائبين محمد عثمان وأشرف عثمان عضوا غرفتي البرلمان، ليسدل الستار على حياة رجل كانت تحمل العديد من الألغاز والكثير من التساؤلات، لا سيما أنه كان من الشخصيات القريبة من السلطة في عصور مختلفة، بدأت من عصر الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وفاة رشاد عثمان رجل الأعمال
وتعتبر قصة صعود رشاد عثمان واستثماراته من بين تلك الألغاز التي لم يتم حسمها حتى الآن، لا سيما أن العديد من الكتابات تؤكد أنه جاء من الصعيد للإسكندرية دون ممتلكات واضحة أو ثروة، إلا أن الثابت والمؤكد أنه بدأ نشاطاته المختلفة في عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي كان في إحدى الجولات في الإسكندرية، وأشار إلى رشاد عثمان وقال له نصًّا: إسكندرية أمانة في رقبتك، ليعتبرها عثمان بمثابة الإشارة إليه ليطلق يده في الإسكندرية بأكلمها.
ويعتبر أبرز من تحدث عن رشاد عثمان هو الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في كتابه خريف الغضب؛ حيث يوضح أن عثمان جاء إلى المدينة نازحًا من أقصى الصعيد في قنا يبحث عن عمل، شأنه شأن غيره من عشرات الألوف من الباحثين، وعندما بدأت تحقيقات المدعي الاشتراكي معه سنة 1981 كانت تقديرات المحققين أن ثروة رشاد عثمان وصلت إلى ثلاثمائة مليون جنيه.
رحيل رشاد عثمان آخر حيتان عصر السادات
ويقول هيكل في كتابه: كان وصوله إلى الغنى ابتداءً من سنة 1974 وتحقيق ثروة قدرها ثلاثمائة مليون جنيه في سبع سنوات لا بد أن يعتبر معجزة بكل المقاييس، وحتى الآن، وبرغم التحقيقات، فإن أحدًا لم يستطع أن يقدم تفسيرًا كاملًا للطريقة التي تم بها تكديس هذه الثروة الطائلة.
وتكشف تحقيقات المدعي الاشتراكي التي استند لها هيكل في حديثة عن الرجل أن الرجل كان مقاول تفريغ في الميناء، ثم تحول إلى مستورد للسجائر، ثم تحول إلى واحد من أكبر مستوردي الخشب في وقت كانت مصر فيه تعج بمشروعات البناء.
وكان رشاد من بين كبار أعضاء الحزب الوطني، ومن المعروف أنه كان يقدم دعمًا ماليًّا كبيرًا للحملات الانتخابية للمرشحين في مدينة الإسكندرية، ووصل إلى رئاسة جهاز التنمية الشعبية في الإسكندرية.
ومع استمرار صعوده وازدياد نفوذه وجد عثمان نفسه أمام المحاكمة بتهم عديدة، ويصف هيكل أجواء محاكمة الرجل قائلًا: تحمل تقارير عن صرخات أطلقها أثناء وجوده في قفص الاتهام يقول فيها: الله ينتقم منك يا عثمان أحمد عثمان، ثم اندفع في صراخه يصف مقابلته للرئيس السادات، وأردف موجهًا كلامه إلى رئيس المحكمة: لقد جاؤوا بي إلى هنا يا سيادة الرئيس لأني رفضت أن أشارك في الفساد لأني وطني.
ويقول الكاتب ياسر ثابت عن رشاد عثمان: ولم تسقط دولة رشاد عثمان إلا بعد عامين من رحيل الرئيس السادات، وقد انتهى على الرغم من كل ما كان يتمتع به من نفوذ.