دعاء ليلة 15 شعبان لطلب خيري الدنيا والآخرة.. شروط الدعاء وموانع استجابته
يرغب الملايين من المسلمين في الاطلاع على دعاء ليلة 15 شعبان بأدعية كثيرة ومتنوعة لطلب خيري الدنيا والآخرة، وهو ما نوضحه لكم بالتفصيل مع تسليط الضوء على فضل عبادة الدعاء في السنة النبوية المطهرة، وآداب الدعاء التي يرجو بها الداعي استجابة دعائه من الله عز وجل خصوصا إذا ما تزامن دعائه مع ليلة مباركة مثل ليلة النصف من شعبان المرتقبة بعد أيام قليلة من الآن.
دعاء ليلة 15 شعبان
وقبل الخوض في تفاصيل دعاء ليلة 15 شعبان، لابد من التطرق إلى ما قاله الفقهاء بشأن باب الدعاء، حيث يتواجد نوعان من الدعاء، إما دعاء العبادة الذي يتضمن الثناء على الله تعالى بما هو أهله، ويكون مصحوبًا بالخوف والرجاء، وإما أن يكون دعاء المسألة الذي يطلب فيه الداعي ما ينفعه ويتوسل به إلى الله لكشف ما يضره.
وفي النوعين يعد الدعاء من أعظم العبادات التي جاءت في مواضع عديدة من القرآن والسنة كقول الله تعالى "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"، كما ورد فضل الدعاء في السنة عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس شيءٌ أكرمَ على الله تعالى من الدُّعاء".
وفيما يتعلق بـ دعاء ليلة 15 شعبان فلم يرد في السنة النبوية صيغة معينة للدعاء في هذه الليلة تحديدا، ولكن الدعاء في جميع الأوقات والأزمان من السنن النبوية المستحب إتباعها ابتغاء مرضاة الله، فقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن لم يسأَلِ اللهَ، يغضَبْ عليه".
دعاء ليلة 15 شعبان لقضاء الحاجات
- لا إله إلا الله، الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، اللهم لا تدع لي ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين".
- اللهم إني أتوجه إليك بعبدك ونبيك ورسولك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتقضي حاجتي يا رسول الله إني أتوجه بك إلى ربي ليشفعك فيا ويقضي حاجتي.
- اللهمَّ إني عبدُك وابنُ عبدِك وابنُ أَمَتِك ناصيتي بيدِك ماضٍ فيَّ حكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أو أنزلتَه في كتابِك أو علَّمتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزْني وذَهابَ هَمِّي.
- اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك.
- اللهمّ يا دليل الحائرين، ويا رجاء القاصدين، ويا كاشف الهم، ويا فارج الغمّ، اللهمّ زوّجنا، واغننا بحلالك عن حرامك، يا الله، يا كريم، يا ربّ العرش المجيد، ارحمنا برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
- اللهمّ إنّي أسألك باسمك الأعظم، الذي إذا سألك به أحد أجبته، وإذا استغاثك به أحد أغثته، وإذا استنصرك به أحد استنصرته، أن تزوّجني يا رب، يا أرحم الرّاحمين، يا ذا الجلال والإكرام.
دعاء ليلة 15 شعبان لطلب خيري الدنيا والآخرة
ويستحب في دعاء ليلة 15 شعبان ألا يغفل المسلم عن الدعاء لآخرته، ليدخل في قول الله تعالى "وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار"، وما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر.
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء: اللهم إني اسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني اسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به عبدك ونبيك، اللهم إني اسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، واسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا.
وأوضح الفقهاء أنه لا حرج من الدعاء بأمور الدنيا فقط، واستدلوا في ذلك بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم الصحابة التشهد ثم قال في آخره:( ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ مِنَ المَسْأَلَةِ مَا شَاءَ) فلم يحدد النبي شكل الدعاء أو طلبه، بل الأمر في سعة ولكن الصواب أن يدعو الداع بما شاء من خير الدُّنيا والآخرة أيضا.
دعاء ليلة النصف من شعبان إلهي تعرض
ويهتم الكثير من المسلمين بالاطلاع على دعاء ليلة النصف من شعبان إلهي تعرض، حتى يتم ترديده في ليلة 15 شعبان المباركة والتي يطلق عليها أسماء عديدة منها ليلة البراءة وليلة الغفران وليلة القدر، وقالت دار الإفتاء إنه لا مانع شرعا من إطلاق هذه الألقاب على ليلة النصف من شعبان لأن المراد بها إنها ليلة يقدر فيها الخير والرزق ويغفر فيها الذنب.
واستهدت دار الإفتاء بالحديث الوارد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فَقَدْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَخَرَجْتُ أَطْلُبُهُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ!»، فقُلْتُ: وَمَا بِي ذَلِكَ، وَلَكِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعَرِ غَنَمِ كَلْبٍ -وهو اسم قبيلة-» رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد.
نقدم لكم دعاء ليلة النصف من شعبان إلهي تعرض كالتالي:
"إلهي تعرض لك في هذا الليل المتعرضون، وقصدك القاصدون، وأمل فضلك ومعروفك الطالبون، ولك في هذا الليل نفحاتٌ وجوائز وعطايا ومواهب تمن بها على من تشاء من عبادك، وتمنعها من لم تسبق له العناية منك، وها أنا ذا عبيدك الفقير إليك، المؤمل فضلك ومعروفك، فإن كنت يا مولاي تفضلت في هذه الليلة على أحد من خلقك، وعدت عليه بعائدة من عطفك، فصل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين، الخيرين الفاضلين، وجد علي بطولك ومعروفك يا رب العالمين، وصلى الله على محمد خاتم النبيين وآله الطاهرين وسلم تسليمًا، إن الله حميدٌ مجيدٌ، اللـهم إني أدعوك كما أمرت فاستجب لي كما وعدت إنك لا تخلف الميعاد".
ومن دعاء الشيخ الشعراوي رحمه الله في ليلة النصف من شعبان “اللهم إني أشهدك أنى لا أحمل في قلبي غلًا ولا حقدًا ولا حسدًا ولا شحناء ولا بغضاء لأحد من المسلمين، وأني أحللت وسامحت كل مـن ظلمني أو اغتابني من عقوبتك، اللهم فارحم ضعفي وعجزي، واسترني وعافني في بدني، واغفر ذنبي وأجرني من عذابك يوم القيامة”.
دعاء ليلة النصف من شعبان اللهم يا ذا المن
أما دعاء ليلة 15 شعبان بدعاء اللهم يا ذا المن نوضحه لكم مكتوبا بالتشكيل كالتالي:
«اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَيَّ فِي الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِي وَحِرْمَانِي وَطَرْدِي وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِي عِنْدَكَ فِي أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ فِي كِتَابِكَ الْمُنَزَّلِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكَ الْمُرْسَلِ: ﴿ يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾، إِلَهِي بِالتَّجَلِّي الْأَعْظَمِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَهْرِ شَعْبَانَ الْمُكَرَّمِ، الَّتِي يُفْرَقُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ وَيُبْرَمُ، أَنْ تَكْشِفَ عَنَّا مِنَ الْبَلَاءِ مَا نَعْلَمُ وَمَا لَا نَعْلَمُ وَمَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ، إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعَزُّ الْأَكْرَمُ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».
دعاء نصف الليل
يحظى دعاء نصف الليل بخصوصية شديدة فهو لقاء يختلي به العبد مع ربه في جوف الليل والناس نيام، وهو الوقت الذي ينزل فيه الله تعالى إلى السماء الدنيا ليعطي السائلين ويغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين، كما جاء في الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ».
آداب وشروط الدعاء
ونقدم لكم آداب الدعاء ليتم التحلي بها قبل ترديد دعاء ليلة 15 شعبان في نصف الليل كالتالي:
- التوبة وتطهير الباطن، فقد قيل للحسن: ما لنا ندعو الله فلا يستجيب لنا؟ فقال:” دعاكم فلم تستجيبوا له“.
- حضور القلب: فالله عز وجل لا يقبل دعاء من قلب لاهٍ. وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إني لا أحمل هم الإجابة ولكن أحمل هم الدعاء”.
- الافتقار وإظهار المذلة بين يدي الله.
- العزم في الدعاء، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مكره له”.
- عدم الاستعجال، فقد قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله يستجيب لأحدكم ما لم يعجل، يقول دعوت ربي فلم يستجب لي”.
- استقبال القبلة ورفع اليدين عند الدعاء وبدء الدعاء وانتهائه بالحمد والثناء على الله والصلاة والسلام على رسوله.
- تحري أوقات الإجابة وفي ليلة النصف من شعبان تكون الاستجابة في الثلث الأخير من الليل.
- خفض الصوت عند الدعاء والابتعاد عن التكلف.
- الدعاء بيقين في قدرة المدعو حيث الثقة في الاستجابة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "ادعو الله وأنتم موقنين بالإجابة".
- الدعاء بالتوسل الشرعي بأسماء الله وصفاته العليا أو بالإيمان والتوحيد، فلا يصح الدعاء بالتوسل بالأنبياء والصالحين.
موانع استجابة الدعاء
أما موانع استجابة الدعاء فقد حددها الفقهاء كالتالي:
- السهو الغفلة فالله عز وجل لا يتقبل دعاء من عبد لاه.
- أكل الحرام من الربا والسرقات والخيانة وسائر الكسب الخبيث.
- الدعاء بإثم أو قطيعة رحم.
- الاستعجال وترك الدعاء.
- الدعاء بالتجربة دون يقين في قدرة الله عز وجل.
ونختم لكم دعاء ليلة 15 شعبان بالحديث النبوي الشريف: "ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ، ولا قطيعةُ رَحِمٍ؛ إلا أعطاه بها إحدى ثلاثَ: إما أن يُعجِّلَ له دعوتَه، وإما أن يدَّخِرَها له في الآخرةِ، وإما أن يَصرِف عنه من السُّوءِ مثلَها. قالوا: إذًا نُكثِرُ. قال: اللهُ أكثرُ"، فالدعاء إما أن يستجاب وإما أن يدفع بمثله من السوء وإما أن يدخر ليوم القيامة، وللداعي الذي حقق آداب وشروط الدعاء ولم يستجاب له، سيوفيه الله عز وجل الأجر مرتين مرة بدعائه ومرة بصبره على عدم الإجابة واستمراره في الدعاء بإلحاح.