الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

زلزال سوريا يبعث الدفء في العلاقات العربية مع دمشق.. هل باتت العودة مسألة وقت؟

القاهرة 24
سياسة
الإثنين 27/فبراير/2023 - 09:27 م

ضرب الزلزال المدمر سوريا وتركيا، فجر 6 فبراير الجاري، وفجر كارثة إنسانية على جانبي الحدود بين البلدين، لكنه بالتوازي أطلق موجة من الدفء في العلاقات العربية مع دمشق، وتدفقت المساعدات الإنسانية من دول عربية مختلفة، مع اتصالات عربية نادرة، وتصريحات مثيرة للانتباه حول ضرورة تصحيح الوضع وإيجاد نهج مختلف والحوار مع دمشق.

ودفع الزلزال، جهود إعادة سوريا إلى وضعها الطبيعي في محيطها العربي إلى الأمام بشكل غير مسبوق، بعد تعثر الجهود أكثر من مرة مؤخرا، كان آخرها قبل أشهر قليلة على هامش القمة العربية التي استضافتها الجزائر مطلع نوفمبر الماضي.

ويقول عمر رحمون، المتحدث باسم المصالحة السورية، إنه "لا شك بأن الزلزال كان أحد الأسباب الرئيسية في تحريك الجهود الراكده منذ فترة"، وأن الزلزال بدّل الأوضاع ودفع الملف السوري إلى الأمام وسرع من عملية إعادته إلى دوره العربي.

وأشار السياسي السوري في تصريحات لـ القاهرة 24، إلى أن هناك جهودا عربية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية وإلى دورها الطبيعي العربي، لكن هذه الجهود كانت تعرقل لأسباب كثيرة ومعروفة، منوها بأن منها ما هو أمريكي، بالإضافة لوقوف دول أخرى ضد عودة سوريا إلى الحاضنة العربية. 

لكن يبدوا أن كثيرا من هذه المواقف تغيرت الآن.

بعد وقوع الزلزال المدمر، أجرى زعماء عرب بينهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالا هاتفيا بالرئيس السوري بشار الأسد، لتقديم التعزية في ضحايا الزلزال المدمر، والتأكيد على استعداد مصر تقديم كل المساعدات اللازمة، كما تواصل مع الأسد، قادة كل من الإمارات والبحرين والأردن وسلطنة عمان والجزائر وموريتانيا والعراق وفلسطين، كما قدم قادة تونس والسودان رسائل تعزية.

زيارات عربية لـ دمشق.. ونهج سعودي جديد

بالتوازي مع ذلك، انطلق قطار زيارات عربية رفيعة المستوى إلى دمشق، حيث وصل إلى العاصمة السورية 4 وزراء خارجية عرب، آخرهم اليوم سامح شكري، وزير الخارجية المصري، وسبقه وزراء خارجية الإمارات ولبنان والأردن، فضلا عن زيارة وفد من الاتحاد البرلماني العربي أمس إلى دمشق، تضمن رئيس مجلس  النواب المصري حنفي جبالي، والتقى الوفد بالرئيس السوري بشار الأسد.

وقيل أيام صرح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إن هناك إجماعا عربيا بأن الوضع الراهن غير علمي ولا يمكن أن يستمر، وأن هناك حاجة لنهج جديد والحوار مع دمشق لمعالجة كل المسائل الرئيسية، وعلى رأسها الوضع الإنساني، مشيرا في هذا الصدد إلى ملف اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان، وما خلفه الزلزال المدمر من معاناة إنسانية، والتي لن يخففها منها استمرار الوضع الراهن، بحسب قوله.

واعترف الوزير السعودي، بأنه لا يوجد مسار لتحقيق الأهداف القصوى، ويجب أن يتم ذلك من خلال حوار مع دمشق في وقت ما، بطريقة تحقق على الأقل أهم الأهداف، خاصة فيما يتعلق بالجانب الإنساني وعودة اللاجئين وغير ذلك.

ورفض وزير الخارجية السعودي، الإجابة على سؤال بشأن الأنباء المتداولة حول زيارته إلى سوريا، لكن تصريحاته عبرت عن تغير في موقف الرياض تجاه الملف السوري.

ويرى السياسي السوري عمر رحمون، أن "السكوت عن البيان بيان"، وأن تصريحات الوزير بن فرحان "واضحة وتدل على أنه لابد من عودة سوريا إلى وضعها العربي وفتح قناة الحوار مع دمشق".

مصر تؤكد تضمنها مع سوريا بعد الزلزال

وفي دمشق اليوم، صرح شكري، الذي التقى الأسد ونظيره السوري فيصل المقداد، بأن "الهدف من هذه الزيارة هو هدف إنساني في المقام الأول، ونقل التضامن على مستوى القيادة والحكومة والشعب المصري".

وبحسب الرئاسة السورية، نقل شكري، رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، للرئيس السوري، أكد فيها تضامن مصر مع سوريا واستعدادها لمواصلة دعم السوريين بمواجهة آثار الزلزال، بالإضافة إلى حرص القاهرة على تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين.

من جهته، قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن العمل لتحسين العلاقات بين الدول العربية بشكل ثنائي هو الأساس لتحسين الوضع العربي بشكل عام، مؤكدا حرص سوريا على العلاقات التي تربطها مع مصر.

واعتبر رحمون، أن زيارة شكري، طابعها إنساني لكن تحمل الكثير من الرسائل السياسية والدعم والتضامن بعد محنة الزلزال، متابعا: الزيارة موقف أخوي وإنساني شجاع، والزيارة عنوانها إنساني بوقوف مصر إلى جانب أشقائها في سوريا، وهو موقف ليس غريبا عن مصر، فهي تتعامل بموقف الأب والشقيق الأكبر، ما يعبر عن أصالة مصر وشعبها.

وقبل أسبوع أجرى الرئيس السوري زيارة إلى سلطنة عمان، التقى خلالها بالسلطان هيثم بن طارق، وهي ثاني دولة عربية يزورها الأسد بعد الإمارات، منذ اندلاع الأزمة في 2011.

 

تابع مواقعنا