حلم بزيارة الكعبة واحتضتنه أرض مكة.. قصة معتمر جاء من ألمانيا بالعجلة وتوفي على مشارف الحرم
يعيش كل إنسان منا لديه أمنية يحلم بتحقيقها يومًا ما، حتى ولو بأكثر الطرق وعورة وشقاء، يكبر ويتزوج ويصل لأعلى المراتب الحياتية، ويظل يحاول وراء أمنيته لاهثًا آملًا في تحقيقها يومًا ما، هكذا كان غازي شحادة اللاجئ السوري، الذي لطالما حلم بزيارة الكعبة المشرفة والصلاة في بيت الله الحرام، وبمجرد تحقيق حلمه، توفي على مشارف مكة المكرمة، وتحققت أمنيته بدفنه في أحضان أطهر بقاع الأرض.
غازي شحادة البالغ من العمر 53 عاما من حمص، كان حلمه طوال حياته هو السفر لمكة المكرمة على جمل، وفقًا لتصريحات هاني شحادة ابن شقيقه لـ القاهرة 24، ولكن أقنعته عائلته بألا يسافر بهذه المشقة.
سوري يسافر من ألمانيا لمكة بالعجلة
الشقاء في السفر لبيت الله الحرام، كان هدف غازي منذ زمن، فكان يعيش في ألمانيا منذ ما يزيد عن 25 عاما لاجئا سوريا، وحاول مرارًا السفر من هناك على جمل ولكن دائمًا ما كان يأتيه رفض من الدولة التي يعيش بها.
توفي شقيق غازي بحرب سوريا، ومنذ عام ونصف فقد والدته كذلك، لهذا كان يقول إنه لا يريد شيء آخر من الدنيا، لا يريد سوى زيارة الكعبة المشرفة، وكأن الله سمع لتلك الأمنية وأراد أن تكون آخر دعاء له مستجاب، حيث قرر غازي أخيرًا السفر بالدراجة.
لم يقتصر غازي على مراعاته لعشرات الأيتام وكل الأعمال الخيرية التي كان يفعلها، بل كانت طريقة سفره الشاقة يقدمها لوجه الله، وبدأ بتوثيق رحلته التي بدأت قبل 73 يوما، من ألمانيا إلى مكة بالعجلة على السوشيال ميديا، وينشر صوره ومقاطع فيديو له على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك.
كان غازي بشوش الوجه، يظهر في صوره باسمًا فرحًا بطريقه لـ مكة، ومرتديًا ملابس الإحرام البيضاء، لا يعلم أنها ستكون كفنه، أو أن هذا سيكون طريقه الأخير بالدنيا.
بمجرد أن وصل غازي إلى تحقيق حلمه، ووضع على جسده ملابس إحرام جدة، وامتلأ صدره بهواء مكة، لفظ أنفاسه الآخيرة وهو على مشارفها، إثر نوبة قلبية، تاركًا ورائه زوجته وثلاثة أولاد.