الاستخبارات الإيطالية تحذر من صعود تنظيمي داعش والقاعدة في بلدان جنوب الصحراء
سلطت الاستخبارات الإيطالية في التقرير الخاص بسياسة أمن المعلومات لعام 2022 الضوء على أن بلدان إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، تُعد بمثابة مركز ثقل جديد لصمود تنظيمي داعش والقاعدة.
وجاء في التقرير الأمني الإيطالي، الذي حررته دائرة الاستخبارات الإيطالية ونشرته اليوم الثلاثاء، أن هذين التنظيمين الجهاديين الرئيسيين، أظهرا حتى الآن مرونة كبيرة، فقد استجابا للضغط المستمر من جانب قوى مكافحة الإرهاب، بإعادة صياغة العلاقات بين القيادة على المستوى المركزي والجماعات التابعة، في اتجاه لا مركزية تدريجية واستقلالية أكبر في صنع القرار للفروع الإقليمية، وفقا لما نشرته وكالة الأنباء الإيطالية.
وحسب التقرير الاستخباراتي، فإن هذه العوامل السابقة، تسهم من ناحية بتحويل مركز الثقل العملياتي إلى المستوى المحيطي، والذي يعبر اليوم عن قدرة الإسقاط الحقيقية لداعش والقاعدة، ومن ناحية أخرى الحد من آثار الضربات الشديدة التي تلحق بسلسلة القيادة.
المراقبة الدقيقة للإرهاب الجهادي
وأشار التقرير إلى استمرار المراقبة الدقيقة لظاهرة الإرهاب الجهادي، التي شهدت تفويض تنظيمي القاعدة وداعش مسؤوليات أكبر من أي وقت مضى لفروعهما الطرفية، وتعزيز قدرتهما على الإسقاط العملياتي على نطاق محلي، دون التخلي عن مهمتهما الأصلية، إذ تميل الروح الخصوصية لمختلف التشكيلات الإرهابية إلى امتلاك جذور في الديناميات التقليدية التي تمليها وتغذيها الصراعات بين الأعراق.
وتطرق التقرير الأمني الإيطالي إلى الحديث عن العلاقات المختلة في كثير من الأحيان بين الحكومات المركزية والمناطق الطرفية، وكذلك من خلال الإدارة الصعبة للموارد هناك، حيث تتأثر الحقائق الزراعية الرعوية بعوامل تغير المناخ والتي تؤثر من خلال التفاعل بين بعضها، على التدرجات ذات الصلة للتهديد، إذ توفر للجماعات الجهادية أدوات ضغط لإثارة استياء السكان المحليين، لخلق انفصال خطير مع المؤسسات.
وكشف التقرير عن نشاط جهادي ملحوظ في العديد من المواقع، لا سيما في الشرق الأوسط وأفغانستان، وكذلك في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بشكل متزايد، والتي تم تشكيلها الآن كمركز حقيقي جديد للجهاد العالمي.
