أحب الأعمال في ليلة النصف من شعبان.. 10 وصايا مهمة قبل أيام من رمضان
أعمال ليلة النصف من شعبان هي العبادات بل والأفكار الواجب إدخالها إلى العقل من الآن لتهيئة القلب على فعلها دون تسويف أو انتظار لدخول شهر رمضان المبارك، حيث تزداد عمليات البحث عن المستحب فعله في شهر شعبان، وهو شهر أطلق عليه السلف الصالح شهر القراء، فقال ابن رجب رحمه الله: "ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن، ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن".
أعمال ليلة النصف من شعبان
يحرص المسلمون على معرفة أعمال ليلة النصف من شعبان والتي لا تقتصر على الصيام والقيام فقط، وإنما هناك الكثير من العبادات التي تستوجب مجاهدة النفس وترويضها على طاعة الله، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحث على صيام شهر شعبان وعلى تعمير أوقات الغفلة فيه بالأعمال الصالحة، لأن شعبان هو بوابة الدخول لشهر رمضان، وبالالتزام فيه على الطاعات فلن تجد النفس مشقة على استكمال باقي الطاعات من فروض ونوافل في رمضان.
ولكل من يتساءل ما هي أعمال ليلة النصف من شعبان، نذكركم أولا بقول الحسن البصري رحمه الله: “إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا! فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون! ويخسر فيه المبطلون”، ولذلك نقدم لكم نصائح لاغتنام ما تبقى من شهر شعبان لا سيما ليلة النصف من شعبان تحديدا وما بعدها من أيام.
الإكثار من الدعاء
الدعاء مقرونا بآيات الصيام في القرآن الكريم، ومع صيام الأيام البيض من شهر شعبان أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر يستحب للمسلم أن يكثر من دعائه وقت الفطر وفي أوقات جوف الليل، فهو دعاء مستجاب كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم، شرط ترديده بحضور قلب وحالة من الذل والانكسار ويقين في قدرة الله عز وجل، ونوضح لكم أدعية ليلة النصف من شعبان للاستزادة بها من هنــــــــا.
شكر الله على بلوغ الليلة
شكر الله على بلوغ مواسم الخير والطاعة من أفضل أعمال ليلة النصف من شعبان، فمن أكبر نعم الله على العبد أن يوفقه للطاعة، وفي ذلك ويقول الإمام النووي رحمه الله في كتاب الأذكار: “اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرا لله تعالى، أو يثني بما هو أهله"، وليلة النصف من شعبان واحدة من الليالي التي تستوجب شكر الله على بلوغها وبلوغ نفحاتها.
الاستبشار بفضل الله
ينبغي على المسلم أن يستبشر بفضل الله قبل أيام من حلول شهر رمضان مبارك، وهو شهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار، وتغفر الذنوب وتتنزل الرحمات، وكل ذلك لمؤمن فطن عاقل قادر على استغلال أيام الله المباركات، ومنها ليلة النصف من شعبان، فمن يدرك ليلة النصف سيدرك شهر رمضان لأنه استعد وتهيأ، ولذلك ترغب دار الإفتاء المصرية في إحياء ليلة النصف من شعبان بقيام ليلها وصيام نهارها استنادا إلى الأحاديث النبوية الواردة في فضل هذه الليلة.
التوبة وترك الذنوب
من أعمال ليلة النصف من شعبان أيضا التوبة والرجوع إلى الله وترك الذنوب والمعاصي ليدخل العبد في قول الله تعالى من سورة النور "وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، وقد ورد حديث نبوي عن أبي بَكْرٍ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ، ثُمَّ يُصَلِّي، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، إِلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ".
التخطيط لشهر رمضان
إحياء ليلة النصف من شعبان بسائر العبادات والطاعات التي نوهت عنها دار الإفتاء المصرية هي نفسها الأعمال الصالحة التي لابد من الاستمرار عليها طوال شهر رمضان المبارك، فمثلما يخطط الإنسان لدنياه تستوجب منه آخرته أيضا التخطيط لاغتنام الأيام والليالي المبارك سواء أيام شهر شعبان أو ليالي شهر رمضان.
تعمير أوقات الغفلة
ينشغل الكثيرون في النصف الثاني من شعبان بشراء مستلزمات شهر رمضان وبتجهيز المنزل وترتيبه وتنظيفه، وهي أوقات غفلة تقع فيها الكثير من النساء تحديدا، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تعمير أوقات شهر شعبان بالطاعة فقال عليه الصلاة والسلام " «العبادة في الهرج كالهجرة إليَ»، وفي حديث آخر عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: "قلت: يا رسول الله! لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم».
الاستعانة بالله
من ضمن أعمال ليلة النصف من شعبان أيضا أن يستعين المسلم بالله عز وجل وبقدرته التي تعينه على الطاعة في هذه الليلة سواء كانت بقيام الليل بعد أذان العشاء يوم الإثنين الموافق 14 شعبان 1444 هـ وبالتقويم الميلادي 6 مارس 2023 خاصة القيام في الثلث الأخير من الليل، أو بصيام النهار من طلوع فجر يوم الثلاثاء الموافق 15 شعبان وبالتاريخ الميلادي 7 مارس، ويدخل صيام النصف من شعبان ضمن صيام الأيام البيض ولا كراهة في صيامه كما أوضحت دار الإفتاء المصرية.
الاطلاع على أعمال الصحابة والسلف
كان يكثر الصحابة والسلف الصالح من الأعمال المستحبة في ليلة النصف من شعبان وهي بمثابة التهيئة لعبادات شهر رمضان فكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع الأعمال وأقبل على قراءة القرآن، وكان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمة، ولذلك يفضل الإكثار من تلاوة القرآن اغتناما للزمان والمكان.
ترك الخصومة
أفضل الخلق المستحب قبل ليلة النصف من شعبان هو التحلي بخلق العفو عن الناس، وهو الخلق الذي يتناسب مع الأيام القليلة المتبقية على دخول شهر رمضان، ولذلك يجب على المسلم أن يجاهد نفسه لنزع البغضاء من قلبه، وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف "من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهُ دعاه الله عز وجل على رُؤوس الخلائق حتى يخيِّره الله من الحور ما شاء"، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليطلع ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك أو مشاحن).
إفطار صائم
يوم النصف من شعبان هو يوم صيام ضمن صيام الأيام البيض، ولمن يرغب في الاجتهاد في ذلك اليوم والحصول على أجر مضاعف من صيامه، فعليه بإفطار صائم ولو بالقليل لقول النبي صلى الله عليه وسلم “من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا”.
نختم لكم أعمال ليلة النصف من شعبان بما أوضحته دار الإفتاء المصرية في منشور سابق لها على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك " إياك أن تكون من الغافلين عن فضل شهر شعبان وثواب العمل فيه، وتذكَّر أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان حريصًا على إحياء نهاره بالصيام، فلما سُئل عن ذلك قال: «ذلِكَ شَهْرٌ يغفل الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضان...».