زوج يكتب جوابا لزوجته ويتوفى بعده.. والابن: كان بيحبها جدا والرسائل كانت لغتهم
حبي الوحيد، حبيبتي الغالية زوجتي العزيزة، بحبك، عبارات كُتبت على ورقة بيضاء عجّت بالرومانسية النقية، بيّنت مدى حب زوج لزوجته واحترامه لها وتفاعل معها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، كما تأثر بها أيضًا بسبب وفاة صاحب الرسالة، أستاذ سعودي مدرس العلوم، الذي أثبت بكلماته الرقيقة أن الحب لا يعرف سنًّا أو طريقة معينة للتعبير عنه، وأنه يظل للنهاية حيًّا ينبض.
زوج يكتب رسالة لزوجته
جاء في نص الرسالة التي وُجدت في طوق قميصه: حبيبتي الغالية زوجتي العزيزة حبي الوحيد بحبك بحبك بحبك، بس الظروف مش مساعدة على الكلام لأن مسؤولية المدرسة والعيال كبيرة جدا جدا، ومسؤولية العمل في ظروف غير مناسبة أكثر صعوبة هتقولي وأنا مالي؟ إذا ماكنتيش انتي اللي تعذريني مين يعذرني فأنت حبيبتي التي لا أرى غيرها ولن أرى غيرها مهما عشت حبيبتي إلى آخر العمر.
روى الابن أحمد قصة حب وزواج والده ووالدته لـ القاهرة 24، حيث تزوج الأستاذ سعودي عام 1996، بعدما فُتن بشقيقة صديقته بالمدرسة، وقرر الزواج منها، وعلى الرغم من أن العلاقة في بدايتها كانت صعبة، لأن الزوجة جاءها تعيين بالكويت، ولكن ثقافة إرسال الجواب هي المنقذ الوحيد للعلاقة، وبث فيها روح الحب واللهفة بينهما، بلغتهم المحببة.
احتفظت الزوجة سعاد طوال الفترة الماضية بكافة الرسائل المرسلة إليها من زوجها سعودي محمد، كانت تعلم جيدًا أنه خجول كثيرًا، والجواب هو الطريقة الوحيدة للتعبير عن حبه الكبير لزوجته.
حتى المشكلات التي كانت تنشب بينهما مثل أي بيت، كان ينجح في إنهائها بـ "كلمة حلوة" لتنتهي المشادة بابتسامة الزوجة التي كانت تعلم جيدًا طباع زوجها، وأنه من أكثر الرجال التي جمعت بين الحنية والاحترام.
عرفت قيمة أبويا وهو حي، عمره ما ضرب ولا زعق ولا كان بيسخر من حد فينا، كان فوق المحترم، بهذه العبارة وصف الابن أحمد صفات والده سعودي، وكيف كان المنزل الذي يرأسه رب أسرة بتلك الأخلاق، وتعامله معه وشقيقتيه الاثنتين، بل والمدرسة التي أصبح مديرًا لها مؤخرًا، فدائمًا ما كان زملاؤه بالمدرسة وأولياء الأمور يحبونه ويثنون على أخلاقه وكرمه وحبه لطلابه.
حتى أن يمين الطلاق الذي يعتبره الكثير من الأزواج جملة عابرة ينطقون بها من وقت للثاني، لم ينطق به سعودي أبدًا لزوجته، بل كان يفتخر بحبه لها ولأولاده دائمًا.
ظهر حب سعودي لأسرته في أكثر من طريقة حتى لو لم يستطِع التعبير عن ذلك من خلال حديثه، بل ظهر في الاهتمام والغيرة والخوف، حتى المحفظة الصغيرة التي كانت تحمل رسائل الحب، كانت دائمًا ما تحمل صورة لأسرته في مقدمتها.
كتبت الجرائد عام 2008 عن المدرس المتعاون، سعودي محمد، فكان يرشد أولاده وطلابه، ويعطي دروس مجانية، فكان دائمًا ما يرى أن العلم سيصبح صدقة جارية له بعد مماته، وكأنه كان يعلم أن الآلاف سيدعون له بالرحمة والغفران.
زوجة سعودي فرحت كثيرًا بجوابه الأخير، وكأنه كان بمثابة اعتذار لها عن انشغاله عنها الفترة الأخيرة، فبسبب أعمال الدراسة والمسؤولية التي أثقلته، تسببت في غيابه وقت أطول عن زوجته، لذلك كانت منزعجة من الظروف المحيطة به، التي على أساسها كتب الجواب، 15 يناير الماضي، وقبل عيد ميلادها.
ردت زوجة سعودي على رسالته برسالة أخرى، بينت له كم أن تلك الرسالة جعلت السعادة تتخلل روحها، وكأنها عادت لهفتها لزوجها من جديد، حتى أنها سامحته على قلة اهتمامه بها بسبب عمله.
بعد عيد ميلاد الأم سعاد، بنحو 4 أيام، توفي زوجها الأستاذ سعودي، عن عمر ناهز الـ 58 عامًا، دون أن يشتكي همًا أو مرضًا، تاركًا وراءه إرثًا كبيرًا من الحب والعطف لزوجته وأبنائه الثلاثة.
