دهاليز الشك
خلال الأيام اللي فاتت انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة عجيبة كان وراها قصة أعجب.. الزوج والزوجة -(اللي مش معروف أسماءهم)- لما اتجوزوا كان حلم حياتهم إن ربنا يرزقهم بطفل.. كانت وجهة نظرهم إن الطفل ده هو اللي هيكلل حبهم وهيبقى الثمرة اللي هتكمل الحدوتة الحلوة في كل تفاصيلها من البداية للنهاية.. صحيح إن موضوع الخلفة ده بأمر ربنا في الأول أو في الآخر وصحيح كمان إنهم اتأخروا شوية والحمل ماحصلش في بداية الجواز وأخد مدة بس فضلت الرغبة في تحقيق الحلم شيء مشترك بين الاتنين وبمنتهى الحماس.. ولإن كل هدف هتسعى له هيتحقق حتى لو أخد شوية وقت في البداية؛ حصل اللي بيتمنوه فعلًا.. الزوجة حامل.. خبر أخد حظه من الاحتفال بيه من الأسرتين وطبعًا من الزوج والزوجة في المقام الأول.. فات بعد الخبر يوم واتنين وأسبوع وشهر وبدأت حاجة غريبة تحصل لاحظتها الزوجة.. الزوج بقى مش مهتم بيها زي الأول بعد خبر الحمل!.. يعني عدم اهتمام في المطلق؟.. لأ.. مش ده اللي كانت حاسة بيه.. أومال؟.. تركيزه مع الموبايل وقعداته عليه هي اللي زادت!.. طب وإيه يعني؟.. لأ طبعًا دي مش طبيعته وأكيد فيه واحدة تانية في حياته!.. يا بنت الناس استهدي بالله وحرام عليكي ماتخربيش على نفسك!.. أيوا لو ده مش صح يبقى اللي بيحصل إيه معناه!، قاعد معظم وقته في البيت مركز في الموبايل وعلى وشه ابتسامة بتدل إن فيه شيء عاجبه بيحصل فأكيد مليون % بيتكلم مع واحدة غيري عشان أنا بقيت حامل وشكلي هيتغير فبيدور على بديل بقى!.. يا حضرة الزوجة المحترمة يعني هو هيمسح بأستيكة قصة حبكم العظيمة الكبيرة دي ويقرر يخونك بعد أول شهر من الحمل!.. مش مثلًا بعد ما تخلفي وتبان عليكي آثار الحمل وكده!.. لأ هو بيخونني وأنا واثقة!.. قررت تعمل إيه؟.. تقتحم أساس المشكلة وتشوف الموبايل بتاعه.. انتظرت لحد ما نام بعد ما رجع من الشغل وقبل ما يصحى ويبدأ العادة الجديدة بتاعته في مسكة الموبايل وراحت واخداه وفتحته ببصمة الوجه وهو مش حاسس وبصت فيه!.. والنتيجة؟.. فتحت الصفحات اللي عمل عليها بحث لقت عشرات إن ماكنش مئات عمليات البحث عن إيه بقى؟.. موضوعات من نوعية: (كيف أصبح أبا جيدا؟).. (كيف أهتم بزوجتي الحامل؟).. (خطوات هامة لتربية طفلي تربية سليمة).. (كيف أصبح زوج مُحب محبة مستمرة؟).. وغيرها من الموضوعات اللي بالشكل ده!.. بس كده؟.. لأ.. الشات على الواتس آب أو في الماسنجر كان فيه شات كتير بينه وبين متخصصين تابعين لمراكز أو صفحات بيقدموا نصايح في نفس سكة الموضوعات اللي فاتت، وبيجاوبوه على أسئلته اللي مش بتخلص.. يعني من الآخر الزوج كان فعلًا مركز مع الموبايل في الفترة الأخيرة بس عشان عايز يعرف إزاى يكون زوج جيد في حياة زوجته أثناء فترة حملها ثم أب جيد مع طفلهم المنتظر.. الزوجة حست إن من واجبها حتى ولو كانت شاكة فيه بينها وبين نفسها لكن اعتذارها لازم يكون على الملأ قدام كل الناس.. صورت بموبايلها موبايل جوزها وفيه نتائج البحث اللي عملها وفي خلفية الصورة جوزها وهو نايم وكتبت القصة كاملة!.
• القصة اللي في السطور القليلة اللي جاية من القصص القصيرة جدًّا والمؤثرة جدًّا اللي تم نشرها بأكتر من لغة منهم العربية طبعًا واللي للأسف ماقدرتش أعرف هي بقلم مين لكن مغزاها المُلهم هو اللي دفعني عشان أنقلها مع الوعد بمواصلة البحث الجاد حتى الوصول لاسم صاحبها ونسبها له.. القصة: (لم أعثر على فأسي فاشتبَهت بأن ابن جاري قد سرقه مني فشرعت بمراقبته.. فكانت مشيته مشية نموذجية لسارق فأس، وكان الكلام الذي ينطق به مثل كلام سارق فأس، وتصرفاته تفضحه وكأنه سارق فأس!.. فبتُّ ليلتي ساهرًا حزينًا أضناني التفكير مما جرى لي مع ابن جاري.. وبصورة غير متوقعة وبينما كنت أقلّب التراب عثرت على الفأس!.. وعندما نظرت إلى ابن جاري في اليوم التالي من جديد لم يظهر لي شيء.. لا في مشيته ولا في هيأته ولا في سلوكه يوحي بأنه سارق الفأس.. ليلة أمس كنت أنا أكبر سارق!.. فعندما اتهمت ابن جاري ظُلمًا سرقت أمانته وبراءته، وعندما بِتُّ في حزنٍ وأرق، سرقت يومًا من حياتي).
• من فترة حكيت لصديق عزيز عليا مشكلة معينة حصلت بيني وبين شخص ما وطلبت من صديقي نصيحة في التصرف الصح مع الشخص ده خصوصًا إني مش حابب أخسره وإني بحترمه وإن سبب زعله أصلًا وهمي ومش حقيقي عكس ما هو فاكر.. كان رده إني أتكلم معاه بس بشرط إني أبدأ كلامي معاه بجملة (ممكن تكرمني بُحسن ظنك؟).. بس كده؟.. أيوا.. والحقيقة إنها كانت جملة عظيمة لبداية مصالحة عظيمة دوبت كتير من جبل التلج اللي بيني وبين الشخص ده.. الجملة على قد بساطتها على قد ما بتخلّي اللي قدامك يشوف إزاى إنك شاريه وشاري خاطره وإنك مش عايزه يفهمك غلط ولا تخسره وإنك صعبان عليك إن سوء الظن هو اللي يكتب كلمة النهاية بينكم.. باختصار كإنك بتقول هنتكلم في كل حاجة مزعلاك مني بس ممكن في الأول تكرمني بحُسن ظنك.. حاجة كده قريبة من اللي كانت بتتقال في الصعيد عندنا (من جه لدارك جاب الحق عليك).. في أي علاقة سواء صداقة أو حب أو حتى شغل لو مش مستأمن فلان من البداية يبقى متقربوش منك من الأساس.. لو الشك هو اللي هيحكم علاقتنا فأنا مش عايز العلاقة ولا عايزك.. أصدقاء كتير اتفرقوا بسبب سوس الشك اللي نخر في متانة صداقتهم.. نفوس كتير شالت من بعض بسبب وجود شخص ثالث زرع بذرة الشك في قلب طرف من الطرفين وبدل ما الطرف ده يبعد البذرة للأسف كان هو أول إيد بترويها.. الشك بيوهمك إنك قاري النوايا، وإن الكون متآمر عليك، وإنك مادة قابلة للخيانة بمنتهى اليُسر.. أسهل حاجة إنك تشك وترمي التهم على غيرك بس الأصعب إنك تكون واثق في نفسك وفي اختياراتك.. لو فيه حاجة تستحق الشك على طول الخط فتبقى هي الشك إن وارد جدًا غيرك يكونوا هما الصح وأنت الغلط.