أبناء الأصول
تلك الكلمة تطلق دائما على الشخص سواء كان رجلا أو امرأة عند مواقف معينة يظهر فيها نبل الشخصية بشكل عام، ويكون التصرف على عكس المتوقع في العادي.
ولكن هل هناك معايير محددة ظاهرة نعرف بها أبناء الأصول حتى قبل التعامل معهم؟
أرى أن الاعتماد الكلي على معايير محددة قبل التعامل ليست صحيحة على الأغلب، والأمر كله لا يتضح إلا بالاختلاط والمواقف فقط، وكل المفاهيم الموروثة عن تقييم الشخص من خلال عائلته وعراقتها، أو مكانته الاجتماعية ودرجة تعليمه، أو حتى ثروته الموروثة وما يملكه كدليل على أنه ابن أصول أو ابن ناس كما يقول البعض.
كل هذا على أهميته وضرورة وجود بعضه خاصة التاريخ العائلي وهو الأولى من ببن ما ذكرت، ليس معيارا حقيقيا نستطيع الاطمئنان إليه في الحكم على الأشخاص، وإن كانت بعض تلك الأمور دالة في كثير من الأحيان وخاصة عراقة العائلة التي ينتمي إليها الشخص ومعرفة أصلها وفصلها.
مع هذا فإن الكلمة بمعناها الدقيق غير ذلك وأبعد منه لأننا نرى من أبناء العائلة الواحدة تباينا في الأخلاق والشخصية والتعامل.
فهناك أبناء عائلات ذات أصول معروفة وعريقة نجد منهم أحط التصرفات والأفعال وقد يتساوون بمن لا أصل لهم على الإطلاق.
لكن وبكل صراحة ووضوح في المقابل لا أستطيع القول بأن هناك من بين أبناء العائلات المعروفة بالسوء بشكل عام من يحمل نبلا في شخصيته وإن حاول إظهار ذلك.. فإنه عند المرحلة الفاصلة ستظهر خسته مهما حاول إخفائها، فهؤلاء يظهر سوء أخلاقهم بشكل أسرع من هؤلاء الذين ينتمون إلى بيئة جيدة لكنهم مشوهون من الداخل.
كلامي هنا ليس للقول بأن فكرة عائلة الشخص وتاريخها ليست مهمة وأن الجميع سواسية.. بالطبع لا.
فهناك جينات تتحكم في الأمر ولكن يمكن أن تشوه في العائلة الواحدة بدخول عنصر لا يحملها فيظهر أثره على بعض أبنائها.
أما عن المواصفات الأخلاقية لأبناء الأصول فهي تنحصر في عدة خصال.
هو شخص يصدح بالحق مهما كلفه الأمر، ورؤيته دائما واضحة غير مشوشة فلا يقف على الحياد أو يميل إلى جانب الضلال أبدا مهما كلفه الأمر، ويحفظ الجميل وكأنه طوق في عنقه.
وتكون القيم والمبادئ والضوابط السليمة هي منهجه ومنهاجه لا يحيد عنها مهما كان، وقد يخسر الكثير من الأشخاص مقابل أن يربح نفسه.. باختصار هو شخص صادق وذلك ليس بالأمر السهل وأصعب ما فيه أن يصدق الإنسان مع نفسه قبل الناس ويواجهها ويرى هل يشعر بالخجل عند تلك المواجهة أم أنه يشعر بالفخر والاعتزاز.
وهو شخص يعرف جيدا أين يضع إنسانيته وذلك أمر هام جدا، لأننا نرى البعض يظهرون الإنسانية في غير موضعها، فيتعاطف مع مجرم على حساب ضحية، أو ربما يساوي بينهما بحجة الحياد أو عدم وضوح الرؤية، وهو في الحقيقة يحمل شيئا من الوضاعة بداخله تشوشه وربما لا يدري.
وفي النهاية أقول لكل شخص ليس أنت من سيمنح نفسه تلك الصفة.. ولكنك ستسمعها من الناس وخاصة الذين يتعاملون معك كإنسان ولا يعرفون عنك الكثير ويكون تقييمهم من خلال موقف ما فتجد الكلمة قد خرجت وحدها.. أنت ابن أصول أو بنت أصول.
ابن الأصول تعرفه حين تكرمه فهو يعرف الفضل جيدا ويميز بين الطيب والخبيث.
