سنشد عضدك بأخيك.. تفاصيل تبرع شاب بكليته لشقيقه لإنقاذ حياته بأسيوط | فيديو وصور
داخل أروقة المستشفى الجامعي بأسيوط، تجسدت قصة تضحية نادرة بين أشخاص رفضوا أن يعيشوا الحياة بدون أحبائهم فقرروا أن يتبرعوا بجزء من جسدهم لإنقاذهم، وآخرهم شاب تبرع لشقيقه الأكبر بكليته لإنقاذ حياته من الموت.
تفاصيل تبرع شاب بكليته لشقيقه لإنقاذ حياته بأسيوط
قال أحمد عبد الرحمن، موظف بجامعة أسيوط، ووالد الشقيقين، إن نجله الأكبر والمريض يدعى حسام، يبلغ عمره 30 عاما، طالب بكلية الحقوق بجامعة أسيوط، والأصغر يدعى فارس، يبلغ عمره 21 عاما، حاصل على دبلوم ويعمل عامل حر، وهو الذي تبرع لشقيقة بكليته لإنقاذ حياته.
وأضاف أن القصة بدأت منذ 9 سنوات حينما تورم جسد حسام فجأة بدون أي أعراض مرضية سابقة، وعند التوجه به للأطباء أخبروهم أنه مصاب بفشل كلوي في الكليتين وأنهما متدهورتان، ولابد من إجراء جلسات غسيل كلوي صناعي، وبعدها خضع لجلسات الغسيل بمستشفى الطلبة بجامعة أسيوط، واستمر ذلك طيلة 8 سنوات ماضية حتى تدهورت صحته وأصبح غير قادر على الغسيل الكلوي وممارسة حياته الطبيعة وهو ما جعل الأسرة تقرر أن يتم اللجوء إلى إجراء عملية نقل كلى.
وتابع الأب أنهم توجهوا للأطباء لإخبارهم برغبتهم في إجراء عملية نقل كلى ووافق الأطباء وطمأنوهم أنها أصبحت سهله ونسبة نجاحها كبير، ولكن يجب توفير متبرع متطابق، مشيرا إلى أنه في هذه اللحظة قرر أن يتبرع لنجله بكليته ولكن نظرا لإصابته بمرض السكري أخبره الأطباء أنه لا يصلح لإجراء العملية، وهو ما جعل نجله الأصغر فارس يقرر دون تردد أن يتبرع لشقيقه بكليته لإنقاذ شقيقه من الموت.
وأوضح أن الأسرة وافقت على تبرع فارس نظرا لأنه الأمل الوحيد في إنقاذ شقيقه ولا يوجد فرص أخرى أمامهم، مشيرا أنهم بدأوا في إجراءات التحاليل والفحوصات الخاصة بالعملية منذ عام حتى تقرر إجراءها يوم الأحد الماضي، وبالفعل أجريت داخل مستشفى المسالك البولية والكلى الجامعي بأسيوط، على نفقة جامعة أسيوط.
وأشار أن العملية تمت بنجاح، وتم نقل نجليه إلى غرفة العناية المركزة، وبعدها بساعات أفاقوا من المخدر وتمكن من التحدث معهما والتأكد من سلامتهما، موضحا أن الأطباء اخبروه أنهما سيظلان لمدة أسبوع داخل العناية للتأكد من سلامتهما تماما، وبعد ذلك سيتم نقلهما لغرفة عادية، موجها الشكر للدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، ومدير مستشفى المسالك البولية والتناسلية والكلى الجامعي بأسيوط، والطاقم الطبي الذي أجرى العملية.
ومن جهته، كشف الدكتور هشام مختار حمودة، مدير وحدة زراعة الكلى، أن المريض كان يعانى من فشل كلوى مزمن من 10 سنوات، ويعالج بغسيل دموي 3 مرات أسبوعيا منذ ذلك الحين، وكان يعانى من التهاب مزمن وتلف كامل بالكليتين نتيجة ارتجاع بالحالبين وعيب خلقي نتج عن ازدواجهما، وتمت العملية بنجاح وتم التعامل مع ازدواج الحالبين وكذلك تشعب وامتداد شريان الكلية المتبرع ( الكلى اليمنى) خلف الوريد الأجوف السفلى بنجاح.
وأشار الدكتور هشام مختار إلى قيادته الفريق الطبي المسئول عن العملية، والذى ضم عدد من الأساتذة المساعدين بقسم جراحة المسالك البولية وهم الدكتور ربيع جاد الكريم، والدكتور نصر الدين محمد، والدكتور أحمد رضا، والمدرسان المساعدان بذات القسم وهما الدكتور عمرو مصطفى والدكتور لؤى، وقام بالتخدير فريق من قسم التخدير بجامعة أسيوط بقيادة الدكتور عبد الرؤوف محمد سيد مدرس التخدير والدكتور ابراهيم امبابى مدرس التخدير، متوجهاً بشكره إلى كافة أعضاء الفريق الطبي من أساتذة وأطباء متخصصين فى مجالات جراحة المسالك البولية والتخدير والباطنة والفريق المعاون من أطباء الأشعة والباثولوجيا الإكلينيكية والصيدلة الإكلينيكية وفريق التمريض.