السبت 23 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

نموذج لشركات الـdeep tech في مصر.. لاب ترونك: نهدف لتقليل استيراد أجهزة التكنولوجيا | حوار

المهندس محمد سعد
اقتصاد
المهندس محمد سعد
الأربعاء 08/مارس/2023 - 06:24 م

في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت بشكل كبير على اقتصادات الدول النامية، ما دفع الكثير من الشركات الناشئة للخارج، إلا أنه برزت بشكل كبير العديد من الشركات التي تقدم نموذجًا مختلفًا لتوطين الصناعة القائمة على التكنولوجيا deep tech، منها شركة لاب ترونك، مستفيدة من دعم الدولة لهذا لقطاع ريادة الأعمال والتيسيرات المقدمة له.

وأجرى القاهرة 24 حوارًا مع المهندس محمد سعد، الشريك المؤسس لـSanam Ventures وهي Venture Studio، وهي عبارة عن بيئة احتضان كبيرة تستثمر في الشركات الناشئة، ومن ضمنها لاب ترونك، وهي منصة تصنيع المعامل التكنولوجية التي تخدم العملية التعليمية في جامعات مصر ومعاملها الفنية، إلى جانب المهندس مصطفى عليوه، المدير التنفيذي لشركة لاب ترونك، والمهندس أحمد نشأت، المدير التقني للشركة، للتعرف على دور لاب ترونك، والمنافسة في قطاع الشركات الناشئة، والدعم المقدم من الدولة.

ما هي شركة لاب ترونك وما الدافع لإنشائها؟

لاب ترونك هي شركة متخصصة في تطوير وتصنيع الأجهزة التعليمية لكليات الهندسة والكليات التكنولوجية والمدارس الفنية والتقنية؛ وتأسست الشركة في عام 2020 بمبادرة من مجموعة من الشباب المصريين الذين أدركوا الحاجة لهذه الأجهزة، التي تؤثر بشكل كبير على جودة التعليم التقني في مصر، وتطوير الصناعة التعليمية المحلية. 

ما المشكلة التي تعمل على حلها؟ وكيف يمكن أن تسهم في تنمية المجتمع؟

تعمل شركة لاب ترونك على حل مشكلة الاعتماد الكبير على الاستيراد فيما يتعلق بالأجهزة التعليمية الهندسية والتكنولوجية، حيث تهدف إلى توطين الصناعة المحلية في هذا المجال وتقليل الإنفاق الدولاري في استيراد تلك المعدات من خارج مصر؛ ما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد. 

كما تساهم الشركة في تنمية التعليم من خلال تحسين جودة التعليم التقني والهندسي ومحو الأمية التكنولوجية، بحيث يصبح خريجو الكليات الهندسية قادرين على التأقلم مع سوق العمل.

ما الذي يميز منتجك أو خدمتك عن المنافسين؟

تمتاز منتجات شركة لاب ترونك بجودتها العالية وأسعارها التنافسية؛ حيث تتميز بتصميماتها الفريدة والمبتكرة التي تلبي احتياجات العملاء بشكل كامل، كما تتمتع الشركة بخدمة ما بعد البيع المميزة التي تساعد العملاء على تحقيق أقصى استفادة من منتجاتها.

المهندس مصطفى عليوة والمهندس أحمد نشأت

هل يمكنك وصف التحدي الذي واجهته أثناء بناء شركتك وكيف تغلبت عليه؟

كشركة تعمل في تصنيع معدات التعليم، واجهتنا تحديات كثيرة خلال بناء الشركة، على رأسها:

سلسلة التوريدات، وهي أحد أكبر التحديات التي واجهتنا لتقديم منتجات عالية الجودة للعملاء في ظل وجود العديد من الصعوبات في سلاسل التوريدات والأزمات العالمية، فقد سعت شركتنا إلى تقليل سلاسل التوريدات، وتحسين عمليات الإنتاج وتوظيف أفضل المهندسين والمبرمجين واستخدام أفضل المواد الخام المتاحة.

المنافسة الشديدة في سوق المنتجات التعليمية، فاضطررنا لإنشاء خطة تسويقية فعالة، وعززنا علاقاتنا مع العملاء الحاليين والمحتملين.

بالإضافة إلى التحديات التي واجهتنا فيما يتعلق بالجودة والمنافسة، كان التمويل أيضًا تحديًا كبيرًا؛ حيث تعتمد شركات التصنيع على الاستثمار بشكل رئيسي لتحقيق النمو والاستمرارية، وقد واجهتنا صعوبات في الحصول على التمويل اللازم لتلبية احتياجات الشركة وتوسيع نطاق العمل والقدرة على المنافسة، ويتطلب ذلك منا البحث عن الخيارات المناسبة للتمويل وإدارة الموارد بحكمة لتحقيق الأهداف المطلوبة. 

كما عملنا على تحسين التعاملات المالية للشركة وتعزيز العلاقات مع البنوك والمستثمرين، وتمكّنا من الحصول على التمويل المناسب من خلال عرض خطط العمل والنماذج التجارية الواضحة والمقنعة للمستثمرين والبنوك؛ كما تعاونّا مع شركات التمويل والمستثمرين الراغبين في دعم شركات الصناعة التعليمية، التي تحمل رؤية مشتركة لتحسين جودة التعليم والاستثمار في المستقبل.

بشكل عام، كان التغلب على تحدي التمويل يتطلب الكثير من التخطيط والتنظيم والعمل الشاق؛ ومع ذلك، تمكنت شركتنا من تحقيق النمو المطلوب وتوفير منتجات تعليمية عالية الجودة للمدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية داخل مصر وخارجها.

ما هي أكبر نجاحات حققتها الشركة حتى الآن؟

حققت شركة لاب ترونك عدة نجاحات، من بينها النمو المتسارع في حجم المبيعات والانتشار في السوق المحلية؛ كما حصلت الشركة على عدة عقود من جهات علمية مرموقة واعترافات من الجهات الحكومية والخاصة على جودة المنتجات والخدمات التي تقدمها.

ما هي أهدافك المستقبلية لشركتك؟

تهدف شركة لاب ترونك إلى زيادة إنتاجيتها خلال العام الحالي، ونشر منتجاتها على نطاق أوسع في السوق المحلية والدولية، كما تسعى الشركة إلى توسيع مجال عملها من خلال تصنيع أجهزة البحث العلمي ودعم الشركات الناشئة في تطوير نماذجها الأولية. 

كيف تساهم شركتكم في أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة؟

تسعى شركة لاب ترونك إلى تحسين جودة التعليم التقني والهندسي في مصر، وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا المحلية في هذا المجال، كما تعمل الشركة على تطبيق ممارسات الإنتاج الصديقة للبيئة، وتعزيز الاستدامة في جميع جوانب عملها، بالإضافة إلى أن الهدف الرئيسي للشركة هو نشر الوعي التعليمي، ومحو الأمية التكنولوجية على الصعيد المحلي والدولي.

ماذا عن دعم سنام فنتشرز لشركة لاب ترونك؟

كانت شركة سنام فنتشرز دائمًا موجودة وداعمة للشركة خلال مراحل النمو المختلفة، حيث قدمت النصح والإرشاد لتحسين الأداء وتحقيق الأهداف، فضلًا عن أنها ساهمت في دعم تطوير وإطلاق منتجات الشركة الجديدة، وتوسيع قاعدة عملائها وشركائها في الأسواق المختلفة، كما أنها قدمت الدعم المادي اللازم لتطوير ونمو الشركة بشكل كبير. 

كيف يتم الاهتمام بالجودة وخدمة بعد البيع؟

يعتبر الاهتمام بالجودة وخدمة ما بعد البيع أحد الأسس الرئيسية لشركتنا ونحن نوليها اهتمامًا كبيرًا. 

بالنسبة للجودة، نتبع معايير صارمة في جميع مراحل إنتاج المعدات التعليمية؛ لضمان تحقيق أعلى مستويات الجودة والمتانة، كما نجري اختبارات وفحوصات دورية للمنتجات قبل إطلاقها في الأسواق؛ للتأكد من جودتها وفعاليتها.

أما بالنسبة لخدمة بعد البيع، فنحن نسعى جاهدين لتوفير خدمة ممتازة لعملائنا من خلال توفير فريق متخصص لخدمة العملاء، والإجابة عن أسئلتهم واستفساراتهم بشكل سريع وفعال، كما نقدم ضمانًا لجميع منتجاتنا.

وبهذه الطريقة، نسعى دائمًا لتحسين وتوفير أعلى مستويات الجودة والخدمة بعد البيع لعملائنا، وذلك لضمان رضاهم التام وبناء علاقات طويلة المدى معهم.

ما المجال الذي تود التوسع فيه؟ 

تتطلع الشركة إلى التوسع في مجال تطوير أجهزة البحث العلمي كخطة مستقبلية، وكذلك مساعدة الشركات الناشئة الأخرى في صناعة نماذجها الأولية، التي تساهم في دفع عجلة الاقتصاد المصرية.

ولتحقيق هذا الهدف قدمنا مقترحًا بحثيًّا لأكاديمية البحث العلمي باعتبارها أحد أكبر الجهات الداعمة للمشروعات البحثية، ويهدف المقترح إلى تطوير وتصنيع جهاز تعليمي في مجال التحكم الآلي؛ وذلك لأهميته في الكليات الهندسية المختلفة؛ وقد وافقت الأكاديمية على مقترحنا بتقديم الدعم المالي اللازم لإتمام هذا المشروع. 

ما رأيك في دور الشركات الناشئة والدعم المقدم لها من الدولة؟

تكتسب الشركات الناشئة وريادة الأعمال في مصر زخمًا كبيرًا مع قيام عدد متزايد من الشباب والمتعلمين المصريين ببدء أعمالهم التجارية الخاصة؛ وتقدم الحكومة والقطاع الخاص المزيد من الدعم وفرص الاستثمار للشركات الناشئة، مع مبادرات مثل خطة رؤية مصر 2030،  التي تهدف إلى تعزيز الابتكار والنمو في القطاعات الرئيسية.

وفي حين أن قطاعات مثل التكنولوجيا المالية والتجارة الإلكترونية تحظى بشعبية كبيرة لدي المستثمرين ورواد الأعمال، إلا أن هناك قطاعات ناشئة توفر إمكانات كبيرة للابتكار والنمو، وتشمل هذه القطاعات التقنية العميقة مثل التكنولوجيا الغذائية والتكنولوجيا الحيوية والتكنولوجيا المناخية، والتي تتطلب معرفة وخبرة متخصصة ولكنها توفر إمكانية إحداث تأثير كبير.

وتمثل ريادة الأعمال فرصة جيدة لمصر للتغلب على تحدياتها ودفع عجلة النمو الاقتصادي؛ من خلال إنشاء أعمال تجارية جديدة تمكن لأصحاب المشاريع توليد فرص العمل وتعزيز الابتكار والمساهمة في التنمية الاقتصادية الشاملة لبلدهم. 

ويوضح نجاح الشركات الهندية الناشئة في جمع تمويل يتخطى 24 مليار دولار عام 2022 التأثير الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه ريادة الأعمال على الاقتصاد، بما في ذلك معالجة مشكلات العملة؛ من خلال توفير وسيلة لتوليد العملات الأجنبية.

ويبدو النظام البيئي للشركات الناشئة في مصر واعدًا، مع استمرار الدعم من الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات التمويل الدولية؛ من خلال التركيز على القطاعات الناشئة ودعم ريادة الأعمال، يمكن لمصر أن تصبح لاعبًا رئيسيًّا في مشهد الابتكار الإقليمي والعالمي، ودفع عجلة النمو الاقتصادي ومعالجة بعض التحديات التي تواجهها.

تابع مواقعنا