الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مخرجون وكتاب في مهرجان أسوان: المرأة كانت البطلة دائما في أعمال يوسف إدريس والسينما ظلمتها

ابنة يوسف إدريس ومجدي
فن
ابنة يوسف إدريس ومجدي أحمد علي
الأربعاء 08/مارس/2023 - 02:55 م

عقد مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة ندوة حول المرأة في سينما يوسف إدريس، أدارتها المخرجة ماجي مرجان المستشار الفني للمهرجان، وشارك فيها المخرج مجدي أحمد علي والكاتبة نسمة يوسف إدريس أستاذ المسرح في الجامعة الأمريكية، والكاتب والقاص أحمد أبو خنيجر.

أدب يوسف إدريس

وقالت ماجي مرجان، إن الأفلام التي نقلت أدب يوسف إدريس بعضها علامات مهمة في السينما، ولكن كيف كانت صورة المرأة في أعماله وكيف عكستها السينما، ومنها أفلام الحرام من إخراج هنري بركات، ولا وقت للحب إخراج صلاح أبو سيف، والنداهة من إخراج حسين كمال، وقاع المدينة إخراج حسام الدين مصطفى. 

وقال المخرج مجدي أحمد علي: يوسف إدريس ممن بنوا شخصيتي، ففي شبابنا كان مهم جدا أن نقرأ لنجيب محفوظ ويوسف إدريس، بدأت بيوسف إدريس، حتى أصبحت أقرأ لمحفوظ بعين يوسف إدريس، ولم تكن القصة القصيرة مشهورة في وقتها، مضيفا: إصرار نجيب محفوظ على كتابة الحوار بالفصحى كان أمرا معقدا جدا، المعلم في المقهى ورئيس مجلس الإدارة يتحدثان بلغة واحدة، لكن يوسف إدريس خرج من هذا المأزق، وأتذكر أن إبراهيم أصلان قال إن الحوار لا يعبر عن الشخصية بل إنه هو الشخصية.

وتابع أنهم حتى اليوم يعتبرون أن القصة القصيرة رواية مختصرة التعبير عن لمحة زمنية أو نفسية، فهذا ما رسخه يوسف إدريس في صفحة واحدة، فيها براعة الاستهلال وفيها الدراما وفيها الحوار وفيها كل شيء بنسب متفاوتة، فالقصة القصيرة إذا تحولت لفيلم طويل تفقد معناها.

وأردف: القصة عند يوسف إدريس عبقرية ويستحق في رأيي جائزة أكبر حتى من نوبل، فقد علمنا عبقرية الاختصار، وتجسيد مشاعر الشخصية بأقل الكلمات وتجسيدها بالانفعال، نادرا عندما يعبر بالحوار، ففي فيلم النداهة أري أن المشهد الافتتاحي مذهل -مات حامد، بالضبط مات - بعد ذلك تعرف أنه اكتشف خيانة زوجته، وأري أن ما قدم من أفلام يوسف إدريس أقل بكثير من أعماله، وأتذكر في إحدى المسرحيات كنت حاضرا وانزعجت جدا من العرض، وأوقفته وتعاركت مع المخرج رغم أنه كان مخرجا كبيرا.

واستكمل مجدي الحديث قائلًا: إدريس في النداهة عبر عن قدرة المدينة على سحب أرواح الناس حين عملت خادمة أصبحت تذهب الى الجامعة وأصبحت أفضل هذا عكس ما أراد أن يقوله، أنت تكتب ولكن من الذي ينقل أفكارك الى الشاشة، معظم الناس لم تقرأ لنجيب محفوظ ولكن تتذكر الأفلام المأخوذة عن رواياته، فمثلا قصة لي لي في غاية الجمال لكن اللقطة الأخيرة هي المركزية، حين يترك الشيخ الناس سجودا ويستسلم للغواية، وللأسف في السينما أحيانا لا يكون المخرج والسيناريست على قدر الكتابة، هيكل ومحفوظ ويحيى حقي ويوسف إدريس هم من المظلومين في عالم الدراما.

وقال الكاتب الروائي والقاص أحمد أبو خنيجر، إن القضية تكمن في من يتصدى للعمل، وخاصة كاتب السيناريو أو من يحولها لمسرح، وأري أن يوسف إدريس كاتب مركب يعمل على القصة القصيرة والتفاصيل فيها محدودة ومركزة، فهو يعمل على المفاهيم، مفهوم الحرام ما هو، هل الحرام أن البطلة ذهبت لتأخذ بطاطا من حقل شخص آخر دون إذن، أم أن الحرام هو مرض زوجها أم أنها وقعت في الخطيئة أم أنها قتلت ابنها أم الظروف الصعبة التي نشأت بها وعاشتها.

وأضاف: النداهة وحادثة شرف قصص قصيرة، كيف يناقشها، حسام الدين مصطفى يحول القصة إلى أكشن، كيف تحول قصة قصيرة إلى فيلم روائي طويل، متابعا: التعامل مع الأفكار نفسها يتطلب مسافة بين الكاتب وكتاباته، بيت من لحم في السبعينيات، كيف يتم تناوله اليوم؟

وذكر مجدي أحمد علي، أن خلود الشخصية أعطى مساحة لإعادة الرؤية، وهذا يستلزم بالضرورة وجود قامات كبرى قادرة على استيعاب هذا الأمر وتحويل الكتابة إلى عمل فني ملائم، مضيفا فماركيز مثلا اضطر للعمل في السيناريو، وأغلب كتاب الرواية كانوا يكتبون بلغة السينما.

وقالت الدكتورة عزة كامل نائب رئيس مجلس أمناء مهرجان أسوان: النقطة المهمة في أعمال يوسف إدريس أنه كان الأكثر قدرة على رسم الأجواء الاجتماعية، فكان يقدم لنا العوالم المصرية بطريقة تجعلنا نتخيلها سينمائيا، كيف للضعيف أن يجلد الضعيف، وكيف تكون ناس ضحية للجهل والمرض، هو كان كاريزما كبيرة جدا وكان حريصا على التأكد من أن رؤيته ستقدم بشكل ملائم فمن حق المخرج أن تكون له رؤية، ولكن بما لا يجور على النص الأصلي أو محتوى القصة.

وقالت الفنانة سلوى محمد علي: القصة الجيدة لا تصنع فيلما جيدا، القصة الرديئة قد تصنع فيلما جيدا، لفت نظرنا إلى جوانب كثيرة فيما رأيناه في على ورق سوليفان، العلاقة الزوجية حين تفقد الشغف، وأشارت إلى الأعمال المهمة التي قدمت عن أدب يوسف إدريس وقدرة المخرجين على تقديمها بالشكل الملائم.

وأضافت أنه كان يتحدث دائما عن قصص الحب، طريقته في تناول قصص الحب، قصة الحب صاحبتها ليست موجودة، الحب عنده مختلف، التعبير عن الحب، لا وقت للحب، كان طريقة متفردة، حين اعترفا بالحب كانا يتحدثان عن الديناميت، دائما كانت لديه طريقة مميزة في الإفصاح عن الحب. 

وبينت أنه كان من أوائل الكتاب الذين نقلوا التجربة البريشتية في المسرح في الفرافير، الإطار التسجيلي، وحتى اليوم مازالت تلك المسرحية علامة في المسرح.

تابع مواقعنا