مونتير وكاتبة.. ياسمين ولدت كفيفة ولم تمنعها إعاقتها وإصابتها بأورام المفاصل من تحقيق حلمها
يحتفل العالم اليوم الأربعاء باليوم العالمي للمرأة، ويوجد في مصر ملايين النساء والسيدات الملهمات، ومن بينهن ياسمين التي واجهت الكثير من الصعوبات في حياتها، ولم يمنعها هذا عن السعي وراء حلمها.
فتاة مصابة بورم عجز الأطباء عن تشخيصه
قالت ياسمين شريف لـ القاهرة 24: أنا اتولدت كفيفة، وكان وقتها من الصعب على الأهل يكتشفوا أن الطفل عنده مشكلة، واكتشفوا أني كفيفة بعد فترة من طفولتي، في سن الـ3 سنوات بدأ يظهر عندي أورام في مفاصلي مع الوقت بدأت تنتشر في جميع مفاصل جسمي، وحاليًا مفيش حته في مفاصلي مافيهاش ورم، اخذوني أهلي إلى الدكاترة والمستشفيات ولم يستطيعوا تحديد نوع الورم الذي أصابني، ولم يتم تصنيفه، وده مش سرطان؛ وهو مش معروف حتى الآن.
حصل الأطباء على عينات من ياسمين ليتمكنوا من تحديد نوع الورم الذي يصيبها، ولكن باءت محاولاتهم بالفشل، وأجرت ياسمين عمليتين لإستئصال الورم الأولى في اليد، والثانية كانت نقطة تحول في حياتها، والتي كانت عملية استئصال الورم من الرجل، ولكن لم يمر وقت طويل حتى بدأ من بعدها المرض يظهر مرة أخرى في جسدها وبدأ في التأثير على حركتها.
وأضافت ياسمين: كنت فأر تجارب، الدكاترة بيحبوا يكتشفوا الحالات اللي من النوع ده ويجربوا فيها، والعملية الثانية التي تم استئصال ورم من رجلي كانت نقطة التحول اللي في حياتي، عملت العملية وبعدها بشهر، بدأ الورم في الظهور مرة أخرى وشعرت بثقل في رجلي، وبدأت عظام رجلي في الإلتواء، وبقى العظم بتاعي معوج ولم يعد كما كان، وقبل الوقت ده أنا كنت بمشي عادي، وكنت بتنطط وألعب.
فتاة تحملها والدتها إلى المدرسة
وبمرور الوقت لم تتمكن ياسمين من المشي، ولكنها أصرت على استكمال مسيرتها التعليمية، حيث كانت تحملها والدتها إلى المدرسة، حتى اقترح عليها المدرسين من تحويلها إلى نظام المنازل.
وأكملت ياسمين: بعد تحويلي إلى نظام المنازل بقيت منعزلة تمامًا عن حياتي اللي كنت بلعب واتنطط فيها، كنت بحب المدرسة جدًا، وشعرت بالحزن، استسلمنا للأمر الواقع وفضلت كده لسنين وسنين، وماما كانت تحملني إلى المدرسة على كتفها لحد ماخلصت الثانوية العامة، وبعدها بقى عندي كرسي متحرك.
وضعت ياسمين هدف أمامها كان حافزًا لها على استكمال رحلتها، قائلة: كنت بحلم ادخل كلية إعلام، كان قسم الإعلام الخاص بالمكفوفين متوقف لذلك درست الجغرافيا، ولكن يشاء القدر لها أن تلتحق بالكلية التي حلمت بها حيث فتح القسم خلال دراستها.
وتعمل ياسمين الآن في مجال المونتاج والإذاعة التي طالما حلمت بالعمل بهم، كما أنا تهوى الكتابة وعرضت بعض كتبها في معرض الكتاب، ولها رواية في طريقها إلى النشر.
وواصلت ياسمين حديثها: أنا بشتغل على نفسي حاليًا في الإذاعة والدوبلاج، ومن الحاجات اللي بحب أعملها هو المونتاج بحبه جدًا..بمنتج حاليا مسلسلات تنشر على اليوتيوب.
وأضافت: نفسي أبقى مذيعة ليها شأن كبير، ونفسي كل حاجة تتفتح للمعاقين، بنعاني بسبب ده، وأتنمى أني أوصل لأحلامي كلها مش بس الإذاعة والدوبلاج، وأتمنى أني أقدم للناس حاجة تفيدهم واعرفهم إن الكفيف قادر على حاجات كتير مش زي الصورة اللي واخدينها وحصرينه في حتة معينة، اه في حاجات الكفيف لا يستطيع القيام بها، وده طبيعي مفيش حد يقدر يعمل كل حاجة.