في الذكرى 52 على وفاة البابا كيرلس السادس.. محطات في حياة البطريرك الـ116
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم 9 شهر مارس، بالذكرى الـ 52 على وفاة البابا كيرلس السادس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية رقم 116.
ميلاد البابا كيرلس السادس
ولد البابا كيرلس السادس باسم عازر يوسف عطا، في 2 أغسطس 1902 ميلادية الموافق 2 مسري 1618 للشهداء بمدينة دمنهور من والدين محبين للكنيسة والمبادئ المسيحية.
بدأ عازر منذ الطفولة المبكرة حبه للكهنوت ورجال الكهنوت، وكانت بلدة طوخ وقفٌ على دير البراموس آنذاك، ولذلك اعتاد الرهبان زيارة منزل والده لِما عُرِفَ عنه من حُب وتضلع في طقوس الكنيسة.
حصل عازر -البابا كيرلس السادس- على البكالوريا، ثم عمل في إحدى شركات الملاحة بالإسكندرية واسمها كوك شيبينج Cook Shipping سنة 1921، فكان مثالا للأمانة والإخلاص، ولم يعطله عمله عن دراسة الكتب المقدسة والطقسية والتفاسير والقوانين الكنسيّة تحت إرشاد بعض الكهنة الغيورين.
رهبنة البابا كيرلس السادس
ظل هكذا خمس سنوات يعمل ويجاهد في حياة نسكية كاملة، فعاش راهبًا زاهدًا في بيته وفي عمله دون أن يشعر به أحد، فكان ينام على الأرض بجوار فراشه ويترك طعامه مكتفيًا بكسرة صغيرة وقليلًا من الملح، وفي يوليو 1927 قرر عازر الانخراط في سلك الرهبنة، فاستقال من عملة وتوجه إلى دير البراموس بوادي النطرون، وظل عازر تحت الاختبار عدة شهور، ثم زكاه الرهبان ليكون راهبًا معهم.
ورُسم عازر راهبًا في 24 فبراير 1928 باسم الراهب مينا البراموسي، وفي يوم الأحد 18 يوليو سنة 1931 رسم قسًا باسم القس مينا البراموسي، ثم درس بعض الوقت في كلية الرهبان اللاهوتية بحلوان.
وفي أوائل عام 1936، استأجر الراهب مينا البراموسي طاحونة مهجورة في صحراء مصر القديمة، وكان يقيم فيها القداسات اليومية، وفي سنة 1941 أسندت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل المعترف القلموني في جبل القلمون بمغاغة، فعمّره وجدد كنيسته وشيد قلالي الرهبان، وتتلمذ على يديه نخبة من الرهبان الأفاضل.
اختياره ليكون البطريرك الـ116
كان القمص مينا البراموسي ترتيبه بين المرشحين لكرسي البابوية السادس، وكان على لجنة الترشيح حسب لائحة السبت 2 نوفمبر 1957 أن تقدم الخمسة رهبان المرشحين الأوائل للشعب، وفي اللحظة الأخيرة للتقدم بالخمسة الأوائل، أجمع الرأي على تنحي الخامس، وتقدم السادس ليصبح الخامس، ثم أجريت عملية الاختيار للشعب لثلاثة منهم فكان آخرهم ترتيبا في أصوات المنتخبين وبقى إجراء القرعة الهيكلية في الأحد 19 إبريل 1959 ولم يخطر ببال أحد أن يكون إنجيل القداس في ذلك اليوم يتنبأ عنه إذ يقول هكذا يكون الآخرون أولين والأولون يصيرون آخرين، وكانت هذه هي نتيجة القرعة.
ودقت أجراس الكنائس معلنة فرحة السماء وأتوا بالقمص مينا البراموسي المتوحد ليكون البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية المائة والسادس عشر من خلفاء مارمرقس الرسول.
أحداث تاريخيه في بابوية البابا كيرلس السادس
رمم البابا كيرلس السادس، الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية بالقاهرة والتي كان قد مرَّ على بنائها مئة عام وزُينت بالرسومات الجميلة، ووضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية الجديدة بالأنبا رويس بالقاهرة.
وفي سنة 1967 عمل الميرون المقدس وكان حدثًا تاريخيا مهمًا إذ هي المرة السادسة والعشرون في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وفي 2 أبريل من عام 1968، أعلنت الكنيسة أن السيدة العذراء تجلت فوق قباب كنيستها في حي الزيتون، مما جذب أنظار العالم كله إلى مصر وإلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وفي 25 يونيو 1968، استقبل البابا كيرلس السادس جسد مارمرقس بعد غيبته عن أرض مصر زهاء إحد عشر قرنًا من الزمان، وأودعه في مزار خاص بُني خصيصًا تحت مذابح كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية التي أنشأها البابا كيرلس السادس وافتتحها في احتفال عظيم حضره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وهيلاسلاسي الأول إمبراطور إثيوبيا ووفود من كنائس العالم كله وجموع كثيرة من الشعب.
في صباح الأربعاء 26 يونيو 1968، احتفل بإقامة الصلاة على مذبح الكاتدرائية المرقسية، وفي نهاية القداس حمل البابا كيرلس السادس رفات مارمرقس إلى حيث أودع في مزاره الحالي تحت الهيكل الكبير في شرقية الكاتدرائية.
وفي عهده تم تدعيم صلة الكنيسة القبطية بالكنيسة الحبشية فقد رسم لإثيوبيا بطريركًا جاثليق سنة 1959 م، كما وضع حجر الأساس لدير مارمينا بمريوط سنة 1959 م.
وفاة البابا كيرلس السادس
توفي البابا كيرلس السادس في 9 مارس 1971، ودفن تحت مذبح الكاتدرائية التي أنشأها، وفي 25 نوفمبر 1972 م نقل جسده في احتفال مهيب إلى دير الشهيد مارمينا بمريوط حسب وصيته ليكون بجوار شفيعه مارمينا.
وفي يوم الخميس الموافق 20 يونيو 2013 م، اجتمع المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، وتم الاعتراف بقدسية البابا كيرلس السادس، بعد مرور 43 عامًا على وفاته، وبناء على هذا القرار يمكن بناء الكنائس على اسمه، بالإضافة إلى إمكانية ذكره في مجمع القديسين الموجود في الخولاجي المقدس -كتاب صلوات القداس الإلهي- والأبصلمودية المقدسة -كتاب التسبحة.