نبيلة عبيد: أعترف بأنني لم أنجح بمفردي.. والإنجاب يتعارض مع الفن | حوار
نجمة تربعت على عرش السينما المصرية لسنوات وقدمت ما يزيد على 90 فيلمًا أصبحت من علامات السينما المصرية، واستحوذت على قلوب الجمهور حتى أصبحت نجمة مصر الأولى، فهي النجمة نبيلة عبيد، التي أفنت حياتها في سبيل الفن، وقدمت العديد من التضحيات حتى تصبح ما هي عليه الآن وحصد محبة الجمهور.
أجرى القاهرة 24 حوارًا مع النجمة نبيلة عبيد على هامش تكريمها من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته السابعة، خلال السطور الآتية:
ما هو أول شيء حضر في ذهنك عندما أخبروكي بتكريمك في مهرجان أسوان؟
كلمة تكريم في حد ذاتها لها إحساس مختلف على مسمعي، كنت أقول بيني وبين نفسي: الله هتكرم على الحاجات اللي عملتها، إذن أنا لازلت أستحق التكريم من الجمهور؛ كما أنهم يكرمونني رغم أنني لا أعمل كسابق عهدي، أي يكرمونني على تاريخي، فأنا تعبت في اختيار الموضوعات التي قدمتها، وأخلصت لعملي لأبعد حد، أنا لست سعيدة فقط أنا مبسوطة، وبالنسبة لي أشعر وكأن الانبساط حالة أكبر من السعادة.
بما إننا في مهرجان للمرأة.. ما هي القضية التي تفتقدي تقديمها على الشاشة؟
لا أعتقد أن هناك قضية لم أناقشها في أعمالي، فأنا قدمت ما يزيد على 90 فيلما ومعظمها عن قضايا المرأة، أنا أكثر فنانة قدمت أعمالا للمرأة.
هل كنتي تطلبين تقديم موضوعات محددة في أعمالك أم كانت تُعرض عليكي وتختاريها؟
عندما كنت في مرحلة التحول، توجهت للكاتب إحسان عبد القدوس وهو الذي كان يختار لي الموضوعات، بدايةً من فيلم وسقطت في بحر العسل وفيلم لازال التحقيق مستمرًا.
"إيه الفرق بينك وبيني أنت بتلعب لسانك وأنا بلعب وسطي".. هل كنت تقصدين تقديم جمل تعيش في وجدان الجمهور؟
تلك الجملة من فيلم الراقصة والسياسي وكان سيناريو وحوار وحيد حامد، ودائما كان يُصر في أعماله على إثبات حق المرأة وكيفية أخذ حقها.
في حفل الافتتاح.. تحدثت بشرى عن مساعدتك لها في مشوارها الفني.. مَن مِن الفنانين ساعدتيهم في حياتهم الفنية؟
لم يحضر في ذهني حاليا أسماء، ولكن تعتبر بشرى أكثر فنانة ساعدتها، وكانت بدايتها معي في مسلسل العمة نور وشعرت أنها مناسبة للشخصية.
قلتِ لـ بشرى الجمهور فوق رأسك.. هل كان الجمهور بالنسبة لكِ المعيار الأول في اختياراتك؟
ليس الجمهور فقط، بل الكتاب والمخرجين وكل الصناع الذين عملت معهم كانوا في حساباتي، ويجب عليّ الاعتراف أنني لم أنجح بمفردي ولكني نجحت لأنني عملت مع مجموعة، كما أنني كنت أعمل مع مخرجين محددين مثل، حسين كمال وأشرف فهمي وإيناس الدغيدي وعلي عبد الخالق ويوسف شاهين وسعيد مرزوق وعاطف الطيب.
في رأيك.. لمَ بعض فنانات الجيل الحالي أصبحن يستسهلن في الأعمال اللاتي يقدمهن للجمهور على عكسك وعكس جيلك؟
أنا اختلف، كنت أضحي بالعديد من الأشياء في سبيل حبي للمهنة، لا يوجد شخص يفكر مثلما كنت أفكر، فعندما كانت تعجبني رواية كنت اشتريها على الفور ومن ثم أعرضها على منتجين، فعلى سبيل المثال اشتريت حقوق ملكية رواية سارة لعباس العقاد ولكن سقطت الملكية وفات الآوان، أتمنى أن تجسدها إحدى الفنانات.
ما الفرق بين جيلك والجيل الحالي؟
كان لدينا وعي، فأنا كان همي كيف أصبح النجمة نبيلة عبيد التي أنا عليها الآن، يجوز ذلك الأمر غير موجود، حاليا يريدن الزواج والإنجاب، بينما كان في جيلي هناك أكثر من فنانة بخلافي وفي الجيل اللاحق لم تنجبن، بالنسبة لي كان سيحدث تعارض، فلن أصبح يمثل القوام الذي أنا عليه الآن، فعلى سبيل المثال أنا لم آكل طوال اليوم سوى سندويتش واحد، لا توجد امرأة تستطيع تقديم تضحياتي، وكنت أتردد على سينما ميامي عندما كانت تعرض أفلامي لأستمع إلى تعليقات الجمهور وأراقب تصرفاتهم.
هل النجومية فرضت عليكِ شروطًا؟
بالطبع، الكثير من الشروط، فأنا تم تقييدي في كل شيء، لا أستطيع التصرف في أي شيء غير مدروس أو أن أقوم بتصرف خاطئ لأنني نجمة، لا ينبغي عليّ التواجد في مكان خاطئ حتى لا يحاسبونني عليه، أنا لم أعش حياتي، بل عيشتها لنبيلة عبيد الفنانة.
أترين ذلك القرار صائبا؟
نعم، أنا لا أندم على أي شيء.
"أنا لو ندمت على كل حاجة في حياتي كان زماني عيانة بكل أمراض الدنيا".. هل كان وحيد حامد يُفسر عليكِ الحوارات؟
لا، كان يكتب وحيد حامد حواره وفقًا للشخصية التي أمامه على الورق، أنا التابعة للشخصية وليس العكس.
إذا عاد بكِ الزمن.. ما الشيء الذي لن تكرريه؟
أنا راضية عن كل شيء ولا أندم، ولكن هناك في بداياتي عمل فني غير راضية عنه، وكان هو نقطة تحول حياتي في الاختيارات وبدأت أركز في أعمالي بشكل أكبر حتى لا تتم محاسبتي، وقررت أنه يجب عليّ أن أحصل على جائزة بكل فيلم أقدمه.
أمازلتِ تتابعين السينما والدراما؟
أتابع دائما المسلسلات، وكنت أحضر الأفلام في السينمات ولكن منذ حلول فيروس كورونا قبل سنتين ونص لم أخرج للسينمات قط.
لديك العديد من الجوائز وفساتين وبدل رقص أعمالك والاكسسوارات أيضًا.. ما الذي تنوين فعله بكل تلك المقتنيات؟
أنشئ معرضًا كبيرا يضم كل مقتنياتي من ملابس وأحذية وشنط، والتي ظهرت بها في أعمالي وأعرضها للجمهور، والإيراد الذي أجنيه من المعرض سأتبرع به لصالح صندوق تحيا مصر، ولكن عليّ التفرغ التام كي يخرج المعرض في أحسن صورة.
قبل عودتك بمسلسل سكر زيادة ابتعدتِ لسنوات.. ألم تفكري في افتتاح مشروع خاص؟
لا، أنا لا أفكر تجاريًا، وعندما خضت تجربة الإنتاج استعمت لشخصي يدير عملية الإنتاج في فيلم وسقطت في بحر العسل، طوال حياتي لا أستطيع القيام بأكثر من شيء في نفس الوقت، أُفضل التركيز في شيء واحد حتى يظهر بالصورة اللائقة.
فقدنا في العام الماضي عددا من أصدقائك منهم مفيد فوزي وعلى عبد الخالق وسمير صبري.. كيف تعاملتِ مع تلك الصدمات؟
فقدت أعز أصدقائي، علي صديقي وعملت معه خمسة أفلام وكان دائم السؤال علي، وسمير صبري صديق دمه خفيف مفتقداه، بينما كان مفيد فوزي أقرب أصدقائي كنت استشيره في كل شيء، وكان بيننا مكالمة يومية ولازلت في حالة حزن عليه، بعد وفاته قررت السفر لأكثر من مكان منها العين السخنة وشرم الشيخ حتى ابتعد عن الروتين اليومي الذي كان بيننا من مكالمات واستشارات، ولكنه لا يغيب عن بالي. بالنسبة لي مش بيغيب عن بالي.
كيف ترين السوشيال ميديا حاليا ؟
مفيد أن يكون الإنسان على علم بكل ما يدور حوله والتعامل مع التكنولوجيا، ولكن وقتي لا يسمح بالاستكشاف باستفاضة به، كما أعبر عن رأيي بحدود.
تابعنا رد فعلك تجاه الطفلة التي توفيت والدتها في زلزال سوريا وقررت التكفل بها.. ما تطورات تلك الواقعة؟
عندما رأيت الطفلة تولد في تلك الظروف الصعبة ووالدتها توفيت بعد ولادتها، قلبي وجعني بشدة، واتصلت بمعارفي في سوريا حتى أحصل عليها، ولكن أخبروني أن لها أهل يستطيعون الاعتناء بها، فارتحت.
هل تكفلتِ بطفلة من قبل؟ أو فكرتي بذلك الأمر؟
لا، ولكن فكرت في ذلك الأمر بين الحين والآخر، ولكن لا يتم التكفل لانشغالي.
كيف ترين تقليد ميرهان حسين لكِ؟
أضحك عندما أراها، وهاتفتها وقلت لها: بتقلديني بالظبط بس متأڤوريش عشان أڤورتي في الضحك لما طلعتي مع إسعاد.
لمَ ترفضين تجسيد قصة حياتك في عمل فني؟
لأن الأعمال التي رأيتها من قبل عن السير الذاتية لم تعجبني، ولكني سأسجل قصة حياتي في عمل برنامج تليفزيوني، وأحكي للجمهور على مدار حلقات، ولن استضيف بها ضيوف لأن كل الذين عملت معهم توفوا، ولم نحدد بعد القناة التي ستبث البرنامج، أما بالنسبة للبرنامج الإذاعي فهو متوقف حاليا.
ما الأمنية التي لم تحققيها بعد؟
أن أجد شخصا يهاتفني يقول لي: فيه دور محدش هيعمله غيرك.
ماذا عن الصعيد الشخصي؟
أمنياتي تتغير يوميا، ولكن بشكل عام أتمنى التوفيق وأن نسعى للخير دائمًا.