شاب بيد واحدة يعمل على عربية كبدة بقنا: حادث سير غير حياتي.. ونفسي في وظيفة
داخل محل صغير لا يتجاوز المترين وأمامه (بترينة) صغيرة يقف ممسكًا بسكين يقطع بها الكبدة، مرسوم على وجهه ابتسامة تملؤها الرضا، بعد أن تعرض لحادث أفقده يده اليسرى، انقلبت حياته بعدها رأسًا على عقب، ليبيع سندوتشات لزبائنه بالقرب من ميدان المحطة بمدينة قنا، فبرغم إعاقته رفض الجلوس بمنزله مكتوف الأيادي، وبدأ في مشروعه الصغير؛ لكسب قوت يومه بالعمل.
شاب يتحدى إعاقته بالبيع على عربية كبدة
مصطفى أحمد مصطفى، في الثلاثينيات من عمره، ويقيم في قرية الجبلاو التابعة لمركز قنا، تعرض لحادث فقد على إثره ذراعه اليسرى، بعدما صدمته سيارة نقل ثقيل محملة بالأسمنت، لم ييأس بعدها وقرر أن يواجه ويتحدى إعاقته، فعمل في العديد من المجالات، مثل: العمل على سيارة ربع نقل، والعمل مع مندوب مبيعات.
ويقول مصطفى لـ القاهرة 24: بعد الحادث قعدت في البيت شهرين من غير شغل، وبعدها نزلت اشتغلت سواق على عربية ربع نقل مع أحد التوكيلات التجارية بس كانت صعبة عليا بسبب السفر لمسافات طويلة.
معاناة مصطفى مع قيادة السيارات دفعته للاستماع لنصيحة أحد أصدقائه بفتح مشروع خاص يمكنه من كسب قوت يومه بالحلال، قائلًا: فتحت محل صغير وبدأت أعمل سندوتشات كبدة وحلويات، بس التعامل بإيد واحدة صعب عليا، مردفًا: مضطر أنزل أشتغل عشان في رقبتي أسرة وأطفال.
أبوالقاسم يشير إلى أنه يبدأ عمله بعد العصر ويستمر حتى الساعة الـ 12 من منتصف الليل، ليأتي بمتطلباته ومتطلبات زوجته وطفلتيه، مضيفًا أن أكثر ما يهون عليه ساعات عمله الطويلة التي لا تتناسب مع إعاقته هو الدعم المعنوي الذي يتلقاه من زبائنه: فيه ناس بتجيني من أماكن بعيدة عشان تشتري مني وتنفعني وبيشجعوني بكلامهم، وفيه منهم اللي بيساعدني في حشو السندوتشات.
قبل الحادث كان يعمل مصطفى في الجزارة، ولم يفكر قط في العمل الحكومي، إلا أنه بدأ في البحث عن وظيفة بسبب المعاناة التي يواجهها في عمله، قائلًا: عمري ما فكرت في وظيفة عشان كنت بحب مهنة الجزارة، بس دلوقتي وضعي صعب وأتمنى المسؤولين يوفرولي وظيفة ترحمني من مشقة العمل على عربية الكبدة.
