“جركن الحياة”.. شاب ساقه القدر لإنقاذ ركاب من الموت بمحطة مصر (فيديو)
المكان على رصيف 6 بمحطة مصر، الزمان الساعة تخطت التاسعة والنصف بثلاث دقائق، صوت اصطدام داوى بين أرجاء محطة مصر محدثًا انفجارًا هائلًا، الجميع يهرول وسط النيران المتوهجة، فإذ بهم يجدوا المشهد المريب.
أشلاء متناثرة على القضبان، أجساد ملتهبة وآخرى مترنحّة تحاول الهروب من الموت، البعض يحرك أعضائه بالكاد في عشوائية بحثًا عن نقطة مياه ترأف بحالهم وتطفي نارهم، بالأخير اكتسى المشهد باللون الأحمر الدموي.
في تلك اللحظات، ظهر رجل ثلاثيني، ساقه القدر للمحطة، ليحصد البطولة في حادث اليوم، لم يهاب المشهد الدموي أو النار المتوهجة، وقف بيده “جركن” به ماء ينقذ ما يمكن إنقاذه.
ذلك المشهد البطولي العفوي، الذي رصدته كاميرات المحطة، والتي رصدت انفجار الجرار، وفرار بعض الأشخاص التي اشعتلت النيران بأجسادهم حتى كادت أن تنهي حياتهم، إلا أن النجاة جاءت على هيئة هذا “البطل” ليكتب الله لهم عمر جديد.
وقف الشاب، وبيده “جركن” المياه، لم يخاف الموت، ولم ينفذ بجلده، ويفعل كما فعل البعض الذين لجئوا إلى ركن يحتموا فيه، ورغم أن النيران كانت تحاول أن تفترسه، إلا أنه ثابت العزم، يحاول أن يحمي نفسه ويتابع في إنقاذهم.
وحسب رويات لأحد الشهود العيان، فإن هذا الشاب ظل حتى انتهاء الحريق، يحاول إخماد النيران المشتعلة في الركاب، وأنقذ بالفعل عددًا من الأشخاص الذين كادت أن تنتهي حياتهم.
البطل هو وليد، مرضي، عامل في شركة الوطنية لخدمات ركاب قطارات النوم، وحينما رأى النيران، رفض أن يكون متفرجًا مثل غيره، فهم بمسك الـ”جركن” وإنقاذ الركاب.
10 مواطنين تمكن “وليد” من إخماد النيران المشتعلة فيه، حيث يقول: “لما شوفت النار بتشوي الناس مفكرتش غير أنه يطفيهم بجراكن المياه وبطاطين من الكشك”.
وعلى الرغم من صموده في أرض الواقعة وعدم فراره كغيره، إلا أنه لا يلوم الذين فروا من أرض الواقعة، “ما تلومش الناس اللي جريت وسابت النار ماسكة في غيره،م ده وضع طبيعي في لحظة المفاجاة والانفجار بتفكر في إنقاذ نفسك”.
وظل الرجل الثلاثيني من التاسعة النصف حتى الحادية عشر صباحًا، وسط النيران حتى خمدت، وتم نقل الضحايا والمصابين، بينما انتشرت قوات الأمن في المكان.