الدنيا مش سيعانا.. شاب يعود لأهله بعد غياب 17 عامًا بالمنوفية
بعد مغادرته منزل أسرته منذ 17 عامًا وتحديدًا في عام 2006، فوجئت أسرة الشاب ناصر سليم، بعودة الطفل الصغير ذي الـ 6 أعوام، شابًا في الربيع الـ 27 من عمره، بعد أن ضل طريقه في صغره واستقل سيارة أجرة من شبين الكوم بمركز منوف من محافظة المنوفية مسقط رأسه إلى القاهرة، ليجد نفسه وحيدًا مشردًا بشوارع القاهرة القديمة.
قصة ناصر سليم تبدو من الأعاجيب، فبعد ركوبه من المنوفية وحيدًا عُثر عليه وسُلم في قسم الأزبكية، ولم يدلي الصغير باسمه كاملًا لرجال الشرطة، مما أعاق إعادته لأهله طوال تلك السنوات الطوال، ليتم إيداعه في إحدى دور الرعاية في منطقة الملك الصالح بمصر القديمة.
طوال 17 عامًا من غياب صغيرهم، لم تفقد أسرة ناصر سمير الأمل في عودته إلى أحضانهم مرة أخرى، وفقًا لحديث الأب مع القاهرة 24، حيث طرقوا كافة الأبواب أملًا في إيجاد سبيل يهدي لفقيدهم، وفي عام 2017 توجهت الأسرة إلى نشر صورة ومعلومات عن الطفل بمواقع التواصل الاجتماعي، حيث الصفحات المعروفة والجروبات، ومن بينها صفحة أطفال مفقودة، التي تعد واحدة من أكبر الصفحات في مصر المتخصصة في نشر صور المفقودين والمختطفين والمتغيبين وكبار السن من مرضى الزهايمر، وعلى مدار 6 سنوات كانت الصفحة تنشر المنشور ذاته من وقت إلى آخر، حتى ابتسم القدر للأسرة.
الأسبوع الماضي، أعادت الصفحة نشر منشور عن الحالة في محاولة للوصول له، إلى أن شاهدت أخصائية نفسية سابقة بالدار، المنشور وتعرفت على ناصر، وعلى الفور تم التواصل مع أسرته، وتعرفت عليه وعاد مرة أخرى لأحضان عائلته أمس السبت.
يقول والد ناصر لـ القاهرة 24، إنهم طوال تلك السنوات لم ييأسوا في العثور على طفلهم بكافة الطرق، حتى لجأوا مؤخرًا لمواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة في عام 2017، مضيفًا: نحن الآن في القسم ننهي كافة إجراءات استلام ابننا، كنا متأكدين إنه راجع، أمه كانت بتموت كل يوم ألف موتة.. استقبلناه بالبوس والأحضان الدنيا مش سيعانا من إمبارح.
