الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

وكيل الأزهر: الكليات الأزهرية الشرعية منوط بها تصحيح العقيدة وصيانتها من الشبهات وتجديد وعي الناس

الدكتور محمد الضويني
دين وفتوى
الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف
الإثنين 13/مارس/2023 - 02:21 م

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر: لقد أحسنت كلية أصول الدين بالأزهر حين اختارت عنوان المؤتمر عن «وسائل التواصل الحديثة بين المكتسبات الحضارية والثوابت الاجتماعية من منظور إسلامي»؛ إذ تحاول بذلك أن تستكمل ما بدأته العام الماضي في محاولة جادة للكشف عن ملامح التنمية في فكرنا الإسلامي، وتوجيه المكتسبات العلمية الحديثة نحو الاستفادة منها، ولا يخفى على أي أزهري متبصر أن الكليات الأزهرية منوط بها تصحيح العقيدة وصيانتها من الشبه والأباطيل، وتجديد وعي الناس، وتثقيفهم وتبصيرهم بالتيارات والاتجاهات والمذاهب المعاصرة، وتوجيه سلوك الناس في ضوء رسالة الإسلام السمحة، نحو الاستفادة من المكتسبات العلمية والتكنولوجية الحديثة بما يحقق رسالة الإسلام.

وكيل الأزهر يفتتح المؤتمر الدولي الرابع لكلية أصول الدين بالقاهرة

وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته بالمؤتمر الدولي الرابع لكلية أصول الدين بالقاهرة والذي جاء تحت عنوان «وسائل التواصل الحديثة بين المكتسبات الحضارية والثوابت الاجتماعية من منظور إسلامي»، أن الله يقول في كتابه الكريم: «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة»، وإن حاجتنا إلى التثبيت في الدنيا تسبق حاجتنا إليه في الآخرة؛ ولا يخفى عليكم أننا نعيش اليوم واقعا مليئا بفتن تغير الأفكار والقناعات، وتخدع وتغر بما تطرحه من شائعات وشبهات تبث ليل نهار، تحتاج إلى تثبيت، ولقد أثرت وسائل التواصل على الأخلاق والسلوك والتعامل بين الناس؛ فأصبحت البيوت الحية بحديث أهلها صامتة كأنها خالية، واستبدلت مجامع الناس للحديث والمؤانسة بصمت مظلم، بل أثرت على بعض الناس في دينهم، فجعلت من بعض العقول عقلية خرافية، أشربت أفكارا فاسدة.

وكيل الأزهر يطالب الكليات الأزهرية الشرعية بالتواجد عبر مواقع التواصل الاجتماعي بدروس ومحاضرات لتوضيح الصواب من الخطأ مما ينشر عليها

 

وأوضح الدكتور الضويني، أن الإنسان مدني بطبعه لا حياة له بمفرده بل حياته بمجتمع وتواصل، فلابد له من صلة بمن حوله من جنسه، وقد أتاحت التقنية الحديثة وثورة الاتصالات المعاصرة أنماطا من التواصل لم يكن للناس بها عهد ولم يكن لهم بها معرفة، فقد جعلت الناس في تواصل ليس له نظير فيما يعهدون ويعرفون، تواصل لا يحده مكان ولا زمان ولا جنس ولا سن، تواصل واسع الانتشار استوعب العالم بأسره، شرقه وغربه، صغيره وكبيره، ذكره وأنثاه، على اختلاف الديانات وتنوع الثقافات.

وبين وكيل الأزهر، أن شبكات التواصل الاجتماعي بشتى صورها قد صارت جزءا من حياة الناس اليومية في كثير من شئونهم ومصالحهم دينيا أو دنيويا أو اجتماعيا أو اقتصاديا أو سياسيا أو إعلاميا، ومن هنا وجب التنبيه إلى أن هذا التواصل وهذا النوع من التقدم له إيجابيات كثيرة، ينبغي أن تستغل وينتفع بها، كما أن له سلبيات كثيرة وخطيرة ينبغي أن ينبه ويتنبه لها وأن تتقى وتحذر، وأن تلك التطبيقات التي انتشرت بين أيدي الناس بشتى صورها وأنواعها تؤثر تأثيرا كبيرا على الصغير والكبير، ذكرا كان أو أنثى فمن المهم أن يدرك الجميع خطورة ما يكون فيها من شرور وأن يتوقى ذلك في أنفسهم وفي أسرهم.

وأضاف وكيل الأزهر أن تلك التطبيقات لا حصر لها ولا تحديد بل هي متنوعة يحدث للناس فيها في كل زمان تجديد وتنويع، كل ذلك في استعمال يحتاج إلى ترشيد وتنبيه فما يبث في تلك التطبيقات إما أن يكون خيرا فأستفيد منه وانتفع، وإما أن يكون شرا يفضي إلى هلاك وفساد في دين أو دنيا، ومنه ما لا خير فيه ولا شر، وهذا من اللغو الذي ينبغي أن يعرض عنه، وفي ضوء هذا فإن شبكات التواصل الاجتماعي يرى فريق أنها وسعت الإدراك، وزادت من الوعي، ونقلت البشر في سنوات معدودة إلى عالم لم يكن يمكن الوصول إليه بوسائل الاتصال التقليدية، وفريق آخر يرى أنها سبب في الانفلات الأخلاقي والاجتماعي، وأن ضررها قد تجاوز منفعتها بمراحل، فمع من نقف؟ مع الطرف الأول الذي ضخم الإيجابيات، أم مع الطرف الثاني الذي ضخم السلبيات؟.

تابع مواقعنا