الأحد 22 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رئيس جامعة الأزهر يحذر من خطورة وسائل التواصل الاجتماعي: تقطع الأرحام وتُفسد الأخلاق

 سلامة داود رئيس
دين وفتوى
سلامة داود رئيس جامعة الأزهر
الإثنين 13/مارس/2023 - 03:51 م

قدم الدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، التهنئة لجميع منسوبي الجامعة في القاهرة والأقاليم؛ بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك.

وجاءت التهنئة خلال كلمته الافتتاحية لفعاليات المؤتمر الدولي العلمي الرابع لكلية أصول الدين، والذي يُقام اليوم تحت عنوان: وسائل التواصل الحديثة بين المكتسبات الحضارية والثوابت الاجتماعية من منظور إسلامي، بمركز مؤتمرات الأزهر بمدينة نصر.

المؤتمر الدولي لكلية أصول الدين

وتوجه سلامة بالتهنئة لإدارة كلية أصول الدين ومنتسبيها بنجاح انعقاد المؤتمر الدولي الرابع لهذه الكلية الأصيلة الشامخة العزيزة من كليات جامعة الأزهر الشريف، التي تُنْبِتُ العلم وتُخَرِّجُ العلماء، مشيدًا بحسن التنظيم وحسن اختيار موضوع المؤتمر.

وأوضح أن البحوث المقدمة في المؤتمر بما تنتهي إليه من نتائج وتوصيات هي مشاركة فعالة للأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في القضايا المعاصرة وتجديد الخطاب الديني وأداء واجب الوقت، مبينا أن انعقاد المؤتمر يعكس جليًّا قيام الأزهر الشريف بدوره في خدمة الدين والوطن؛ لأنه جامعًا وجامعة يعيش قضايا الأمة، ويقول كلمة الفصل فيما لها وما عليها بصدق وأمانة وتجرد، ولا زال وسيظل حاملًا أمانة العلم، ناشرًا للفكر الوسطي المعتدل.

وأضاف أن العالم في الأعوام القليلة الماضية شهد طفرةً هائلةً في تطوير وسائل التواصل الاجتماعي، وكان الأصل فيها الإعانة على التواصل بين أفراد الأسرة وأفراد المجتمع، ولكن آل أمرها إلى أن تكون وسائل للتقاطع الاجتماعي، فأصابت الأفراد بالعزلة والانطوائية، وأصابت الأسرة ببعد أفرادها عن بعض، وأصابت المجتمع بآفات خطيرة، وكان تعامل السواد الأعظم من المجتمع معها شبيهًا بالإدمان، حتى قامت بعض المنظمات المعنية بالتحذير من خطر الإدمان الإلكتروني؛ لأنه لا يقل خطرًا عن إدمان المخدرات، فضلًا عن تدمير الجيل الناشئ بالألعاب الإلكترونية وأخواتها، وضياع الأعمار فيما لا يفيد.

وذكر أن تدميرَ هذه الوسائل للوقت وتضييعها للأعمار لم يقتصر على النشء الصغير فقط، بل ضيعت كثيرًا من أوقات الكبار وفرضت بينهم وبين قراءة الكتب التي هي مستودع العلوم حجابًا مستورًا، وباتت الكتب المطبوعة تشكو بُعْدَ القراء وجفاءهم، منبهًا إلى عدد من الموبقات التي أهلكت الناس في وسائل التواصل الاجتماعي والتي يأتي أغلبها مما تغص به من نشر للشائعات وإشاعة الفواحش والإباحية في المجتمع، وقد قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ، النور: 19.

وأفاد بأن تيسير الدخول على هذه المواقع التي تنشر الفاحشة، إنما هو فتنة وابتلاء؛ ليعلم الله من يخافه بالغيب، وإن أكبر ما تجره وسائل التواصل الاجتماعي من أضرار هو نشر الأخلاق الذميمة؛ مؤكدا أن صلاح الإنسان مرهون بحُسْنِ خُلُقِه، وصلاحُ الأمم مرهون بصلاح الإنسان؛ فإذا صَلَحَ الإنسانُ أَصْلَحَ كُلَّ شيء، وإذا فسد الإنسانُ أفسد كل شيء، فكل عمل يهذب سلوك الإنسان ويُقَوِّمُ نَفْسَه ويصلح رُوْحَه وجسمه يصب في النهاية في خدمة المجتمع الذي يعيش فيه وفي خدمة الأمة وخدمة الإنسانية.

واختتم بالتأكيد أن وسط هذه الأضرار والاستغلال السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي تظهر بعض الأقمار المضيئة من الإيجابيات التي تنتشر في هذه الوسائل لتخدم الدين والعلم وتصحح الأفكار المغلوطة؛ ويأتي هذا المؤتمر إيمانًا بدور وسائل التواصل الحديثة؛ والتي تعمل على إظهار الجوانب المشرقة المتفقة مع تعاليم الإسلام، والملائمة لقيمه وأخلاقه، وإبراز تأثيراتها الإيجابية والسلبية على الفرد والأسرة والمجتمع، وطرح الحلول المناسبة لمشكلاتها، والإفادة منها في خدمة التراث الإسلامي، وكيفية تسخيرها في المحافظة على الثوابت الدينية والقيم المجتمعية.

تابع مواقعنا