التنين الصيني حمامة سلام.. هل تنجح بكين في إخماد الحرب الروسية الأوكرانية على خطى السعودية وإيران؟
التنين لا يلفظ نارًا فقط، هكذا بدا المشهد الصيني في الساحة السياسية الدولية خلال الأسابيع القليلة الماضية، إذ تحرص بكين على لعب أدوار وساطة لتقريب العلاقات بين الدول المتأزمة فيما بينها تارة كما فعلت بين السعودية وإيران، وتارة أخرى يتحرك التنين لإنهاء صراع عالمي تدور رحاه في شرق القارة الأوروبية بين روسيا وأوكرانيا ظاهره بين موسكو وكييف وباطنه بين الدب الروسي من جهة والنسر الأمريكي وحلفائه من أعضاء حلف شمال الأطلسي من الجهة الأخرى.
خطوات التنين الصيني الأخيرة في الحرب الروسية الأوكرانية جاءت بالتزامن مع الإعلان عن زيارة مرتقبة خلال الأيام المقبلة للزعيم الصيني شي جين بينج، إلى العاصمة الروسية موسكو، للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، إذ تأتي الحرب المتواصلة منذ من أكثر من عام في صدارة اهتمامات الرئيسين اللذين تصفهما واشنطن بأنهما حليفان في مواجهتها شرق الكوكب.
زيارة حمامة السلام إلى مكمن الحرب في روسيا
صحيفة وول ستريت جورنال، أعقبت الإعلان عن زيارة للزعيم الصيني إلى موسكو، بأنه من المرتقب عقد اجتماع بين الرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لأول مرة منذ اندلاع الحرب في فبراير من العام الماضي، عبر تقنية الفيديو كونفرنس، تتصدره المباحثات بشأن إنهاء الحرب الدموية التي أودت بحياة عشرات الآلاف من كلا طرفي النزاع الرئيسيين.
مقترح الصين للسلام في أوكرانيا
وقبيل الإعلان عن توجه الزعيم الصيني، الذي تعد بلاده منافسًا اقتصاديًا لواشنطن أبرز حلفاء أوكرانيا في الحرب ضد روسيا، أعلنت وزارة خارجيته عن مقترح تضمن 12 بندا لتحقيق السلام في أوكرانيا، يركز على وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف، والشروع في محادثات سلام بين الطرفين لإنهاء الحرب، وهو ما رحب به الرئيس الأوكراني، معتبرًا انخراط الصين في جهود إحلال السلام خطوة أولى مهمة، وفق وكالة أسوشيتد برس.
الصين تنهي الأزمة بين السعودية وإيران
تلك لم تكن الخطوة الأولى للصين لإنهاء مشكلات عالمية وإقليمية خلال أيام، إذ شهد الأسبوع الجاري الإعلان عن اتفاق سعودي إيراني لاستئناف العلاقات بين البلدين الإقليميين بوساطة التنين الصيني، من قلب عاصمة التنين بكين، إذ تضمن البيان الثلاثي بين السعودية وإيران تتوسطهما الصين، أنه استجابةً لمبادرة الرئيس الصيني شي جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية، بدعم الصين لتطوير علاقات حسن الجوار بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبناءً على الاتفاق بين الرئيس شي جين بينج وكل من قيادتي المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، تقوم جمهورية الصين الشعبية باستضافة ورعاية المباحثات بين المملكة العربية السعودية، والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورغبة منهما في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما.
وهو الإعلان ذاته الذي بات يمثل بادرة أمل يمكن تكرارها خلال زيارة الرئيس الصيني نفسه خلال أيام إلى الكرملين، وإجرائه محادثات مع الطرف الآخر للنزاع المتمثل في الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يترقب الكثير أن تتوصل إلى بداية نهاية للحرب الدامية في شرق القارة العجوز، وإنهاء احتقان عالمي كثيرًا ما هدد بإمكانية تحولها لحرب عالمية ثالثة.
