نجلاء بدر: لم أدفع ثمن صراحتي ولست عشوائية.. والمرأة العربية ما زالت مقيدة | حوار
لست مُسيرة بل مُخيرة.. مبدأ اتبعته الفنانة نجلاء بدر في حياتها، لتعبر عن آرائها بحرية واختياراتها الفنية، والبحث يأخذ حيزًا كبيرًا من وقتها، فهي لا تسمع المعلومة دون تحليلها، وتسعى دائمًا لبناء رصيد فني تفخر به، كما استطاعت وضع بصمتها في كل عمل شاركت به، ليتخطى رصيدها الفني 50 عملا ما بين الدراما والسينما.
وأجرى القاهرة 24 حوارًا مع نجلاء بدر على هامش مشاركتها كعضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في الدورة السابعة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة خلال السطور التالية:
ما الذي تضيفه لكي تجربة مشاركتك في لجان التحكيم؟
شاركت من قبل في لجان تحكيم بعدة مهرجانات داخل وخارج مصر، ولكن مشاركتي في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة بدورته السابعة تعد الأولى من نوعها، حيث إنني أشارك لأول مرة في لجنة تحكيم لأفلام روائية طويلة، وأعتبرها مرحلة جديدة، وكلما زادت مدة الفيلم، كلما زاد الثِقَل، وازداد تصديق إدارة المهرجانات لخبرات المشاركين في لجان التحكيم.
بما أنكي مشاركة كعضو لجنة تحكيم في مهرجان عن المرأة.. فما القضية النسائية التي تتمنين تقديمها فيما بعد؟
كل القضايا تقريبًا، مازالت المرأة المصرية والعربية عليها قيودًا، وأتمنى أن تسير أي سيدة في الشوارع بحرية دون التعرض لها سواء بكلمة أو فعل، ولحظة توفر تلك الحرية سأعترف أن المرأة أخذت حقها وأمنها في المجتمع.
ما القضية العامة التي تريدين تقديمها في عمل فني؟
هناك الكثير من القضايا، وهناك الكثير من القصص التي تظهر يومًا بعد يوم، ومواقع التواصل الاجتماعي ساعدت بشكل كبير في التعرف على تلك القصص والسماع عنها وعن تفاصيلها، وأقرأ لديكم في الموقع العديد من القصص التي من الممكن كتابة سيناريوهات أفلام ومسلسلات عنها، نحن كفنانون لن نلاحق ما يدور في الحياة يوميًا.
ارتديتي في حفل افتتاح مهرجان أسوان فستانًا غير مثيرًا للجدل.. هل تغيرت آرائك بعدما تصدرتي التريند بفستان مهرجان الجونة؟
أجابت ضاحكةً، لا أرتدي الفساتين من أجل إثارة الجدل، بينما ارتديها؛ لأنها تعجبني فقط.
مَن الذي تستشيريه بشأن ملابسك؟
لا استشير أحدًا، ولكن من الممكن أن أستشير المرأة، فهي الوحيدة التي تقول لي إن كان مظهري جيد أم لا.
هل هناك طقوسًا معينة تقومين بها قبل الظهور على السجادة الحمراء؟
نعم، فمن الممكن ألا آكل شيئًا قبل المناسبة بيوم؛ حتى لا أتفاجأ باختلاف مقاس الفستان، ويكون دائمًا معي فستانًا احتياطيًا، زمان تعرضت للعديد من المشاكل بسبب عدم حصولي على فستانًا احتياطيًا، وفي ذات يوم كنت أحضر مهرجان دبي وفجأةَ انقطعت سحابة الفستان، فاضطررت الظهور على السجادة الحمراء بملابس عصرية “كاجوال”.
ألم تفكري في فتح مشروع باسمك بمجال الأزياء؟
لا، ليست صنعتي ولا مهارتي، أنا فقط ارتدي الفساتين الحلوة وأسعد بها.
في رأيك.. هل الفن من الواجب عليه تقديم رسالة؟
بالطبع لا، الرسالة ليست الهدف الوحيد للفن وليس دوره التوجيه، ولكنه من الممكن المساهمة بالتوجيه وتفجير القضايا وفتح مجال التفكير، بل الفن للترفيه، وما رسالة الأغاني؟
وما ردك على الذين يتهمون الفن بالعنف ومن الواجب عليه تعديل السلوك البشري؟
تعديل السلوك دور الأسرة وليس الفن، وإن غاب دور الأسرة فمن الواجب ألا نحمل الفن المسئولية، بل البرامج التلفزيونية هي التي تحمل رسائل وموجهة لتعديل السلوك، الفن مجرد لوحة جميلة ومن الممكن أن يساهم ولكن ليس دوره.
لمَ لا نراكي في أعمال مسرحية؟
لم يُعرض عليّا، وعندما عُرض عليّ كان للقدر كلمة أخرى.
كيف تتعاملين مع عدم استقرار المجال الفني من الناحية المادية؟
هناك الكثير من الجمهور لا يعرف طبيعة المهنة، ويتصدر لهم دائمًا حصول النجوم على العديد من ملايين الجنيهات، بينما الذين يحصلون على تلك الملايين 6 أو 7 فنانين فقط، وباقي الفنانين يحصلون على أجور عادية، ومن الممكن أن يشارك الفنان في عمل واحد على مدار عامين، كما أن شريحة الفنانين هي أعلى الشرائح في تحصيل الضرائب، ومن الأجر الذي نحصل عليه ندفع المصاريف والمرض والأقساط، أنا لا أشفق على نفسي بل أشفق على الجميع دون استثناء في حال ارتفاع الأسعار على مستوى العالم كله، أحمد الله أن شهر رمضان الكريم اقترب؛ لأننا نساعد به بعضنا البعض ويزداد الخير، وأتمنى ألا تحول الأسعار استمرار عادات الخير وألا تقللها.
وما هي طقوسك في رمضان؟
لأول مرة، سأقضي شهر رمضان في المنزل، وتعد تلك أسعد سنة في حياتي، حيث إن شهر رمضان كان يحل دائمًا وسط انشغالي بالتصوير، ولكن أحمد الله أن تصوير الأعمال التي أشارك بها ستنتهي بعد أسبوع، وأنا أحب المكوث في المنزل كثيرًا.
دائمًا تعبري عن آرائك وصراحتك عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. أتدفعين ثمن صراحتك؟
لا، ولم ينتقد أحد آرائي؛ لأنني لا أتعدى الحدود وآرائي منطقية ولن أعبر عن آرائي إن شعرت أنني سأتعدى حق أحد، وأتعامل على أنني مواطنة عادية من حقي التعبير عن رأيي ولست نجلاء بدر الفنانة، وأنا لست عشوائية ولا أكتب لمجرد الكتابة والتعبير عن الرأي.
حدثينا عن الأعمال التي تشاركين بها في رمضان 2023؟
أشارك في مسلسل سره الباتع وأعتبره ملحمة درامية ومباراة تمثيل بين العديد من النجوم، وسعيدة بالمشاركة في المسلسل كما أن خالد يوسف سيعيد لنا الدراما الحقيقية من خلاله.
ماذا عن جديدك في السينما؟
أشارك في فيلم الملحد من كتابة إبراهيم عيسى وإخراج ماندو العدل، أعجبني الورق للغاية، ودوري به صغير، ولكن أحببت المشاركة في العمل، فهو تدور أحداثه حول الطريق لمعرفة الرب وتمييزه بداخلنا، فالقضية مختلفة تمامًا.
ألم تقلقي من المشاركة في عمل من كتابة إبراهيم عيسى لأن اسمه مثير للجدل بالنسبة للجمهور؟
لا، فأنا أحب أن أسمع وأقرأ للجميع، وكل بني آدم حر في رأيه، وأنا إنسانة لست مُسيرة بل مُخيرة.
أخيرًا.. كيف رأيتِ انسحاب الفنان مصطفى درويش من فيلم الملحد أثناء إثارة إبراهيم عيسى الجدل برأيه عن الإسراء والمعراج؟
مع احترامي للممثل، ولكنه صور 80% من مشاهده، فهل انسحب من الفيلم من أجل الجدل؟ أم من أجل إبراهيم عيسى؟ أم بسبب الورق؟، كان موقف انسحابه غريبًا بالنسبة لي، من الممكن أن يكون سعد بالتريند وقرر المشاركة به فهناك بعض الأشخاص الذين بطبيعتهم مُحبين للتريند، وفي نهاية المطاف لا أريد أن أظلمه.