علشان راجل.. عرف مجتمعي هدام
علشان راجل.. جملة تتكرر على مدار زمن بلا توقف أعطت رخصة لرجال المجتمع العربي بالتمادى فى خلق معايير تقحم المرأة فى سجن حقوقه المصطنعة، فتجد أن الأخطاء للرجل متاحة ومغفورة حتى وإن كان دين رب العالمين لم يفرق بين الرجل والمرأة فى العقاب والثواب، فالخيانة للرجل مبررة، والعصبية مبررة، وفى كثير من الحالات الضرب أيضا مبرر، وأغلب الأخطاء للرجل فى العلاقات مبررة (علشان راجل)، ومن المدهش أنه حتى هذه اللحظة لدينا فئة كبيرة تفضل ولادة الولد عن الفتاة، وهناك عائلات تشعر بالحزن الشديد عندما يرزقون بأنثى، برغم أننا نقرأ القرآن بالعربية ونفهم جيدا تفسيره، ولدينا من العبر ما يكفى لتوعية العالم، كما كان يفعل رسول الله - صل الله عليه وسلم - عندما كان كفار قريش يوئدون بناتهم ويدفنونهن أحياءً.
مع مرور الوقت وبسبب اختلاف طريقة التربية باتت هناك قوانين عرفية تلزم المرأة بالخضوع للتحكمات غير الشرعية وهى مستسلمة تماما ودون قصد ترى أنها تربي ابنها على هذه المعتقدات، فبالتالي تتكون أجيال كاملة بأفكار ومعتقدات بعكس طبيعة البشرية حتى، ولكن مع ظهور التكنولوجيا وزيادة الوعي المفاجئ نرى أن هناك ظاهرة متفجرة فى الآونة الأخيرة، فترى الرجال لديهم غضب من تلاشي الغفلة لدى النساء خاصة من جيل الشباب، واللاتي ترفضن تماما التمادي الذكوري في دفن إنسانيتهن بسبب قوانين عرفية عقيمة.
وهذا التمادي المبالغ فيه جعل بركان الغضب النسائي ينفجر لتكون النتيجة صراعا بين الطرفين مشتعلًا على الساحة الآن، فمن جهة ترى الرجل في دهشة من أمره بسبب مطالبات المرأة المستمرة له بحقوقها كإنسان، وعلى رأس هذه الحقوق الاحترام، ومن جهة ترى المرأة تطالب بحقوقها بشراسة كبيرة.
وأريد الإشارة هنا إلى أنني لا أطالب والكثير ممن لديهن الوعي الكافي بالتفرقة بين الشراسة والحكمة بالمساواة بين الرجل والمرأة وتلك الشعارات التي بسببها اختلطت الأمور وتعقدت، ولكن أطالب بالعودة للمرجعية الدينية الحكيمة وليس بالطبع التي تتلخص في - مثنى وثلاث ورباع - وتفسيرها المعهود، ولكن التى أساسها المودة والرحمة.