القوى العظمى وجهًا لوجه.. طائرة مسيرة تشعل الصراع بين أمريكا وروسيا
تسببت الطائرة المسيرة الأمريكية المحطمة أعلى البحر الأسود في تصاعد دخان المواجهة بين ما توصف بالقوى العسكرية العظمى في شرق وغرب العالم، وسط مخاوف إقليمية ودولية من تفاقم الأزمة بين دب الكرملين الروسي ونسر البيت الأبيض القابع في واشنطن، في ظل تحذيرات من كلا الطرفين من تبعات أزمة الطائرة المحطمة.
البداية كانت بإعلان الجيش الأمريكي (المصنف الأول عالميًا من قبل موقع جلوبال فاير باور المتخصص بالقوات العسكرية)، تعرض طائرة مسيرة تتبعه لحادث تصادم مع طائرة مقاتلة تتبع الجيش الروسي (المصنف الثاني عالميًا من قبل موقع جلوبال فاير باور المتخصص بالقوات العسكرية) فوق البحر الأسود، مما أدى إلى سقوط الطائرتين، قبل أن يعلن الجيش الأمريكي ذاته أن واحدة من مقاتلتين روسيتين تسببت في تدمير مروحة الطائرة المسيرة، ما أجبر الولايات المتحدة على إسقاطها في منطقة النشاط العسكري المكثف لحلف شمال الأطلسي بالقرب من الخطوط الأمامية للحرب في أوكرانيا.
أزمة الطائرة المسيرة الأمريكية
على الجهة المقابلة خرجت موسكو مكذبة لما أعلنته واشنطن مؤكدة عدم سقوط أي من مقاتلاتها، وأن المسيرة الأمريكية سقطت دون ارتطام بأي طائرة مقاتلة روسية، موضحة في بيان لها، أن البداية كانت بتحليق الطائرة الأمريكية مع إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال في انتهاك لحدود منطقة النظام المؤقت لاستخدام المجال الجوي، التي تم إنشاؤها لغرض الحرب في أوكرانيا، وأنه تم إبلاغ جميع مستخدمي المجال الجوي الدولي بذلك ونشره وفق المعايير الدولية، الأمر الذي تسبب في انطلاق مقاتلات روسية للتعرف عليها، وأنه نتيجة للمناورة خرجت المسيرة الجوية من دون طيار "إم كيو -9" عن السيطرة واصطدمت بسطح الماء، دون استخدام أي أسلحة من القوات الروسية.
تحطم طائرة أمريكية في البحر الأسود
تحطم الطائرة الأمريكية وسقوطها بالبحر الأسود أشعل حريقًا تحت رماد الحرب الروسية الأوكرانية، إذ سارع كلا الطرفين لإثبات الإدانة على الآخر والتوعد بردود حال تكرار الواقعة، وهي تحذيرات تنذر بتغير المواجهة غير المباشرة بين كل من موسكو وواشنطن في أوكرانيا إلى مواجهة مباشرة قد تصل إلى صراع نووي.
فمنسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، شدد من جانبه أن بلاده اتخذت إجراءات لضمان عدم وقوع الطائرة بدون طيار التي تم إسقاطها فوق البحر الأسود في الأيدي الخطأ، موضحًا في تصريحات حسب شبكة cnn، نافيًا رواية وزارة الدفاع الروسية عن الواقعة.
كما أشار المسؤول الأمريكي ذاته إلى أنه جرى استدعاء السفير الروسي لدى الولايات المتحدة إلى وزارة الخارجية، والإعراب عن بواعث قلق كبيرة وحقيقية على هذا السلوك الذي وصفه بغير الآمن وغير المهني من قبل الطيارين الروس.
رد هادئ من أمريكا على سقوط الطائرة المسيرة
رد أمريكا الهادئ في مواجهة الطائرات الروسية، جاء قبيل صدور تحذير شديد اللهجة من موسكو لخصمتها اللدودة واشنطن، بالابتعاد كثيرا عن مجالها الجوي بعد تحطم طائرة مسيرة أمريكية اعترضتها طائرات روسية في البحر الأسود في أول مواجهة مباشرة معروفة بين القوتين العظميين منذ بداية الحرب الأوكرانية، في تحذير ينظر بتصعيدات من قبل موسكو، حسب وكالة رويترز.
تبادل الاتهامات والروايات الأمريكية الروسية بشأن حادث الطائرة يأتي بالتزمان مع الإعلان المتكرر من قبل المسؤولين الروس وفي مقدمتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن أمريكا طرف مباشر في الحرب ضد بلاده في أوكرانيا، وهو الأمر ذاته الذي اعتبرته موسكو أن حادث الطائرة المسيرة دليل على أن الولايات المتحدة تشارك بشكل مباشر في الحرب.
روسيا تسعى لاستعادة الطائرة الأمريكية
وقالت روسيا إنها ستحاول استعادة حطام الطائرة المسيرة من البحر، حيث قال نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن في الكرملين حسب وكالة نوفوستي الروسية: ظل الأمريكيون يقولون إنهم لا يشاركون في عمليات عسكرية. هذا هو آخر تأكيد على أنهم يشاركون بشكل مباشر في هذه الأنشطة - في الحرب.
إلى جانب قول السفير الروسي لدى واشنطن، في بيان له، إن النشاط غير المقبول للجيش الأمريكي على مقربة شديدة من حدود بلاده يدعو للقلق، متهما واشنطن باستخدام طائرات بدون طيار لجمع المعلومات الاستخباراتية التي يستخدمها نظام كييف فيما بعد لضرب القوات الروسية، وقال الكرملين إنه لا توجد اتصالات رفيعة المستوى مع واشنطن بشأن الحادث، واصفا العلاقات الثنائية بأنها مؤسفة، الأمر الذي يشير إلى تصاعد روسي ومساعي أمريكي لتفادي صدام بين القوتين العسكريتين الأكبر عالميًا، خاصة في ظل التورات العسكرية المتسارعة على هامش الحرب الدائرة منذ اكثر من عام في أوكرانيا.
