الإثنين 23 ديسمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أستاذة بالأزهر: غياب الحب والعاطفة في الأسرة يفتح الباب أمام وجود علاقات محرمة ويهدم الحياة الزوجية

الجامع الأزهر
دين وفتوى
الجامع الأزهر
الأربعاء 15/مارس/2023 - 08:40 م

عقد الجامع الأزهر، اليوم الأربعاء، الندوة الثالثة من سلسلة برامجه الموجهة للمرأة، والذي جاءت تحت عنوان: المشاكل الأسرية وكيفية التغلب عليها، وذلك برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وباعتماد الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

أستاذة بالأزهر: الخلافات الزوجية أمر طبيعي ولذا لم يسلم منه بيت النبوة

وقالت الدكتورة خضرة سالم، أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة الأزهر، وأمين سر اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، إن الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمع وهي المؤسسة الأولى في التربية الأساسية في التنشئة الاجتماعية، لافتة إلى أن وجود الخلافات في الأسرة هو أمر طبيعي ووارد لأسباب كثيرة ومتعددة، مؤكدة أن الخلاف الأسري لم يسلم منه بيت النبوة.

وأكدت الدكتورة خضرة سالم، خلال محاضرتها بندوة «المشاكل الأسرية وكيفية التغلب عليها» التي عقدت في رحاب الجامع الأزهر، أنه رغم الخلاف الذي حدث بين زوجات النبي، إلا أنه صلى الله عليه وسلم تعامل معه بحكمة يتدارسها علماء واستشاري وأخصائي العلاقات الأسرية على مر العصور، ويجب على كل زوج وزوجة الاقتداء بما فعله النبي مع زوجاته حينما غارت السيدة عائشة من السيدة صفية رضي الله عنهم جميعا.

وأضافت أستاذ التربية بجامعة الأزهر، أن من أهم أسباب المشكلات الأسرية، هي مشكلات اجتماعية واقتصادية، وذلك بسبب ضغوط الحياة اليومية، وتدخل الأهل والأقارب في الحياة الزوجية، وعدم القدرة على التكيف والتأقلم مع الطرف الآخر، مشيرة إلى أن الندية والعناد والعنف الأسري سواء العنف اللفظي أو المعنوي، هو بسبب غياب المشورة الأسرية، وتعاطي المخدرات، وإدمان وسائل التواصل الاجتماعي ما يترتب عليه إهمال أطراف الأسرة المتمثلة في الزوج أو الزوجة والأولاد.

ولفت أمين سر اللجنة الدينية، إلى أن من أسباب المشكلات الأسرية أيضا، ‏أسباب نفسية وعاطفية وغياب الحب والعاطفة في الأسرة، وهو ما يفتح الباب أمام وجود علاقات محرمة خارج الأسرة، موضحة أن عدم التوازن بين الحنان والقسوة في التعامل بين الزوجين وبين الأبناء، يؤدي إلى الإهمال العاطفي أو الحرمان العاطفي، الذي بدوره يحدث فجوة بين الزوجين تؤدي إلى حدوث آثار سلبية على الحياة الزوجية.

وقدمت الدكتور خضرة سالم، عدة نصائح للمرأة من أجل استقامة الحياة الأسرية، ومنها الصبر على تطورات الحياة الجديدة التي تختلف كثيرا بين بيت الأب وبيت الزوجية، والتأقلم معها بما يتماشى مع الظروف الاقتصادية للزوج، ومحاولة الزوجة التخفيف من ضغوط الزوج والتودد والتراحم، وهذا أيضا يجب على الزوج.

الجامع الأزهر

وتابعت: أنصح الزوجات بالابتعاد عن حصار الزوج وعدم مراقبته والشك فيه طوال الوقت، و‏الحفاظ على أسرار الحياة الزوجية، و‏التنازل في بعض الأمور عن الهفوات، وتجنب رفع الصوت العالي والتقليل من إمكاناته، و‏تجنب المقارنة بين أقاربها أو أصدقائها، و‏التفاهم والحوار الهادئ، و‏تجنب المشاكل مع والدة الزوج، وصناعة حبل من الود والتفاهم مع الحماة، كما يجب ‏تحديد سبب الخلافات التي تسببت في حدوث المشكلة حتى نستطيع وضع علاج مناسب وفعال لهذه المشكلات، مؤكدة على ضرورة ‏اختيار وقت النقاش والعتاب و‏التسامح مع الطرف الآخر، و‏التوقف عن إلقاء اللوم المستمر، بهذا سوف تحل جميع المشكلات.

أستاذة بالأزهر: الإسلام اعتنى عناية خاصة بالأسرة وحث أتباعه على تقوية أواصر المحبة بين أفرادها

ومن جهتها، قالت الدكتورة أمال عبد الحميد محمد، أستاذ مساعد بقسم أصول الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، إن الإسلام اعتنى عناية خاصة بالأسرة، وحث أتباعه على تقوية أواصر المحبة بين أفرادها، وحمايتها مما يعصف بها ويهدد أركانها، مؤكدة أن من أسباب تفاقم المشكلات الأسرية، هو غياب الوازع الديني، والتقصير في الحقوق والواجبات، والكذب والتدليس، وعدمُ المصارحة، وغياب روح التفاهم، وفقدان التحاور، وشيوع سوء الظن، وعدم معرفة مقاصد الزواج، والفروق الفردية بين الزوجين وغير ذلك.  

ولفتت أستاذ أصول الفقه، إلى عدة أمور يجب أن تتخذ في الحسبان لحل جميع المشكلات، ومنها: التأني في التعاطي مع المشاكل وعدم العجلة، والتزام الصبر والرضا والاحتساب للوصول إلى الحلول المرضية، والكتمان وعدم التحدث بالمشاكل حتى لا تتفاقم الأمور، والتعاطي مع المشاكل على مقدارها وعدم تضخيم الأمور، والدفع بالتي هي أحسن وطيب المقال وحسن الأدب في الأخذ والعطاء، والنظر والتفكر في عاقبة الأمور.

وأكدت أن من أهم الأمور التي يجب أن تحل بها المشكلات هو اللجوء إلى الله بالاستغفار والأدعية المأثورة، والإحسان في التعامل مع الطرف الآخر قولا وعملا، وعدم اللجوء إلى الأمور المحرمة، والحساب جيدا للمسألة عند اتخاذ القرار، والبحث عن أسباب المشكلة والتماس الطرق إلى حلها، والاستعانة بالمراكز الاستشارية المتخصصة، وتفويض الأمر إلى الله واتاحة الفرصة للعلاج مع الوقت.

واختتم اللقاء بفتح باب الحوار والمناقشات بين المحاضرين والسيدات، ودارت أغلبها عن كيفية التعامل مع الأنماط الشخصية المختلفة للزوج، كالزوج الغضوب، والغيور غيرة مفرطة، والمتسلط، والصامت، والمهمل لزوجته وغير ذلك من تساؤلات، وقد لاقت حالة النقاش قبول وإعجاب السيدات المشاركات في البرامج.

تابع مواقعنا