أبرزها خفض الانبعاثات الكربونية.. توصيات قمة العرب للطيران العاشرة برأس الخيمة
اختتمت قمة العرب للطيران، الحدث الرائد لقطاع الطيران والسياحة في المنطقة، فعاليات دورتها العاشرة في مركز الحمرا العالمي للمعارض والمؤتمرات في رأس الخيمة مع القيمين على قطاع الطيران العربي من المنطقة والعالم لمناقشة النمو مستدام في قطاع الطيران.
ودعا قادة القطاع خلال الحدث أيضًا إلى تجديد الالتزامات بخفض انبعاثات الكربون وتنفيذ استراتيجيات فعَالة لدعم النمو المستدام لقطاع الطيران والسياحة.
الاستدامة في قطاع الطيران والسياحة
وشهدت القمة توقيع ثلاث اتفاقيات استراتيجية بين عدد من أصحاب المصلحة، الأمر الذي يعكس تنامي أهميتها كمنصة لتسهيل التعاون بين القطاعين العام والخاص وفتح آفاق جديدة أمام الشركات الإقليمية والعالمية.
وشملت الاتفاقيات تعاون بين هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة ومجموعة "إف تي آي" الألمانية لتعزيز الربط الجوي بين ألمانيا والإمارة؛ واتفاقية بين مطار رأس الخيمة وفي بورتس لإنشاء أول مطار عامودي حديث في رأس الخيمة؛ وتعمل "في بورتس" أيضًا على تأمين مستقبل النقل الجوي المتقدم من خلال اتفاقية أخرى مع "إلكترا. آيرو" و"فالكون للطيران" و"سكاي درايف" لبناء وتشغيل أول مركز موحد للنقل الجوي المتقدم على مستوى العالم في دبي.
وجمعت القمة التي انعقدت على مدار ثلاثة أيام تحت شعار "الاستدامة وتأثيرها المباشر على مفاهيم السفر والسياحة في العصر الحالي" عددا من ألمع العقول في مجال الطيران، حيث استكشفوا دور الطيران المستدام كمحرك للنمو وسلطوا الضوء على ضرورة إعطاء الأولوية للعمل المناخي في سوق الشرق الأوسط؛ أحد أسرع أسواق الطيران نموًا في العالم.
وفي ضوء الاستعداد لقفزة نمو كبيرة في أساطيل الطيران في المنطقة خلال العقد المقبل، تبادل الخبراء وقادة الفكر المشاركون آراءهم بخصوص التحديات والفرص التي ينطوي عليها هذا النمو، ودعوا إلى تمكين التعاون بين القطاعين العام والخاص لتعزيز استدامة قطاع الطيران مستقبلًا الى جانب من خلال انتهاج سياسات فعالة وعملية.
الحياد المناخي
وتربعت أهداف الحياد المناخي على رأس قائمة جلسات النقاش في اليوم الرئيسي من القمة، إذ سلط رواد القطاع الضوء على دور وقود الطيران المستدام وأهمية التعاون لتعزيز نمو القطاع.
وركزت مناقشات اليوم الافتتاحي للقمة على ضرورة توفير فرص تدريب فعّال في ضوء تنامي حاجة المنطقة للكفاءات المتخصصة في مجال الطيران، ولضمان جهوزية الجيل القادم من القوى العاملة في هذا المجال للدخول إلى سوق العمل.
وفي كلمة رئيسية خلال القمة، دعت الشيخة موزة بنت مروان آل مكتوم، ملازم أول طيار في الجناح الجوي لشرطة دبي، إلى تحقيق الشمولية في قطاع الطيران، مشيرةً إلى إمكانية تغيير الواقع الحالي من خلال زيادة تمثيل المرأة في القطاع والذي يمكن بدوره أن يمكّن الشابات من الاستفادة من الفرص المتنامية في القطاع. وأشادت بالنساء الرياديات اللواتي حطمن الحواجز في قطاع الطيران منذ القرن الثامن عشر، مضيفةً أن مبادرتها شيهانة (جمعية المرأة في الطيران) تهدف إلى تشجيع المزيد من النساء على دخول قطاع الطيران.
وفي الكلمة الافتتاحية للقمّة، أشار عادل العلي، رئيس قمة العرب للطيران والرئيس التنفيذي لمجموعة العربية للطيران، إلى أن السنوات الثلاث الماضية كانت حافلة بالدروس المهمة وأظهرت مرونة قطاع الطيران في مواجهة التحديات المتشعبة التي شهدتها السوق، مضيفًا أنّ تعميم الممارسات والتقنيات المستدامة عبر القطاع سيكون أمرًا بالغ الأهمية لمواجهة تحديات التغير المناخي.
وسلط راكي فيليبس، الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، الضوء على أهمية تكامل الأعمال بين قطاعي الطيران والسياحة لخلق المزيد من فرص العمل، وتعزيز الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة أعداد الزوار، مؤكدًا أنّ الإمارة تسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق طموحها بأن تصبح أول وجهة سياحية مستدامة في المنطقة بحلول عام 2025. وأشار فيليبس إلى أن تحقيق تأثير مستدام حقيقي يستوجب بالضرورة اختيار شراكاتٍ تمضي بقطاع الطيران قدمًا نحو المستقبل.
وفي كلمة البلد الضيف، ركزّت إيرينا جورجيفا، نائب وزير السياحة في بلغاريا، على العلاقة المترابطة بين قطاعي الطيران والسياحة، لافتةً إلى أن التعاون بينهما أمر حتمي لتحقيق التنمية المستدامة لكليهما.
وأبدت الوزيرة رغبة بلدها بتعزيز العلاقات مع دول الشرق الأوسط، ونوّهت أن الإدارة الحكيمة والمسؤولة لقطاعي السفر والسياحة ستصب في مصلحة البشرية جمعاء.
من جهته، أشاد خالد العيساوي مدير منطقة الخليج والشرق الأدنى في الاتحاد الدولي للنقل الجوي، بالتنسيق بين جميع أصحاب المصلحة في قطاع الطيران لتسريع الجهود نحو تحقيق أهداف الحياد المناخي، مشيرًا إلى أن هذه الرؤية تستند إلى التزام مشترك تجاه الأجيال القادمة.
إنتاج الوقود المستدام
ولفت العيساوي إلى أنّ تعزيز إنتاج وقود الطيران المستدام (SAF) يشكل ضرورةٌ لتحقيق هذه الأهداف، ودعا الحكومات إلى اعتماد سياساتٍ لحفز إنتاج الوقود المستدام وصولًا إلى توفيره بأسعار تعادل تكلفة وقود الطائرات التقليدي.
وقالت أرادانا كوالا، رئيس المجلس الاستشاري في شركة البحر الأحمر الدولية، أنّ وقود الطيران المستدام ليس إلاّ واحدًا من الحلول المطروحة لخفض الانبعاثات الكربونية في القطاع، ودعت إلى ابتكار حلولٍ طويلة الأمد مثل مشاريع تقنيات البطاريات وتعزيز الكفاءات التشغيلية. وذكرت كوالا أن التخفيضات والحوافز الضريبية التي بدأت الحكومات بانتهاجها ستحدث تغييرًا إيجابيًا في مسار تحول القطاع نحو الاستدامة.
وحسب ميكائيل هواري، رئيس شركة إيرباص الشرق الأوسط وأفريقيا، فإنه من المتوقع أن تدخل 3000 طائرة جديدة حيز التشغيل في المنطقة بحلول عام 2040، وسيحل 40% من هذه الطائرات محل طائرات قيد التشغيل حاليًا، مما يعزز التزام المنطقة بالاستدامة كركيزة أساسية لتنمية القطاع.
وأشار إدوارد أوبريان، الرئيس التنفيذي لـشركة AviLease، إلى أنه بموجب رؤية المملكة للعام 2030، فإن الشركة تساهم بشكل فاعل ومسؤول في النمو السريع للنظام الإيكولوجي في مجال الطيران في الدولة من خلال الاستثمار والالتزام باتفاقيات مستدامة تدعم تخفيف الأثر البيئي للطيران.
وصرّح جون كيلي، رئيس شركة رولز رويس في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، أنه مع تنامي طلب المسافرين على خدمات الطيران المستدامة، يمكن إزالة الكربون من عمليات القطاع باستخدام الوقود النظيف والتقنيات الناشئة الحديثة التي قد تؤدي إلى خفض الانبعاثات بنسبة 50%.