من قلب المحن تولد المنح.. بيشوى عماد مترجم الإشارة باحتفالية كتف في كتف: بدايتي كانت من البيت
أقيمت فعاليات مبادرة كتف فى كتف تحت شعار الحدث الخيري الأكبر، وذلك اليوم الجمعة باستاد القاهرة الدولي، تحت رعاية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبتنظيم التحالف الوطني، احتفالا بجهود آلاف المتطوعين الذين شاركوا في توزيع 6 ملايين كرتونة مواد غذائية لتوزيعها على 20 مليون مواطن بجميع محافظات مصر، قبل حلول شهر رمضان المبارك.
بيشوي عماد مترجم الإشارة باحتفالية كتف في كتف
ومن أبرز اللقطات التي شهدها الحفل، الحضور المميز والعبقري لمترجم لغة الإشارة بيشوي عماد، الذي خطف الأنظار عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حيث ظهر اليوم بأداء مشرف أمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتفاعل بالأداء المبهج لترجمة الأغنيات التي تم تقديمها اليوم خلال الحفل باستخدام لغة الإشارة.
كواليس الاستعداد للحفل
وفي حواره لـ القاهرة 24، قال بيشوي عماد صاحب الـ21 من عمره، والطالب بالفرقة الثالثة بكلية الإرشاد السياحي، والذي يعد أصغر مترجم لغة إشارة في مصر، الموضوع جه فجأة واتبلغت بموعد الاحتفالية قبلها بيوم، ومكنتش مرتب أو مستعد لأي حاجة، ولكن الموضوع كان بتكليف، وكل التيم كان هدفه إن الترجمة تطلع على أكمل وجه وصورة مشرفة، وخصوصًا إن اللوكيشن كان صعب التعامل فيه وسط كل الحضور الكبير من الجماهير، ولكن تفاجأت بردود الفعل عبر السوشيال ميديا ومن قبل الجماهير بعد انتهاء الحفل،
وأضاف بيشوي، اتبلغت من المسؤولين والقائمين على تنظيم الحفل، وتم ترشيحي من قبل أحد الشركات المتخصصة في مجال ترجمة لغة الإشارة، الموضوع كله تم في ليلة لإن عرفت قبلها بيوم، مضيفًا: أنا بشكر الرئيس السيسي لإنه أشاد في أحد المؤتمرات التي أقيمت خلال الفترة القليلة الماضية بأهمية دور مترجم لغة الإشارة، وعشان كدا الترشيح لما تم مكنش في تأخير.
شعور بالسعادة بعد تحقيق النجاح
وأعرب بيشوي عن سعادته البالغة، بعد أن حقق نجاح باهر اليوم خلال الاحتفالية، قائلًا: أنا مكنتش أعرف إن أنا على جميع شاشات الإستاد، كنت عارف إن الحفل هيتم إذاعته عبر القنوات المصرية فقط، ولكن تفاجأت بإن ما يقارب من 400 ألف مواطن بيتفرج عليا في الإستاد، ودا يبرز مدى اهتمام الدولة المصرية بلغة الإشارة.
وتابع بيشوي، رسالتي هي توفير المعلومة وإن الأصم يسمعها باللغة الخاصة به، في مترجم بيترجم الكلام بالحرف، ولكن أنا أفضل النترجمة مع تعبيرات الوجه عشان أقدر أوصل المعلومة بالتعبيرات الصحيحة ليها.
من المحن تولد المنح
وأشار بيشوي، إلى أنه تعلم ولغة الإشارة عندما كان في عمر الـ 13 عامًا، قائلًا أول كلمة اتعلمتها كانت بلغة الإشارة، مشيرًا إلى أن والديه وأخته من أصحاب الإعاقة السمعية، وهذا ما دفعه لتعلم تلك اللغة، قائلًا: بدايتي كانت من البيت والانطلاقة كانت من العمل الخيري.. عشان كدا مش هبطل العمل اللي كان سبب إني بدأن وحققت جزء من اللي بحلم به.
وأضاف، تعلمت لغة الإشارة من خلال دورات تدريبة بالإضافة إلى دعم جدتي لي، حتى أن أصبحت عضو المنظمة العربية لمترجمي الإشارة، وعضو النقابة المصرية لمترجمي الإشارة، واستشاري الترجمة برئاسة مجلس الوزراء سابقًا، مضيفًا: لغة الإشارة زيها زي أي لغة ليها قاموس ولكنات بتختلف من محافظة لمحافظة، ويتعامل بها أكثر من 7 ونصف مليون مواطن في مصر.
ويتمنى بيشوي، تكبير كادر مترجم لغة الإشارة عبر شاشات التليفزيون، وذلك تحسبًا لضعاف البصر، قائلًا الإنسان العادي لو عنده مشكله في النظر مش بيشوف، فماذا عن أصحاب الإعاقة السمعية إذا كان عندهم مشكلة بصرية، لذلك من الضروري توسيع الكادر حتى تنقل الترجم بصورة أفضل.